التقى مساء أمس الأربعاء 20 أبريل 2022، الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون مع منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان لنحو ساعتين ونصف في المناظرة الوحيدة بينهما قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية يوم الأحد 24 أبريل 2022.
وبالنسبة إلى لوبان، التي تتأخر عن ماكرون في استطلاعات آراء الناخبين، كانت فرصتها لإقناع الناخبين بأنها تتمتع بالمكانة التي تجعلها رئيسة وبأنهم لا ينبغي لهم الخوف من رؤية اليمين المتطرف في السلطة. وكانت منتصرة بعدما استفزت ماكرون الذي فقد اعصابه لكنها سقطت في عدة اخطاء ساذجة حيث أكدت للفرنسيين بأنها ليست ملمة بكافة الملفات فكان بمثابة المعلم الذي يلقن التلميذة دروسا لتصحيح مفاهيمها حول أكثر من ملف.
بالنسبة لماكرون، كان التحدي الأكبر الذي يواجهه للحفاظ على تقدمه المتزايد في استطلاعات الرأي هو حرصه ألا يبدو متعجرفا في المناظرة وهو أمر انتقده العديد من الناخبين لكنه فشل بعدما فقد أعصابه وزاد توتره.
وظل ماكرون يقاطع لوبان خلال المناظرة لكنه نجح في القاء الضوء على الثغرات التي يراها في خطط لوبان السياسية وأخطائها.
في الواقع قدم فرسا رهان الانتخابات للفرنسيين رؤيتين متعارضتين لبلادهم، إذ طرح ماكرون برنامجا ليبراليا مؤيدا لأوروبا، بينما تأسس برنامج لوبان القومي على شكوك عميقة تجاه أوروبا.
قال ماكرون إنه فخور بخلق فرص عمل خلال ولايته، مضيفا "أفضل طريقة لتعزيز القوة الشرائية هي محاربة البطالة".
ترى لوبان إن مقترحاتها "في الحياة الواقعية" ستحسن وضع الناخبين أكثر بكثير من خصمها، بينما قال ماكرون إن بعض مقترحات لوبان ليست واقعية.
قال ماكرون مخاطبا لوبان: “سترتفع مبالغ فواتير الفرنسيين بعشرات”
فيما قالت لوبان على مدى السنوات الخمس الماضية رأيت (الشعب الفرنسي) يعاني ويقلق وأريد أن أقول إن هناك خيارا آخر". وأضافت "سأكون رئيسة (تهتم) بتكاليف المعيشة... سأكون رئيسة العدل".
وقال ماكرون في تعليقاته إنه في حالة إعادة انتخابه، فإنه سيسعى جاهدا لجعل فرنسا "أكثر استقلالية وأقوى... يمكننا تحسين الحياة اليومية".
ومع انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ 13 عاما، قال ماكرون إنه فخور بخلق فرص عمل خلال ولايته، مضيفا "أفضل طريقة لتعزيز القوة الشرائية هي محاربة البطالة".
وتقدم الانتخابات للفرنسيين رؤيتين متعارضتين لبلادهم، إذ يقدم ماكرون برنامجا ليبراليا مؤيدا لأوروبا، بينما تأسس برنامج لوبان القومي على شكوك عميقة تجاه أوروبا. تمحور نقاشهما حول مواضيع عدة، ولاسيما القوة الشرائية والأمن والشباب والعلاقات الدولية والتنافسية والبيئة والنموذج الاجتماعي، لمحاولة اساسا إقناع الملايين من الناخبين المترددين .
قالت المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبن في المناظرة إن “خيارا آخر ممكن على أساس الاحترام، على أساس الفطرة السليمة ” أضافت: “إذا منحني الفرنسيون شرف نيل ثقتهم الأحد المقبل، فسأكون… رئيسة تعمل يوميا من أجل قيمة العمل والقوة الشرائية والمدرسة ”.
من جانبه، قال الرئيس ماكرون المنتهية ولايته: “لقد مررنا جميعا بفترة صعبة من الأزمات غير المسبوقة”، وأضاف: “قضيت هذه الفترة الزمنية على رأس بلدنا محاولا اتخاذ القرارات الصحيحة، وأريد الاستمرار في القيام بذلك لأنني أؤمن أولا وقبل كل شيء بأنه يجب علينا ويمكننا أن نجعل بلدنا أكثر استقلالية وقوة على طريق الاقتصاد والعمل والبحث والابتكار وعن طريق ثقافته ”.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، اتهم ماكرون غريمته بـ”التبعية للسلطة الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين”، وذلك بسبب قرض مالي حصلت عليه المرشحة اليمينية المتطرفة من بنك روسي .
