يخترق مسلسل "بطلوع الروح" الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان الجاري، تفاصيل الحياة اليومية للأفراد والنساء داخل مدن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، وتحديدا مدينة الرقة السورية، معقل التنظيم الإرهابي.
تدور أحداث المسلسل، المستوحاة من أحداث حقيقية، حول سيدة مصرية "تؤدى الدور الفنانة منة شلبي" تضطر للذهاب إلى معقل تنظيم داعش مع زوجها الذي جنده التنظيم واستقطبه للذهاب لما سماه بـ"دولة الخلافة".
وأثار المسلسل جدلا كبيرا، عقب الإعلان عن بوستراته الترويجية، خاصة صورة الفنانة إلهام شاهين التي تؤدى دور قائدة "كتيبة الخنساء" التابعة للتنظيم، وهي شخصية لإحدى النساء المتطرفات التي تساعد داعش في إحكام قبضته على النساء، ونالت إلهام شاهين إعجاب جمهورها من أول المشاهد التي قدمتها وهى تجلد امرأة حاولت الهروب من الرقة وتعاملت مع وسيط "وصفته بالكافر" يساعدها على الفرار.
الهجرة إلى "دار الإسلام"
ودعا التنظيم عبر منافذه ومنصاته الإعلامية، في أوقات سابقة، كل أنصاره وأتباعه إلى ضرورة الهجرة من البلاد التي يقيمون فيها والمسماة بـ"ديار الكفر" إلى مدن وبلاد الخلافة التي أعلنها التنظيم وسماها بـ"دار الإسلام"، كما طلب من عناصره غير القادرة على الهجرة أو التي تفشل في الخروج من بلادها، القيام بعمليات إرهابية داخل هذه البلاد.
وفي أحد إصدارته خاطب التنظيم الشباب في فرنسا، قائلا: "إن لم تستطيعوا الهجرة إلى دار الإسلام، فجاهدوا في فرنسا فإن اليهود والصليبيين والمرتدين هناك كُثر".
جاء نداء التنظيم على لسان أحد أتباعه من الشباب الفرنسيين المستقطبين، وهو الفرنسي المعروف باسم بيار شوليه والمكنى بـ"أبو طلحة الفرنسي"، هاجر إلى العراق وبايع التنظيم في أكتوبر من العام 2013، وقُتل أثناء الهجوم على ثكنة عسكرية للجيش العراقي في فبراير 2015.
وفي أبريل من العام 2014، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل مواطن ألماني اسمه دنيس مامادو غاسبيرت، ويعرف بكنية "أبو طلحة الألماني"، بايع تنظيم داعش وانخرط في صفوفه، لكنه بعد عدة أشهر لقى مصرعه إثر تفجير منزل كان بداخله، من قبل عناصر تابعة لجبهة النصرة الإرهابية "حاليا هيئة تحرير الشام".
التحرش والاغتصاب
سردت نادية مراد، ناشطة إيزيدية عراقية، وناجية من أسر التنظيم الإرهابي، العديد من القصص الحقيقية التي حدثت معها أثناء وقوعها مع الفتيات الإيزيديات في قبضة داعش بعد هجوم التنظيم على قضاء سنجار في أغسطس من العام 2014.
وروت "نادية"، في مذكراتها "الفتاة الأخيرة"، أنه أثناء نقل الفتيات في باص إلى مدينة الموصل، كان أحد المسلحين وينادونه "أبو بطاط" يتعمد التحرش بالفتيات، ويلمس مناطق حساسة من أجسادهن داخل الباص، وعندما اعترضن عليه هددهن ورفع السلاح في وجوههن.
وقالت إن التنظيم يؤمن بتفسيرات خاطئة للدين، ولا يجد في اغتصاب الجواري خطيئة، وسيكون عملنا هو اجتذاب المنضمين الجدد لصفوف المسلحين، وسيتم تناقلنا كهدايا لمن يُظهر الوفاء ويفعل ما يُطلب منه.
وتحدثت تقارير عن شكل الحياة داخل المدن الواقعة تحت سيطرة داعش، قبل تحريرها، حيث يتم جمع الأطفال وضمهم لمدرسة تقوم على غسل عقولهم وتحفيظهم عدد الآيات والأحاديث مع تقديم تفسيرات مغلوطة، ويتولى جهاز يسمى بـ"الحسبة" التفتيش على الأفراد وجلد من يتم العثور معه على علب السجائر والدخان مثلا.
وفرض التنظيم الإرهابي على النساء المرور في الطرقات العامة بـ"الزي الشرعي" لديهم وهو زي يغطي المرأة كلها بعباءة سوداء ونقاب يخفي الوجه..