على مائدة «البوابة» الثقافية خلال شهر رمضان، مثقفون وأدباء يتحدثون عن البدايات وكيف تكونت شخصية المثقف، ومدى تأثرهم بالأدب العربى والعالمى، ذكريات وطقوس المثقفين خلال الشهر المبارك، الدراما ومسلسلات رمضان من وجهة نظر المثقفين، ونصائح للجيل الجديد والشباب.. حوارات يومية على مدار الشهر. موعدنا اليوم مع حوار جديد من حوارات رمضان الثقافية مع الأديب حمدى أبوجليل، وإليكم نص الحوار
■ ماذا عن طقوسك خلال شهر رمضان؟
خلال شهر رمضان اقرأ كتب التراث الإسلامى بتركيز عالٍ، ومهتم أيضا بقراءة التاريخ مثل سيرة ابن إسحاق التى قرأتها عشرات المرات، وتاريخ الطبرى، وابن كثير، الحقيقة أننى كلما قرأت كتب التراث اكتشفت المأساة التى نحن فيها، غالبية المسلمين يعتقدون أن سنوات التراث هى النموذج الأفضل لحياة المسلمين. لدينا مشاكل كبيرة فى التعامل مع الشخصيات التاريخية مثل تقديس البعض للبخارى والشعراوى والحوينى، هؤلاء ناس عادية ولديهم أخطاء بشعة مسجلة على موقع الفيديوهات العالمى «يوتيوب»، الشعراوى حرم العلاج، وقال إن الطفل ممكن أن يمكث فى بطن والدته ٤ سنوات مخالفا القرآن. نحن نقرأ القرآن ولا نفهمه، وما هو إلا ترديد آيات القرآن دون فهم، استخدام العقل شيء سيئ بالنسبة للمشايخ، والفكر مجرم لدى الشيوخ، مبروك عطية أدان استخدام المسلم لعقله وتطاول على العقل البشرى. ابن رشد له مقولة شهيرة قال فيها: «كيف يخلق الله العقول ويفرض شرائع مناقضة لها»، وأتمنى من كل مسلم فهم الآيات القرآنية بدلا من القراءة فقط. وأواظب على قراءة كتب سيد القمنى فى رمضان وبهذه المناسبة أعتقد أننا كمصريين نحتاج قراءة أفكار وكتب هذا الرجل، وأرى أنه فعل شيء عظيم جدا، وظلم من المثقفين لأنه ليس نجما جماهيريا، فالجمهور يعرف من عملوا فى التنوير غير سيد القمنى أمثال إسلام بحيرى، والمثقفون أنفسهم هم أول من هاجموا سيد القمنى وظلموه ولتلسن عليه بأنه غير متخصص وشككوا فى الدكتوراه الحاصل عليها وأنه لا يستحق جائزة الدولة التقديرية كل هذا اتهامات المثقفين إلى سيد القمنى. أرى أن أكثر من يضر التنوير هم المثقفون، وليس الشخص العادى، فالشخص المثقف يبحث عن ردود على سيد القمنى، كتبى فى رمضان هى كتب سيد القمنى حروب دولة النبى والحلف الهاشمى ورب هذا الزمان. سيد القمنى بغض النظر عن أفكاره فهو كاتب مبدع وهذا شيء نادر فى هذا المجال.
■ ما نصيحتك لجمهور القراء؟
أنصح جمهور القراء بقراءة كتب رواد التنوير من أول طه حسين إلى سيد القمنى، نحن فى أمس الحاجة إلى قراءة الخطاب العقلى فى الثقافة الإسلامية، وخليل عبد الكريم. آن الآوان أن نقرأ القرآن بغرض الفهم وليس القراءة فقط دون فهم ووعى وإدراك، الشائع لدى العامة أنه لا أحد يتحدث فى الدين سوى المتخصص، والسؤال هنا أنت كمسلم ما الذى ينقصك كى تتخصص فى دينك، أنت كمسلم تصلى فى اليوم ٥ أوقات وتقرأ القرآن وتسمع القرآن فى الإذاعة والتليفزيون فى كل مكان وتتلقى خطبة دينية أسبوعية طوال حياتك وتدرس الإسلام فى المدرسة والبيت فما الذى ينقصك كى تتخصص فى دينك، أنت كمسلم تفعل كل ذلك وليس لديك القدرة على التخصص وفهم دينك بنفسك فأنك للأسف إنسان غبى. الأزمة فى التراث الإسلامى تتمثل فى التبرير وعدم المواجهة المباشرة ونفى الخطأ فى النص الذى لا يتناسب مع العقل.
■ ما رأيك فى القراءة السريعة؟
أفضل قراءة الرواية فى جلسة واحدة وليس على عدة مرات، وأرى أن القراءة السريعة على السوشيال ميديا مثل تويتر فيسبوك ما هى إلا مؤثرات على السرعة، السرعة ليست فى القراءة وإنما فى الكتابة والتكثيف.
■ كيف ترى إرسال شيوخ الأوقاف لإلقاء الدروس فى وزارة الثقافة؟
هناك نهضة حالية فى كتابة الرواية، لدى أمنية ثقافية فكرية لمقاومة الأفكار الظلامية وترويج أفكار التسامح والأدب والفن والحب، هذا لن يحدث فى المجتمع المصرى سوى بقصور الثقافة. أتمنى من الدولة النهوض بقصور الثقافة ولديها أماكن فى كل مكان فى مصر، أتمنى من وزيرة الثقافة الإهتمام بالثقافة الجماهيرية، الترويج لشيوخ الأوقاف فى وزارة الثقافة عن طريق قصور الثقافة وهيئة الكتاب شيء عجيب ويمثل تناقض الدولة التى من المفترض أنها تحارب الإرهاب، ما علاقة المشايخ بالثقافة، ويجب أن يذهب المثقفون لإلقاء الدروس فى الجوامع. وأن ٩٠٪ من العاملين فى قصور الثقافة ضد العمل الثقافى والثقافة الجماهيرية المتمثلة فى قصور الثقافة يجب أن يذهبوا إلى الناس فى المنازل وإخبارهم بالأنشطة الثقافية، وأرى أن العمل المناسب للعاملين حاليا فى قصور الثقافة هو وزارة الأوقاف لأنهم ضد الرقص ويعتبرونه حراما. حيث يوجد العديد من المثقفين الأكفاء مستبعدون ولا يفعلون شيئا فى تثقيف الجماهير، ومن له دور فى التنوير يقاومه داخل وزارة الثقافة.
■ وكيف ترى دور السينما؟
أرى أن السينما ترسخ الأفكار الظلامية لأنها فن جماهيرى وعقليته أقرب إلى الجماهير.. فترى الراقصة ترقص طوال الوقت وفى نهاية العام تذهب لعمل العمرة.. وجمهور عبد الله رشدى ومحمد رمضان متشابهان وغير مختلفين جوهريا.. هناك نماذج كثيرة من العاملين فى الفن ضد مهنتهم هم تجدهم ضد الغناء والرقص والتمثيل مثل سعد الصغير وغيره. أتمنى من كل مسلم فهم الآيات القرآنية بدلا من القراءة فقط.