أعلن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، تفاصيل عقد امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2022/2021. وجاءت أبرز القرارات هو تأجيل الامتحانات، وتطبيق نظام «البابل شيت»، مثل العام الماضي مع بعض التعديلات، وينطلق الماراثون، يوم 26 يونيو بدلا من 11 يونيو وتنتنهي 21 يوليو المقبل.
وأكد وزير التعليم أن الامتحانات ستكون ورقيا بنظام البابل شيت، والأسئلة اختيار من متعدد فقط، وتصحح إلكترونيا دون تدخل بشري، وحذر من اصطحاب الكتاب المدرسي أو التابلت، مؤكدا على توزيع ورقة مفاهيم لكل مادة.
تحدث أولياء أمور وطلاب أيضا، لـ«البوابة نيوز»، معربين عن ترحيبهم أولا بقرار تأجيل الامتحانات، وكذا استيائهم ورفضهم لمنع اصطحاب الكتاب المدرسي، وعبروا عن قلقهم من التصحيح الالكتروني، تخوفا للأخطاء التي حدثت العام الماضي وشكاوى عدد كبير من طلاب الثانوية العامة، المتضررين من نتائجهم.
قالت حنان يحيي عبدالعليم، مُعلمة، ولى أمر طالبة بالصف الثالث الثانوي، إن قرار تأجيل الامتحانات فى مصلحة الطلاب ١٠٠٪ وخاصة أن منهج اللغة الإنجليزية اكتمل بعد نصف العام الدراسى وإلغاء الأسئلة المقالية إيجابي جدا، لأن الطلبة لم تتدرب عليها ولا يوجد مصادر لها من الوزارة.
وأضافت، أما الجدول بالنسبة للشعبة الأدبية معقول وأن كان يمكن أن يتم وضع مادتين فقط فى الأسبوع لإتاحة الفرصة للطلبة للمراجعة وأن اللغة الثانية لا يوجد قبلها غير يوم واحد فقط للمراجعة، مشيرة إلى أن القرار الذي أثار غضب كافة الطلبة وأولياء أمورهم هو منع اصطحاب الكتاب المدرسى أو التابلت للاستعانة به أسوة بطلاب الثانوية العامة بالعام الماضي، والبديل هو الاستعانة بورقة مفاهيم.
وناشدت وزير التربية والتعليم، بالسماح للطلبة بالدخول بالكتاب المدرسى حيث إن نظام الأوبن بوك يعتمد على الدخول بالكتاب المدرسى وأبنائنا لم تتعود على الحفظ منذ الصف الثالث الإعدادى وذلك بناء على النظام الجديد الذى وضعته الوزارة لأن النظام الجديد لا يعتمد على الحفظ بل على الفهم.
وتابعت، أن الطلاب لا تعرف هل ستكون شاملة للمنهج أم ستكون مجرد سطور لم تفد الطالب بشىء، مطالبة الوزارة بتوضيح آلية التصحيح للإجابة عن البابل شيت، لأنه فى العام الماضى حدثت أخطاء كثيرة وكانت تعليمات الإجابة على البابل شيت غير صحيحة، ولابد من تغذية الماسح الضوئي بنماذج الإجابة المختلفة والصحيحة، وأيضا ضرورة سرعة اتاحت نماذج استرشادية من الوزارة لكى يستطيع الطلبة التدرب عليها.
مخاوف التصحيح
من جانبها، قالت مريم مصطفي جوهر، طالبة بالثانوية العامة - علمي رياضة، إن تأجيل الامتحانات في مصلحتنا كطلاب لأنه يعطينا فرصة أكبر الوقت خاصة للمواد خارج المجموع، مشيرة إلى أن المخاوف في أداء الامتحانات بنظام البابل شيت، يكمن في التصحيح، وقرار ورقة المفاهيم قبل الامتحان بشهرين، يمثل أزمة كبيرة لزملائي في شعبة الأدبي، ربما نحن أقل صدمة لأن اعتمادنا على القوانين.
