ترأس عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي أعمال الاجتماع الطارئ الذي عقده مكتب البرلمان العربي اليوم بالقاهرة لبحث سبل التصدي للانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها المسجد الأقصى والمقدسات والمقدسيين المرابطين فيه منذ بداية شهررمضان الكريم، والتي تمثل استفزازًا لمشاعر الملايين من المسلمين حول العالم، وانتهاكًا لحقوق الإنسان ومصادرة لحرية العبادة، كما تمثل تهديدا للأمن والاستقرار بالمنطقة
وأكد "العسومي" أن البرلمان العربي سيظل في حالة انعقاد دائم بشأن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى مشيرا الى أن مكتب البرلمان العربي أدان في اجتماعه اليوم واستنكر بشدة هذه الانتهاكات الخطيرة والمستمرة التي تقوم بها القوة القائمة بالاحتلال واقتحامها المستمر للمسجد الأقصى المبارك واعتداءاتها الجبانة على المصلين والمقدسيين المرابطين على أرضهم، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى الفلسطينيين واعتقال المئات.
واعتبر مكتب البرلمان العربي المحاولات الممنهجة التي تقوم بها قوة الاحتلال من أجل تهويد مدينة القدس، تمثل انتهاكًا صارخًا واستخفافًا شديدًا بالقانون الدولي وكافة قرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد جميعها على عدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس، بوصفها مدينة واقعة تحت الاحتلال.
وأشار "العسومي" إلى أنه منذ اللحظة الأولى لبدء هذه الانتهاكات الغاشمة، وجه خطابات عاجلة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي ورؤساء البرلمانات الاقليمية ومدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، طالبهم فيها بالتحرك الفوري وتحمُل مسئوليتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية في التصدي للجرائم والاعتداءات الغاشمة التي تقوم بها قوة الاحتلال، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في مدينة القدس، وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجدد مطالبة البرلمان العربي، المجتمع الدولي بالتحرك بشكل عاجل وفوري من خلال منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل توفير وضمان الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.
وكشف العسومي أن هناك تنسيق وتواصل مستمر مع المجلس الوطني الفلسطيني برئاسة روحي فتوح رئيس المجلس، والذي أشاد بدوره بجهودالبرلمان العربي والدور الذي يضطلع به في دعم القضية الفلسطينية، وخاصةً الاعتداءات الأخيرة لقوة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك والمصلين العزل.
وثمَّن مكتب البرلمان العربي في اجتماعه مخرجات الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية المكلفة من جامعة الدول العربية بالتحرك الدولي لمواجهة السياسيات والإجراءات غير القانونية التي تقوم بها قوة الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، والتي عقدت اجتماعها الخميس الماضي، برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، مشيدًا بالجهود الكبيرة والتحركات التي تقوم بها جامعة الدول العربية في هذا الصدد.
كما ثمَّن مواقف القادة العرب ودورهم في دعم صمود ونضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الانتهاكات التي تقوم بها قوة الاحتلال، والدفاع عن حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وأشاد المكتب بالصمود البطولي والتضحيات الباسلة للشعب الفلسطيني في مواجهةعنف وغطرسة القوة القائمة بالاحتلال، والذي يُثبت للعالم أجمع أن عزيمة وإرادة صاحب الحق لن تنكسر أبدًا، مؤكدًا أن الانتهاكات الممنهجة والاعتداءات المستمرة التي تقوم بها قوات الاحتلال، لن تنجح في إخضاع الشعب الفلسطيني أو تدفعه إلى الاستسلام واليأس، وإنما ستزيده إصرارًا في الدفاع عن حقوقه المشروعة.
وأكد أن فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية العرب جميعًا والتي تجمع شملهم من المحيط إلى الخليج، منوها بأن اجتماعه اليوم وكافة التحركات العربية الأخرى، تبعث برسالة مفادها أن القضية الفلسطينية راسخة ومتجذرة في قلب كل عربي، وستظل القضية الأولى والمركزية التي تُوحِدِ العرب جميعًا. ولن يقبل الشعب العربي المساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني أو حرمانه من أبسط حقوقه في العيش بحرية وكرامة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.