الكوميديا نوع من أنواع التشخيص الجميل ذات طابع خاص، يجسد فيه الممثل شخوص معينة في صور وقوالب مرحه من صنع المفارقات، ينتج عنها عروضا تُكتب بقصد التسلية في فصول سهلة تنهض على المفارقة والافيهات الخالدة لصنع حالة من البهجة والسعادة للجمهور.
وتحت قبة المسرح تجتمع كافة أشكال الفنون، وخلال رحلته الطويلة وقف على خشبته مبكرا مجموعة من الرائدات منذ مراحله الأولى وصولا اللحظة الحالية، قدمن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
اختص المؤرخ المسرحي د. عمرو دوارة "البوابة نيوز" بفصول لم تنشر بعد من موسوعته الجديدة "سيدات المسرح المصري"، التي تضم السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن في المساهمة بإبداعهن في إثراء مسيرة المسرح المصري.
وخلال أيام الشهر المبارك نستكمل نشر 30 حلقة للسيرة الذاتية لرائدات برعن في أداء الأدوار الكوميدية، بعدما قدمنا على مدار الأعوام الماضية عدد من السلاسل حول رائدات المسرح المصري.
بدأت ابنة مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية الفنانة ثناء محمود عبدالله "8 يناير 1939 – 4 يونيو 2003"، المشهورة بـ"ليلي فهمي" مسيرتها الفنية في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي بفرقة "المسرح الحر"، وأصقلت موهبتها بالدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وارتبطت خلال فترة الدراسة بزميلها بالمعهد فريد عبد العزيز بقسم النقد، الذي تزوجته وأثمر عنه ابنين هما ياسر، وأيمن، وكان أول أعمالها في السينما هو فيلم "حسن ونعيمة" عام 1959، لتتوالى أعمالها ما بين الإذاعة، والسينما، والمسرح، والتلفزيون.
تتمتع بخفة الظل والقدرة على تحقيق ذلك التواصل المنشود مع المشاهد بمختلف فئاته وطبقاته الاجتماعية، وإصرارها وتمردها على تقييد المخرجين لها بترشيحها لأداء شخصيات نمطية محددة، هكذا أشار الدكتور عمرو دوارة، مضيفا أنها نجحت في اثبات قدراتها المتميزة على أداء مختلف الشخصيات الدرامية، وإجادتها تقديم الأدوار التراجيدية بنفس درجة الكوميدية.
استطاعت أن تقدم تنويعات مختلفة لكل شخصية من الشخصيات الدرامية التي قامت بتجسيدها طبقا لمتطلبات الدور وأبعاده الدرامية المحددة، فنجحت في تقديم أدوار الأم الجاهلة المغلوبة على أمرها أو الحاسمة ذات الشخصية القوية، أو العصرية الموظفة والمثقفة، والخادمة الثرثارة أو المرضعة أو الدلالة أو الخاطبة، والتي برعت في تقديمها بأسلوبها الخاص وسماتها الشخصية لتجعلنا نصدقها ونتعايش مع أدائها، بل تختلف تماما عن أسلوب تجسيد بعض الفنانات المعاصرات لها وفي مقدمتهن: "زينات صدقي، وداد حمدي، وجمالات زايد، ونبيلة السيد".
مسرح ليلي
شاركت الفنانة بأداء أدوار البطولة الثانوية بعدد كبير من المسرحيات المتميزة بكبرى الفرق المسرحية، فقد انضمت في بداية حياتها الفنية إلى فرقة "المسرح الحر"، واستمرت بالعمل بها لعدة سنوات حتى أصبحت إحدى دعائمها الأساسية، وانتقلت بعد ذلك للعمل بعدة فرق أخرى، والمتتبع لمسارها المسرحي يمكنه رصد حسن حظها الكبير بالتعامل مع كبرى الفرق المسرحية وبمشاركة كبار النجوم.
ففي فرق القطاع الخاص قدمت مع "المسرح الحر" عروض: "كوكتيل العجايب" عام 1955، ومراتي بنت جن، وكفاح بور سعيد، والناس اللي تحت" 1956، و"ماهية مراتي" 1957، و"فيضان النبع" 1958، و"زقاق المدق" 1959، و"بين "القصرين" 1960، و"قصر الشوق" 1961، و"مراتي نمرة 11" 1962، و"برعي بعد التحسينات" 1968؛ ومع فرقة "المتحدين" مسرحيات: "اللص الشريف، وهاللو شلبي" 1969، و"حصة قبل النوم" 1970؛ ومع فرقة "عمر الخيام" عروض: "اتفضل قهوة، والشنطة في طنطا، والنحلة والدبور" 1969، و"البكاشين" 1970؛ ومع فرقة "أمين الهنيدي" مسرحيات: "سبع ولا ضيع" 1972، و"أجمل لقاء في العالم" 1973، و"أنا آه أنا لأ" 1977؛ ومع فرقة "أحمد المصري" مسرحية "القرد وملك الهيبز" 1970؛ ومع فرقة "الريحاني" عرضين "من أجل حفنة ستات" 1971، و"100 تحت الصفر" 1972؛ ومع فرقة "المدبوليزم" مسرحية "يا مالك قلبي بالمعروف" 1979؛ ومع فرقة "مسرح الفن" عرض "المليم بأربعة" 1989؛ ومع فرقة "محمد نوح" مسرحية "سحلب" 1992.
