في عام ١٨٦٢، قررت اليابان أن ترسل "بعثة الساموراي" حيث تمر ببلاد كثيرة للوقوف على أسباب نهضتها وتقدمها لتستفيد اليابان من التجارب المختلفة التي خاضتها تلك البلاد للنهوض والتقدم ببلادهم، وقد مرت تلك البعثة ضمن برنامج زيارتها بمصر.وما زالت صورة البعثة أمام أهرامات الجيزة محفوظة ضمن الوثائق الهامة لمكتبة البرلمان الياباني تلك كانت أيام النهضة التي صنعتها مصر بخليط من الاجناس عندما كانت الاسكندرية بورصة العالم وتضم بين جنباتها جنسيات متعددة ذابوا وانصهروا في النسيج المصري ولهذا تدفقت رؤوس الأموال من شتي بقاع العالم نتيجة السمعة الطيبة ثم الفرص الواعدة التي خلقها مشروع قناة السويس بدأ من انشاء محافظات القناة الثلاث واستزراع ملايين الافدنة ومد الترع والجسور وكان حكام مصر وقتها يأملون في أن تصبح قطعة من اوربا وفى عام 1847، كان عدد الأجانب 6000. وفى عهد الخديو سعيد والخديو إسماعيل باشا تغير الوضع، ونزح العديد من الأجانب إلى مصر من جميع أنحاء أوروبا بسبب مشروع قناة السويس، حيث تم تشكيل مجتمعات كبيرة منهم، فزاد العدد عام 1871 إلى ما يقرب من 79696 لقد ترك الأجانب أثرًا في جميع مناحى الحياة المصرية، فمن آثارهم الإيجابية أنشطتهم الاجتماعية، وإنشاؤهم العديد من المؤسسات الخيرية الطبية والاجتماعية،وهي الانشطة المصاحبة للانشطة الإنتاجية فمعظم القطاعات الصناعية في مصر، روادها الحقيقيون أجانب، فمؤسس اتحاد الصناعات المصرية هو البلجيكي "هنري نوس"، وهذا الاتحاد أهم كيان معني بالمستثمرين وتأسس عام 1922.وكذلك عمر أفندي، صيدناوي، عدس، شيكوريل، بنزايون، وباتا».. أسماء تاريخية كبيرة لسلاسل تجارية ارتبطت بها أذهان المصريين لفترة طويلة وكانت ملكا لليهود والشوام المقيمين في مصر واشتهرت بالشراء منها الطبقات الاجتماعية الراقية والارستقراطية، إذ كان شراء سلعة منها مصدر فخر للكثيرين، لكن الآن غرقت تلك السلاسل في الديون وباعت الحكومة بعضها للقطاع الخاص ثم استردتها مرة آخري، ولاتزال محاولات توفيق أوضاعها وإنقاذها من الخسائر قائمة حتى يومنا هذا أما.الايطالي "صامويل سورناجا"، هو من أسس صناعة الخزف والطوب الحراري في مصر عام 1905، وكان هذا الرجل من الأوائل الذين اهتموا بفكرة النقابات العمالية ودعمها أما اليوناني "ثيوخارس كوتسيكا"، فهو إمبراطور صناعة ( السبرتو) في مصر، وله الفضل في إنارة الشوارع للمصريين.و كانت الشركات الكبرى لانتاج وتوزيع الكهرباء والغاز والمياة كذلك البنوك كذلك لينوس غاش الأب الروحي لصناعة الغزل والنسيج في مصر، الذي تحولت الصناعة بفضلة من وسائل الإنتاج البدائية التي تعتمد على النول إلى الحداثة والآلات وأسس لينوس غاش عددا من شركات النسيج في مصر، وبرع في إنشاء مجمعات صناعية تضم صناعة الغزل والنسيج والتطريز والتجهيز والصباغة، وهو النظام الذي اتبعته الشركات من بعده ويعد ماتوسيان أحد أهم رواد صناعة الدخان في مصر، إذ نظم هذه الصناعة الضخمة ودفعها للأمام بابتكار طرق جديدة للتسويق والإدارة، ومن الحكايات المأثورة عن جوزيف ماتوسيان، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سأله إذا كان بإمكانه تصنيع سيجارة مطابقة لـ"كينت" التي يدخنها ناصر، فعكف الرجل على دراسة مكونات تلك السيجارة وكانت النتيجة سيجارة كليوباترا المعروفة اليوم، وكان المهندس ورجل المال والأعمال البلجيكي البارون إمبان عاشقًا لمصر ما جعله يفكر بإنشاء مدينة جديدة قرب القاهرة تعرف باسم "مصر الجديدة" أو "هليوبوليس" وبالفعل بدأ عام 1906 بتنفيذ هذا المشروع الذي كان أحد أبرز معالمه قصر البارون الذي أقيم على طراز المعابد الآسيوية واكتمل بناؤه عام 1911، ورغم أن البارون إمبان توفي في بلجيكا إلا أنه دفن حسب وصيته أسفل كنيسة البازليك في مصر الجديدة.
كما ارتبط اسم صانع الحلويات السويسري جاكومو جروبي بمقهى جروبي الشهير الذي أسسه في أواخر القرن الـ"19" ليصبح سريعًا أشهر مقهى في منطقة وسط البلد بالقاهرة، كان جروبي أول من أدخل أنواعًا جديدة من الشوكولا والجبنة والمربيات إلى مصر كما يعتقد البعض بأنه أول من عرف المصريين على صناعة الآيس كريم وفي أواخر القرن الـ"19" هاجر مورينيو شيكوريل عميد عائلة شيكرويل اليهودية الإيطالية من إزمير في تركيا إلى مصر حيث أسس محلات شيكوريل التي باتت من أشهر المحلات التجارية الراقية في مصر وكان من أبرز زبائنه أفراد العائلة الملكية
آراء حرة
خواجات النهضة المصرية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق