الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

77 جدارية تحكى تاريخ السويس من الفراعنة للقناة الجديدة

استشارى المشروع: 12 مصمما و30 طالبا أنجزوا العمل فى شهرين فقط

الجداريات
الجداريات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يقدر أهل السويس تاريخ مدينتهم، ويفخرون به قديما وحديثا، ولهم رصيد كبير فى صفحات المقاومة والحرب، ويعشقون الفن، ذلك الإبداع البسيط المباشر الذى ينقل الرسالة إلى العقل دون تعقيدات أو شرح، فكان لهم أن يشهدوا «الممشى الثقافي»، ذلك المشروع الفنى الجديد بلمسة مصرية خالصة، ببصمات طلاب مبدعين ولم يلمسه جمود الآلة.
اللواء عبدالمجيد صقر، محافظ الإقليم، فهم طبيعة أهل المدينة جيدا، فوجه بتنفيذ مشروع يخلد بالفن تاريخ المدينة من حفر القناة القديمة فى عهد سنوسرت الثالث، وحتى قناة السويس الجديدة فى ٢٠١٦، مرورا ببطولات رجالها قديما فى تحرير طريق الحج، وحديثا فى التصدى للعدوان أبان حرب أكتوبر ١٩٧٣، ٧٧ جدارية من الفسيفساء بحديقة الخالدين تروى للناظرين فى شكل مبسط تاريخ المدينة وعراقتها وجمالها وما طرأ عليها من تغييرات عبر السنين.


تحكى الدكتورة سهير عثمان، الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، ورئيس واستشارى المشروع أن لقاء جمعها صدفة مع اللواء صقر عند مارينا هيئة قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية، عندما شاهد المحافظ لوحات من الفسيفساء حملت جمالا فاض من تلك القطع الصغيرة المنمقة، وقف أمامها وفى عينيه إعجاب بما تحمله من معانى مباشرة وقوية.ولاحظت اهتمامه، دار بينهما حديث قصير عَلم أنها من أشرفت على تنفيذ جداريات قناة السويس، فطلب منها تصميم وتنفيذ لوحات مثلها فى السويس، ثم اتبعها عدة لقاءات بالديوان العام جرى خلالها الاتفاق على الشكل وعدد الجداريات.
وتقول الدكتور سهير إنها حصلت على مادة علمية عن تاريخ المدينة من بدء الخليقة حتى الآن، وفرها لها المسئولون فى الديوان العام، تستخلص من حكايات التاريخ لوحات فنية تحكى دون حروف عن قصة تلخص الهدف منها وتخليدها فى لوحة مكونة من عشرات الآلاف من قطع الفسيفساء.
كان الهدف أن تحمل الجداريات إلى جانب الفن تنويرا وتثقيفا لكل من يراها، ومعنى يوضح للطفل قبل الكبير قصة متكاملة، لذلك وضعت مشرفة المشروع والمصممون معها من مهندسين وطلاب وخبراء فى المجال أكثر من ١٠٠ لوحة فنية وأجرت بدورها عدة تعديلات عليها، ليحمل كل منها قصة وحكاية وموقفا تاريخيا، ورسالة مختصرة مبسطة سهلة الربط فى الذاكرة القريبة والبعيدة.
بعض العرض الأخير على محافظ السويس، جرى الاتفاق على عدد ٧٧ لوحة فنية، بدلا من ٩٩، تحولت لاحقا إلى جداريات فسيفساء، ورسمت تلك اللوحات يدويا بالأقلام والألوان،.


«كان فى جهد فى اختيار اللوحات والتعديلات عليها، لكننا نعمل بروح الفريق والتواضع كان السمة بين أصحاب الخبرة والاجتهاد كان كبيرا من جانب الطلاب.
بعد التصميمات جرى شراء شيتات المزايكو، وبالتنسيق مع اللواء صقر وفرت محافظة السويس مكان يتبع لها فى القاهرة، وداخل بيت السوايسة فى مدينة نصر جرى تجهيز الجداريات على ألواح المزايكو بأيدى الطلاب أنفسهم وبمشاركة مشرف ورئيس المشروع.
شارك طلاب الفنون التطبيقية بجامعة حلوان والفنون التطبيقية بالتجمع وطلاب الفنون الجميلة والتربية الفنية، فى رسم الألواح وتجهيزها فى بيت السوايسة قبل نقلها إلى السويس وتركيبها.
فى صمت تام، وخلف ستار يمتد لأكثر من ٦٠٠ متر جرى تنفيذ الجدارية بأيدى الطلاب، الذين اكتسبوا خبرة تفوق أعمارهم، من قص البلاطات لقطع لا يزيد طول أكبرها عن ١ سم، ورغم بدء التنفيذ خلال أيام الامتحانات، إلا أن مشرفة المشروع والطلاب نجحوا فى التغلب على تلك العقبة ونجحوا فى تنفيذ المشروع بالكامل فى شهرين، وأنجزوا عملا يحتاج إلى ٦ أشهر، وفقا للتقدير الزمنى الذى قدمته المكاتب الاستشارية.


ووجهت مشرفة ورئيسة المشروع الشكر للواء صقر لاهتمامه بالعمل الفنى، وحرصه على خروج العمل فى أفضل صورة، لإضافة لوحة فنية تروى حكاية السويس المدينة الأقدم على ساحل البحر الأحمر والخليج صاحبة التاريخ، وتضاف لرصيد المدينة الفنى بما يستحقه أهلها.
وفى حضور جماهيرى افتتحه محافظ السويس، الأحد الماضى، ليزيح الستار عن العمل الفنى الممتد بطول حديقة الخالدين المواجهة للديوان العام، وسط إعجاب المواطنين، بحضور نائبه الدكتور عبدالله رمضان، والقيادات التنفيذية والشعبية وحضور جماهيرى.