بصوته الجميل والمتميز كان أحد أهم ملاح شهر رمضان المعظم، حيث يستمع الملايين وقلوبهم خاشعة خلال فترة الإفطار بأحلي الابتهالات التى كانت تنطلق من حنجرة الشيخ سيد النقشبندي بخشوع وبقدرة فائقة فى الابتهالات والمدائح، صوتًا متفردًا لم يأت الزمان بمثله ينشد فينقل المستمعيين إلى عالم آخر من الروحانيات ويشعر الجميع كأنهم يستمعون إلى كروان من الجنة.
حيث تهتز القلوب وهي تسمع الى رائعته " مولاي اني ببابك " ونشعر باننا نلامس قطعة من السماء حينما نستمع انشودته " الله يا الله " فضلا عن رائعته " يارب صبرك علينا.. يارب فرجك معانا ".
هذا غير رصيد كبير له من التواشيح والابتهالات الدينية منها " اقول امتي – انت فى عين قلبي – سبحانك يارب – رسولك المختار – ماشي فى نور الله ادعي وقول يارب "، وغيرها من الابتهالات والدعوات والاناشيد التى تمتزج بالخشوع وصدق الاداء وتدخل القلوب.
وكان كثيرون يتسئلون عن معني الاسم " النقشبندي " فهو الشيخ الجليل ابن شحاته النقشبندي الذي ولد بقرية دميره أحد قري محافظة الدقهلية عام 1920 وتعلم الانشاد الديني فى حلقات الذكر بين مريدي واعضاء الطريقة النقبشندية نسبة الى محمد بهاء الدين النقشبندي الجد الاكبر الذي نزح من بخاره من ازربيجنان وجاء الى مصر للالتحاق بالازهر الشريف.
ووالده احد علماء الدين والطرق الصوفية كان يتردد على مولد ابو الحجاج الاقصري وعبد الرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي وحفظ اشعار البوصيري وابن الفارض وقد استقر فى الخمسينات فى مدينة طنطا وذاع صيته وشهرته فى المحافظات المصرية والدول العربية والاسلامية.
حيث زار " ايران – اليمن – اندونسيا – المغرب " وادي فريضة الحج 5 مرات خلال زيارته للسعودية.
وقد ذاع صيته فى الاذاعة والتليفزيون الى ان طالب الرئيس السادات اثناء حفل خطبة ابنته وكان النقشبندي ضيفًا فى الحفل فقال " افتحوا الاذاعة انا عاوز اسمع النقشبندي مع بليغ حمدي " حيث كان بليغ حمدي قد لحن له " انشودة مولاي "..
مولاي اني ببابك قد بسطت يدي
من لي الوذ به الاك ياسندي
مولاي يا مولاي
مولاي اني ببابك قد بسطت يدي
من لي الوذ به الاك ياسندي
مولاي يا مولاي
مولاي اني ببابك
اقوم بالليل والاسحار ساجية
ادعو وهمس دعائي...بالدموع ندي
بنور وجهك اني عائذ وجل
و من يحبك لن يشقي الي الابد
مهما لقيت من الدنيا وعارضها
فانت لي شغل عما يري جسدي
تحلو مرارة عيش في رضاك
و ما اطيق سخطا علي عيش من الرغد
من لي سواك
و من سواك
و من سواك يري قلبي ويسمعه
كل الخلائق ظل في يد الصمد
ادعوك يا ربي
ادعوك يا ربي
فاغفر ذلتي كرما
و اجعل شفيع دعائي حسن معتقدي
و انظر لحالي
و انظر لحالي
في خوف وفي طمع
هل يرحم العبد بعد الله من احد
مولاي اني ببابك قد بسطت يدي
من لي الوذ به الاك ياسندي
مولاي
ولعل علاقة الشيخ السيد النقشبندي ومحافظة السويس كانت بمبادره منه بعد انتصار المقاومة الشعبية بفضل شباب السويس الذين وقفوا ضد دبابات العدو الاسرائيلي فى 24 اكتوبر 1973 ودمروا تلك الدبابات الامريكية الصنع والصهيونية العمل ومنعوا ببسالة محاولة احتلال المدينة حتي تكون محاصرة مثل الجولان فى سوريا وينطفي نصر اكتوبر العظيم.
هنا قدم الشيخ السيد النقشبندي المصري الجميل والوطني الامين انشودة " حيوا السويس " التى قال فيها باسلوب وطريقة رائعة فى الاداء وبتقدير لابناء السويس حيث قال منشدًا...
حيوا السويس.. مدينة الابطال
صانت بها شرف التراب الغالي
بدم الشباب تخطوا أروع قصص تتلي
مفاخيرها علي الاجيال
جاء العدو فكان صخرة للمجد فى بحرًا من الاهوال
حيوا السويس مدينة الابطال
وقد توفي قيثارة السماء الشيخ السيد النقشبندي فى 14 فبراير 1976 بعد ان افتخر بنصر اكتوبر وابناء السويس وكفاحهم الوطني بعد 3 سنوات على الانتصار وكان عمر الراحل 55 عامًا وكتب وصيته بان يدفن مع والدته فى مقابر الطريقية الخلواتيه بالبساتين واوصي برعاية زوجته واطفاله وتوفي بسيطًا لم يتكسب من الغناء او تلاوة القراءن الكريم.
رحمة الله على النقشبندي والذي يتكون اسمه من مقطعين هما " نقش " و" بندي " ومعناها فى اللغة العربية القلب اي نقش حب الله على القلب.
تبقي تحية خالصة لكل المخلصين من ابناء الوطن وتقدير خاص من السويس لهذا الشيخ الجليل.