الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

فقيهات في الإسلام.. أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها

صورة رمزية
صورة رمزية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من منا لا يعرف السيدة عائشة رضي الله عنها، فلها من المكانة ما لم تصل إليها امرأة أخرى ولا رجل في الإسلام.. حيث قال ابن القيِّم رحمه الله: "والذين حُفِظت عنهم الفتوى من الصحابة مائة ونيِّف وثلاثون نفسًا ما بين رجل وامرأة، وكان المكثرون منهم سبعةً: عمر بن الخطاب، علي بن أبي طالب، عبد الله بن مسعود، عائشة أم المؤمنين، زيد بن ثابت، عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر".
وللتعمق بشكل أكبر والتعرف على السيدة عائشة رضي عنها، نرى ما قاله فضيلة الدكتور مبروك بهي الدين رمضان الدعدر، أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بكرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة الملك سعود، حيث قال إن الحديث عن السيدة عائشة "رضي الله عنها" يحتاج إلى سعة من الوقت والتفصيل، فمناقبها، وحياتها في بيت الرسول "صلى الله عليه وسلم"، وعلمها، ومشاركتها في الحياة العامة، والأحاديث التي روتها، ومواقفها الكثيرة جدًا، ولكل موقف قصة وعبرة، ولكن لمناسبة المكان والزمان.
فهي عائشة بنت أبي بكر الصديق، الزوجة الثالثة للنبي "صلى الله عليه وسلم"، وهي ابنة أحب الناس إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، أبي بكر الصديق، وأمها: أم رومان بنت عامر، "رضي الله عنها"، ولدت بعد البعثة بأربع سنوات، تزوجها رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قبل الهجرة ببضعة عشر شهرًا، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة، وهي زوجته "صلى الله عليه وسلم" في الدنيا والآخرة كما ثبت في الصحيح. وقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قبل زواجه بها، ففي الحديث عنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيتُك في المنام ثلاث ليال، جاء بك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه، فأقول: إن يك هذا من عند الله يُمضه) "متفق عليه". ولم يتزوج "صلى الله عليه وسلم" من النساء بكراً غيرها، وكانت تفخر بذلك، وتوفيت ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان (٥٨هـ)، وكان عمرها يومئذ سبعاً وستين سنة.
تمتعت السيدة عائشة "رضي الله عنها" بمكانة خاصة في قلب رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وكان يُظهر ذلك الحب، ولا يخفيه، فحين سأل عمرو بن العاص "رضي الله عنه"، النبي "صلى الله عليه وسلم" أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: "عائشة". قال: فمن: الرجال؟ قال: "أبوها". "متفق عليه".
كما كان "صلى الله عليه وسلم" يدافع عن هذا الحب، ولا يقبل لأحد أن ينال من مكانتها عنده "صلى الله عليه وسلم"، ومن ذلك قوله "صلى الله عليه وسلم" لأم سلمة: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها.
وعن فضائل السيدة عائشة، فهي هي تعتبر من أكثر الصحابيات فضلاً، كما حظيت بتكريم خاص، في مواقف عدة منها: "قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": يا عائشة! هذا جبريل يقرئك السلام. قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى يا رسول الله.
ومن ذلك: ما جاء في صحيح البخاري، قول رسول الله "صلى الله عليه وسلم": كمُل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.
ويكفيها فضلاً أنه نزل في براءتها قرآن يُتلى إلى يوم القيامة، ويكفيها فضلاً أنها زوجة النبي "صلى الله عليه وسلم" في الدنيا والآخرة، وأنها أحب نسائه إلى قلبه، وأنه مات في دارها ودفن فيها، وأنه مات بين سحرها ونحرها.