وذلك بخلاف عدد كبير من المسرحيات المصورة التي من بينها: "البهلوان، والقضية رقم واحد، وفي انتظار مغاوري، ومقالب عائلة السلكاوي، والمهر غالي" عام 1979، و"فخ السعادة الزوجية" 1980، و"العريس رقم 100"، و"زواج على نار هادئة، وعائلة للإيجار، وصباح الفل يا فل" 1982، و"شوقي بيه عريس، وكان غيرنا أشطر، ولعبة القلوب المتقاطعة" 1983، و"أزمة عائلية، وحكاية من كل بيت، وأسعد سعيد في العالم" 1984، و"عمدة الحلاقين، والبنديرة، وجوازة البنزهيري، وشهر عسل للكل" 1985، و"عائلة الأناضولي، والزوبعة، والسنكوح، وانتبهوا أيها الأزواج" 1986، و"عروسة تحير، وعايز أتجوزك، وهي والتلامذة، والمغماطيس" 1987، و"إزاي بقينا كده؟، وناس لها بخت" 1988، و"الملياردير، وزيارة خاصة جدا، وأنا نسيت اسمي" 1989، و"ميراث العيلة، وحكاية كل صيف" 1990، و"سباك الساعة 12، وعيلة ما حصلتش" 1991، و"لعب عيال قوي، وسبع صنايع" 1992، و"سعدية ورايا ورايا" 1994.
ومع فرق مسارح الدولة فقدمت مع "مسرح الحكيم" عرضين: "الأرانب" عام 1964، و"الانسان الطيب" 1966؛ ومع فرقة "المسرح العالمي" مسرحية "الكلمة الثالثة" 1965؛ ومع فرقة "مسرح الجيب" عرضين "يا بهية وخبريني" 1968، و"عازب و3 عوانس" 1972؛ ومع فرقة "المسرح الكوميدي" عروض: "أربع مواقف مجنونة" 1971، و"أنا وهي ومراتي" 1978، و"سيب وأنا أسيب" 1979، و"حاجة تجنن" 1984؛ ومع فرقة "مسرح الشباب": "هو بكام النهاردة" 1985، و"بكره زي النهارده" 1989، و"النهارده آخر جنان" 1993؛ ومع فرقة "المسرح الحديث": "النجدة يا هو" 1989.
تعاونت من خلال مسرحياتها السابقة مع نخبة من المخرجين المتميزين الذين يمثلون مختلف الأجيال ومن بينهم الأساتذة: السيد بدير، وعبدالرحيم الزرقاني، وكمال يس، وسعد أردش، وكرم مطاوع، وجلال الشرقاوي، وعبدالمنعم مدبولي، والسيد راضي، وسمير العصفوري، وفؤاد المهندس، وعبدالغني زكي، وأنور رستم، وصلاح منصور، وعوض محمد عوض، وأحمد سعيد، وفهمي الخولي، ومجدي مجاهد، ومصطفى الدمرداش، ومحمد أبو داود، ورزيق البهنساوي، وفيصل عزب، وسعيد مدبولي، وفؤاد عبدالحي، وزغلول الصيفي، وزكريا صالح، وأحمد خضر، ومحمود أبو جليلة".
في السينما
ساهمت "فهمي" بأداء بعض الأدوار الثانوية المؤثرة في عدد كبير من الأفلام خلال الفترة من 1959 إلى 1999، التي تصل إلى 70 فيلمًا تقريبا منها: "حسن ونعيمة، وعنتر بن شداد، ويوميات نائب في الأرياف، وأريد حلا، والمذنبون، ورجل فقد عقله، وأيوب، وليلة القبض على فاطمة، وفتوة الناس الغلابة، واحدة بواحدة، واحترس من الخط، ولعبة الكبار، وحارة الجوهري، وسكة سفر، وامرأة آيلة للسقوط، ولصوص خمس نجوم، والفرح..".
دراميا
شاركت بأداء الأدوار الثانوية بعدد كبير نسبيا من المسلسلات منذ بدايات الإرسال التلفزيوني تقريبا منها: "البريمو، وغدا تشرق الشمس، وعودة الحب، والقاهرة والناس، وزينب والعرش، وابن تيمية، وكسبنا القضية، والوسية، وضحى، ومطلوب عروسة، وفوازير صندوق الدنيا، وليالي الحلمية "ج4 و5"، وفوازير "أم العريف"، وألف ليلة وليلة، وهالة والدراويش، والحاوي، ويوميات ونيس "ج5"، والقضاء في الإسلام "ج8"، والأبطال "ج2"، والبحار مندي، وطيور الشمس..".
كما أثرت الإذاعة المصرية بكثير من برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار ما يقرب من 40 عامًا منها: "بنت مدارس، والكدب له ألف رجل، والأستاذ حاشر نفسه، وأغرب القضايا، وحلم ولا علم، وصيف عاصف جدا، والباب المغلق، والرحلة، ورجل وامرأة".