فيما أكدت ولاء عبد الحق مُعلمة، وهي ولية أمر طالبة بالثانوية العامة، أن مشكلتنا الرئيسية منذ بداية نظام البابل شيت هي طريقة صياغة الأسئلة واللعب باللغويات في السؤال مما يؤدي لتشتيت الطالب بين الاختيارات، وعدم وجود نموذج إجابة للاسئلة، لافتة إلى أن ابنتها ترى منع دخول الكتاب المدرسي عائق كبير، بالرغم من أهميته في أن الطالب يفكر، أو يربط بين السؤال وبين ذاكرة الطالب أثناء الامتحان. وأضافت: «القلق الأكبر هو التصحيح الالكتروني، والسيطرة علي الغش في اللجان وخاصة الأقاليم والمحافظات».
في السياق نفسه، قالت منال جوهر، ولية أمر، إنها تعيش في قلق دائم لأنها لا تضمن سلامة التصحيح، وعدم تكرار المهازل التي حدثت العام الماضي، ويضيع حق ابنتها، وتعبها وتعبنا معها، لافتة إلى أن اختلاف النماذج معناه اختلاف نماذج التصحيح للبابل شيت فمن يضمن أن الوزارة استعدت جيدا لهذا، متسائلة هل ستعرض الوزارة بمنتهي الشفافية طريقة توزيع الدرجات لكي يتمكن كل طالب ما احتساب متوسط درجته وتوقع أخطائه هل ستوجد نماذج إجابات مطابقة لكل نموذج؟
وأضافت: لم يتحدث الوزير عن عدد الأسئلة مقارنة بوقت الامتحان وهى من المشاكل التي حدثت العام الماضي أيضاً، أما إلغاء الأوبن بوك والاعتماد علي ورقة مفاهيم قد يتماشي مع بعض المواد مثل الرياضيات والفيزياء لكن ماحال المفاهيم مع العربي والفلسفة والتاريخ وما شابه ذلك.
قرار صائب
وترى شيرين حمدي، ولى أمر ومؤسس جروب التعليم مشروع الأمة، أن التأجيل قرار ممتاز لأن منهج الانجليزي نزل متأخرا وبالتالي لم ينتهوا من المنهج ومحتاجين وقتا كافىا للمراجعة، وهناك مواد حتى الآن لم ننته من دراستها فقرار التأجيل قرار صائب، وقرار البابل شيت أفضل من دخول التابلت اللجان لأن هناك طلاب تقوم بتهكير التاب.
وأوضحت أن البابل شيت يحتاج تدريب جيد الفترة القادمة لأن الطلبة تعودوا على حل أسئلة الاختيار من متعدد في نفس الورقة وطبعا العام الماضي فيه أخطاء أن بعض الطلبة كانت بتعلم على إجابتين والبعض الآخر كان يخطأ وده طبيعى بعلامة إكس على إجابه ويظلل الإجابة الأخرى، وهذه النماذج صعب دخول ورق الاجابة على جهاز التصحيح الإلكتروني وبالتالي هيكون فيه مشكلة كبيرة لديهم وهذه سنة مصيرية لذلك كثير من أولياء الأمور لديها تخوف.
وأشارت إلى أن عدم دخول الطلاب بالكتاب المدرسي صعب جداً لأن الطلاب تم إعطاؤهم في الصف الثاني الثانوي ورقة مفاهيم وكانت عبارة عن نقاط محددة من رءوس الدروس وكانت غير كافية نهائي لهم و للأسف الشديد فهى ليست لها أى علاقة بنظام الـ open book الذى اعتمد عليه الطلاب طوال عامين ماضيين فى طريقة المذاكرة وغير أنها هيتم تسليمها لهم قبل الامتحان مباشرة ولا يستطيعون تدوين أى ملاحظات مثل الدفعة الأولى ولذلك نرجو من وزير التعليم تعديل هذا القرار والسماح للطلاب دخول الامتحانات بالكتب المدرسية طبعة قديمة أو طبعها pdf ويتم تدوين ملاحظات الطلبة أسوة بالدفعة الأولى وصعب يتلغي الأوبن بوك فجأة قبل الامتحانات بوقت قصير خاصة أن نظام الـ open book جزء من النظام الجديد للتقييم القائم على الفهم وليس الحفظ.
