ينتظر المسلمون صلاة التراويح في شهر رمضان، فهي أحد أهم الشعائر الروحية التي تميز الشهر المبارك، وأقربها لقلوب الصائمين، وهي سنة مؤكدة للرجال والنساء، تؤدى من بعد صلاة العشاء حتى قبل أذان الفجر.
تعود تسمية الصلاة بـ"الترويح" لأنها جمع ترويحة، وسُميت بهذا الاسم لأن المصلين عندما يؤدونها بعد كل ركعتين "تسليمتين" يقومون بالاستراحة قليل من الوقت.
وبحسب الإمام مالك في كتابه "الموطأ" فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد، فتجمع الناس، وفي اليوم التالي كثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم، فلما أصبح قال: "قد رأيت صنيعكم، فما منعني من الخروج إليكم إلا أنى خشيت أن تفرض عليكم".
واستمرت صلاة التراويح بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقام الصحابة بصلاتها جماعة، وبعضهم قام بصلاتها فرداً، وذات مرة خرج عمر بن الخطاب وقال:" إِنِّى أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ، ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَى بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنْ الَّتِى يَقُومُونَ - يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ - وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ".
كانت بداية الحكاية منذ فجر الإسلام، يؤدي المسلمون صلاتهم في الشهر المبارك في جماعة ليشعروا بالراحة والسكينة.