"الذئب العجوز" .. أقل ما يمكن أن يوصف به الرجل الخمسيني، الذي سلم عقله للشيطان لإرضاء شهواته، بعدما طوعت له نفسه الدنيئة التمتع بما حرم الله، عقب قيامه باستدراج طفلة بقصد اغتصابها، وهو الأمر الذي تحقق بالفعل، لكنه لم يكتفي بذلك بل توج فعلته النكراء بجريمة قتل بشعة، انهي خلالها حياة الطفلة الصغيرة بمساعدة زوجة إبنه، فلم يرتجف قلبه لتوسلاتها، وبعد تنفيذ الجريمة كان لديهما أمل ألا ينكشف أمرهما، إلا أن عدالة السماء كانت تقف لهما بالمرصاد ليتم كشف الحقيقة عن طريق دليل لم يكن في الحسبان.
أحداث الجريمة بدأت مع حلول مغرب يوم الثامن والعشرون من يوليو العام الماضي، حينما خرجت سيدة تدعي "نسمة"
تجوب قرية "الثمانين"، التابعة لمركز الحامول بكفر الشيخ، والدموع تتساقط من عينيها، مخاطبة أهالي القرية : "محدش شاف بنتي يا أولاد.. سجدة مش لاقينها.. خرجت لشراء الحلوي ومش لاقينها.. يا رب استر يا رب.. يا ترى أنتِي فين يا سجدة"، لكن لم تكن هناك إجابة شافية، فأقصى ما حصلت عليه كان سؤال "ملكمش قرايب في مكان قريب جايز تكون راحت عندهم".
هكذا استمر السؤال يتردد بين أهالي القرية، وسط حيرة حول سبب الاختفاء المفاجئ للطفلة ذات الـ 5 سنوات، من محيط منزل جدها لأمها ودون معرفة أي شيء عنها، سوى أنها خرجت لشراء الحلوي، ليتم تحرير محضر بالاختفاء.
وبعد مرور ساعات فوجئت أسرتها، بوجود صراخ صادر من إحدي السيدات جيران جد الطفلة ، بعثورها علي جوال بداخله جثمانها ، أثناء قيامها بأعمال التنظيف بمدخل منزلهم، ليختفي سؤال "أين هي"، وتبدأ أسئلة أخرى في الظهور وتنتظر من يجيب عنها.
بداية الإجابة عن الأسئلة الصعبة كانت ببلاغ للشرطة من قبل الأهالي، حيث حضر مأمور مركز شرطة الحامول، وبرفقته قوة أمنية، وبالفحص الأولي، تبين عدم وجود إصابات ظاهرة ، ووجود آثار لحقن طبية بالذراعين الأيمن والأيسر ، ووجود اشتباه لاعتداء جنسي من الدبر.
وبإخطار النيابة العامة، والتي حضرت لمكان العثور على جثة الطفلة ، أمرت بنقل جثمان الطفلة لمشرحة مستشفى كفر الشيخ العام، وعمل تحريات المباحث، وانتداب الطب الشرعي للتشريح ، والذي كشف عن وجود آثار إعتداء جنسي علي الطفلة من الخلف.
ونظراً لخطورة الجريمة ، فقد تم تشكيل فريق أمني، حيث تبين أن مرتكب الجريمة هو جار جد الطفلة لأمها، ويدعي جمال أ أ أ - 58 سنة ، صاحب مطعم ومقهي بالقرية مقيم بنفس القرية “الثمانين” مركز الحامول، وأنه شاهد الطفلة تسير بمفردها ، فأغراها بحجة شراء شيبسي لها وقام باستدارجها قاصداً التعدي عليها جنسياً ، بمنزله، وبالفعل ، تعدي عليها، حتي فقدت الوعي ، وأثناء ذلك، شاهدته زوجة نجله ، فطلب منها مساعدته في إنقاذ الطفلة ، حيث توجهت لأقرب صيدلية لشراء حقن لإفاقتها وبالفعل تم حقنها بالذراعين ولكن تبين مفارقتها الحياة.
وبعد التأكد من وفاة الطفلة ، جلس الجاني وزوجة نجله يفكران في إخفاء الجثة ، حتى اهتديا أن يقوما بوضعها في جوال ويربطانه ، ثم يضعانه في مدخل المنزل ، بحجة أن جناة مزعومين قاموا بوضعها ، ثم قامت زوجة الإبن بنزع قرطها الذهبي من أذني الضحية ، لتضليل المباحث وأسرة الطفلة ، بأن الدافع من وراء الجريمة هو السرقة، ثم قاما بخطتهما ، حيث قامت زوجة ابن الجاني بالصراخ ، بالعثور علي جثة الطفلة ، في مدخل منزل الجاني ، أثناء عملية تنظيف المدخل والمشاركة في الحزن ، فضلاً عن سابقة البحث عن الطفلة، حتي انكشف امرهما ، وبمواجهتهما اعترافا بارتكاب الجريمة ، وتم تمثيلها من قبل الجناة ، في حضور النيابة العامة، والتي أمرت بإحالتهما محبوسين للمحاكمة الجنائية فيما هو منسوب إليهما من اتهامات، أمام محكمة جنايات كفر الشيخ، الدائرة الثالثة، والتي قضت بإحالة أوراق المتهم لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وتحديد جلسة خلال دور الانعقاد المقبل في شهر مايو للنطق بالحكم.
كما قررت المحكمة تأجيل النطق بالحكم على المتهمة الثانية نورهان عبدالمنعم، زوجة أبنه والتي ساعدته في اخفاء الجريمة ،إلى جلسة النطق بالحكم على المتهم الأول ، وذلك في القضية رقم 26603 جنايات مركز الحامول، والمقيدة برقم 3759 لسنة 2021.