تدريب متكامل
وعن تقييم تجربة العام الماضي للامتحانات، والملاحظات على القرارات الجديدة، أكد الدكتور عاصم عبد المجيد حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد ومدير مركز القياس والتقويم بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أن الإجراءات التي أقرتها وزارة التربية والتعليم تبعث على الطمأنينة وليس العكس حيث إن الاعتماد على البابل شيت كنظام أساسي للتقويم في الثانوية العامة ينبع من حرص الوزارة على تحقيق أكبر قدر من الموضوعية وذلك لأن الاعتماد على الامتحانات الاليكترونية على التابلت وما قد يعتريه من وجود بعض المشكلات التقنية التي تتسبب في حدوث القلق والارتباك والتوتر لدى الطلاب وما يصاحبه من فقدان التركيز قد يؤثر سلبا على أداء الطالب وبالتالي على الدرجة التي سيحصل عليها، مشيرًا إلى أن الامتحان المقالي أكثر تأثرا بالعوامل الذاتية أثناء التصحيح كالخطأ البشري والتحيز والحالة المزاجية للمصحح وأيضا خبرة المصحح ودرجة إلمامه بالمادة العلمية والمحتوى وبالتالي فإن الاعتماد على البابل الشيت بما يتميز به من وجود أسئلة موضوعية لا تتأثر بالعوامل الذاتية سالفة الذكر بالإضافة إلى التصحيح بشكل آلي يعتبر أكثر أمانا وأكثر موضوعية من الأسئلة المقالية.
كما أنه لا يحتاج إلى شبكة الإنترنت ولا يحتاج إلى خوادم أو شبكات من أي نوع، معلقا على إقرار ورقة المفاهيم بدلا من الكتاب المدرسي: "ورقة تتضمن المفاهيم الأساسية للمادة وهي بمثابة مرشد للطالب وموجه له يمكن أن يسترشد به في اختيار القانون أو المعادلة المناسبة مثلا التي سوف يستخدمها في الحل من بين عدة قوانين أو معادلات أخرى، وينبغي الإشارة إلى أنه لا ينبغي الإفراط في استخدام امتحانات الأوبن بوك، حيث يجب أن يقتصر استخدامها على المواد التي يكون الأولوية فيها للمهارة وليست للجانب المعرفي وذلك لأن الذاكرة جزء مهم وأساسي في عملية التعلم كما أن سعينا للوصول إلى مستويات معرفية عليا كالفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم لا يعني تخلينا عن التذكر فكل مستوى من المستويات التي تقع في قمة الهرم تعتمد على المستوى الذي يسبقه ويتضمنه بالضرورة.
وأشار “حجازي”، إلى أنه يجب التنويه أن عنصر التدريب قد انتابه القصور في العام الماضي ويجب على الوزارة أن تتدارك هذا الأمر في العام الحالي، وأعني هنا تدريب الطلاب على استخدام البابل شيت وتدريب المعلمين على التعليمات التي يجب أن يعرفوها ويوجهونها للطلاب عن البابل شيت أثناء انعقاد اللجنة وكيفية التعامل مع ورقة البابل شيت بعناية للحفاظ عليها من التلف، وكذا تدريب القائمين على التصحيح.
وتابع، تصحيح أوراق البابل شيت يتطلب أولا فرزها لبيان الأوراق السليمة التي تصلح للتصحيح آليا وهي تلك الأوراق التي يكون الطالب قد أجاب عن كل سؤال باختيار واحد فقط ولا يوجد خيارات أخرى مظللة ولا يوجد شطب أو كشط أو استعمال لمزيل الحبر وهكذا، وهذه الأوراق تصحح آليا أما الأوراق التي يوجد فيها شيء مما سبق فيجب تصحيحها يدويا وفقا لنموذج التصحيح المرفق، وأيضا منعا لحدوث الغش فيجب أن يوجد أكثر من صورة لورقة الأسئلة وليكن ( أ, ب, ج , د) وكل صورة تحتوي على ترتيب مختلف للأسئلة، وكذلك يجب أن يراعى المعايير العلمية في اختيار وتوزيع البدائل.
يشار إلى أن أداء الطلاب لامتحانات الثانوية العامة 2022، والتي لا تضاف للمجموع “التربية الوطنية، التربية الدينية، الاقتصاد، الإحصاء”، ستكون بلجان مؤمنة قبل انطلاق الامتحانات الأساسية وتبدأ يوم 20 يوينو المقبل.