«الخير فيّ وفى أمتى إلى يوم الدين» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الحديث الذى نراه يتجسد أمامنا فى كل لحظة عندما يتنافس أهل الخير على صنائع المعروف، وخير مثال نجده داخل محافظة الإسماعيلية فى «مطبخ الخير» الذى يحرص على تقديم أكثر من ٦٠٠ وجبة يومية على مدار العام للمحتاجين.
تدق الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، لتبدأ عدد من السيدات على التوافد إلى «مطبخ الخير» الذى أسسته سماح سمك منذ ٢٠٠٧ لإعداد وجبات الطعام وتوزيعها على الحالات المستحقة داخل محافظة الإسماعيلية وضواحيها.
الكل هنا يعلم دوره ويتسابق على أداء مهامه لإعداد أشهى الوجبات لأهالى الإسماعيلية، ١٥ عاما تسعى سماح سمك وفريقها من الإعداد والتوزيع لإرضاء الأسر الأولى بالرعاية من المرضى والمسنين بتقديم وجبة متكاملة العناصر الغذائية بكل حب.
«البوابة نيوز» انتقلت إلى «مطبخ الخير» لنتعرف على حكايات سيدات اجتمعن على حب الخير.
فى البداية تقول سماح سمك، مؤسسه مطبخ الخير، أسست المطبخ بالتعاون مع مجموعة من أصدقائى بهدف إطعام المرضى والمحتاجين والمسنين والأرامل والمطلقات الذين لا يستطيعون إعداد الطعام، بمساعدة أهل الخير الذين يحرصون على توفير المواد الغذائية طوال العام.
وأضافت يتم إعداد وجبه واحدة بالأسبوع وإفطار لعمال النظافة فى غير شهر رمضان، أما خلال الصيام فيتم إعداد وجبات يومية لإفطار الصائمين غير القادرين على العمل ومن لا يقوى على إعداد الطعام ومرضى الفشل الكلوى ومرضى السرطان وذوى الهمم، كذلك يتم إعداد وجبات السحور وتوزيعها طبقا لبحوث تجرى على الحالات المستحقة لتلك الوجبات، كما يساهم المطبخ فى توزيع صناديق مواد غذائية على الأسر التى تقوى على طهى الطعام.
وأوضحت أنه قبل استقبال الشهر الكريم يتم الاستعداد لتلقى التبرعات ووضع دراسة لميزانية الطعام طوال الشهر، وبحث عروض أسعار لعدد من تجار المواد الغذائية، وتثبيت أسعارها مع التاجر من خلال تحديد الكمية المطلوبة ودفع جزء من الثمن لتفادى أزمة غلاء الأسعار بين حين وآخر، لكن هذه الطريقة لا تتناسب مع اللحوم والدجاج والأسماك لأن أسعارها تتحدد يوميا.
وأضافت أن فريق مطبخ الخير يتكون من مجموعة إعداد الطعام التى تتواجد منذ الواحدة بعد منتصف الليل حتى ظهر اليوم التالى، وهناك فريق آخر للتوزيع والذى يستمر عملهم على مدار ٥ ساعات يوميا لتوزيع وجبات الطعام داخل المحافظة وخارجها، ويصل إجمالى عدد المتطوعين بالمطبخ ٥٠ سيدة تقريبا.
وتقول المهندسة دينا عبدالمعطى، إحدى المتطوعات فى مطبخ الخير، إنها تشارك فى المطبخ منذ بداية تأسيسه ضمن فريق إعداد الطعام ثم انتقلت إلى فريق التوزيع، وحاليا تقوم بوضع ميزانية المطبخ وبحث أرخص الأسعار للمواد الغذائية.
وأكدت أن المطبخ يتلقى التبرعات لتوفير احتياجات الأسر، لكن الظروف المعيشية وتغير الوضع الاقتصادى أثر كثيرا على حكم التبرعات، لكن فى النهاية نحرص على استكمال مسيرتنا التى بدأناها فى الخير من خلال التعاون مع جمعيات خيرية آخرى والوصول إلى متبرعين أكثر أو الإعلان على صفحات الفيس بوك عن الحالات الصعبة التى تحتاج لمساعدة، ونلجأ إلى حلول كثيرة لمواجهة الغلاء واستهداف من لا يقوى على العمل. وأشارت إلى أن تواصلهم مع الحالات لا يقتصر على الإطعام فقط، بل يصل لتقديم حلول لمشاكل الأسرة والمساهمة فى تسقيف المنازل وتوفير الأدوية للمرضى وإجراء العمليات وإمداد وصلات مياه للقرى المحرومة.