ردت لوبن بنفي هذا الاتهام بحدة، مؤكدة أنها “امرأة حرة تماما وقطعا ”، مبررة لجوءها إلى البنك الروسي بأن ما من مصرف فرنسي وافق على منحها قرضا و اتهمت ماكرون بانه المسؤول عن ذلك حينما كان وزيرا للاقتصاد.
وردا على الإشارة إلى قربها من الرئيس الروسي بوتن قالت لوبن : “ أدعم أوكرانيا حرة، لا تتبع لا للولايات المتحدة ولا للاتحاد الأوروبي ولا لروسيا، هذا هو موقفي”، مشيرة إلى تدوينة نشرتها عام 2014 .
كان المحور الأول في المناظرة التلفزيونية هو القدرة الشرائية للفرنسيين.
قالت لوبان إنها تريد "تخفيض ضريبة القيمة المضافة على الطاقة من 20 إلى 5%". كما وعدت بـ "إعفاء من يقل سنهم عن 30 عاما من الضرائب."
إيمانويل ماكرون مخاطبا مارين لوبان: "سترتفع مبالغ فواتير الفرنسيين بعشرات أو حتى مئات اليوروهات شهريًا إذا تم انتخابك"
[محور الهجرة]
قال ماكرون إنه يجب مواصلة حماية الناس الهاربين من بلادهم بسبب خطر على حياتهم مؤكدا حاجة فرنسا للهجرة الاقتصادية النظامية. وبخصوص الهجرة غير الشرعية يريد ماكرون إصلاح نظام شينجن لأن فرنسا "ليست نقطة وصول لشبكات تستغل آلام الناس"
في ملف الهجرة، تقترح لوبان إجراء استفتاء حول هذا الملف مع إقرار "طرد المجرمين والمنحرفين الأجانب والتخلي عن حق الأرض ووضع حد لتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين وإصلاح نظام شينجن".
حول ملف العلمانية: هل سيغير الرئيس المقبل قوانين ارتداء الرموز الدينية في الأماكن العامة؟
ى لوبان أن الموضوع الأهم هو "الإرهاب الإسلاموي" داعية إلى المصادقة على قانون ضد الإيديولوجيا الإسلاموية كما طالبت بمنع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.
رد ماكرون بالقول إن منع الحجاب في الشارع سيتسسب في حرب أهلية مؤكدا أن فرنسا بلد الأنوار ستكون بهذه القرار أول بلد في العالم يمنع الرموز الدينية في الشارع مؤكدا أن مقصد العلمانية هو الحرية وهذا خطأ كبير.
محور الأمن:
أكد ماكرون أنه أوفى بوعده بانتداب 10 آلاف مساعد أمن وزيادة ميزانية القضاء بثلاثين بالمئة متحدثا عن ملف الهجمات السيبرانية التي سيخصص لها محققين مختصين.
لوبان ترى أن الوضع الأمني في البلاد سيء جدا وتعتبر أنه يجب حل معضلة "الهجرة الفوضوية وواسعة النطاق" التي تتسبب في تدهور الوضع الأمني في البلاد داعية إلى مزيد من الحزم في مجال العدالة وزيادة تسليح الشرطة.
محور التعليم
يعد ماكرون بحد أدنى للأجور عند 2000 يورو لكل مدرس جديد.
تعد لوبان بإعادة النظر في رواتب المدرسين و"إعادة النظام" إلى الفصول مؤكدة على ضرورة "الحزم" ضد التلاميذ المشاغبين.
تؤكد لوبان أنها ستجعل الشباب أولوية في حال وصولها للرئاسة منددة بتعامل ماكرون مع هذه الفئة الاجتماعية خلال العامين الماضيين.
ماكرون يقول إنه يرغب في زيادة حصة الرياضة والتعليم الفني في المدرسة مع القيام بإصلاحات كبيرة في المعاهد المهنية.
محور البيئة والمناخ والطاقة
ماكرون يقول أنه كان يملك استراتيجية واضحة في مجال المناخ خلال الخمس سنوات الماضية متحدثا بالخصوص عن الطاقة الهوائية التي تريد لوبان التخلي عنها مضيفا أن الحل الوحيد لمكافحة الاحترار المناخي هو الاعتماد على الطاقة النووية والمتجددة.
لوبان تتهم ماكرون بعدم الانسجام في تعامله مع ملف الطاقة حيث بدأ ولايته بالرغبة في إغلاق المفاعلات النووية والآن يريد بناء مفاعلات جديدة.
ماكرون يعد بتعيين رئيس وزراء يتولى وضع خطة لمكافحة الاحترار المناخي ولوبان تتهمه بـ"النفاق المناخي".
محور : الاقتصاد الرقمي
ترى لوبان أن الاقتصاد الرقمي في فرنسا لا يخلق سوى فرص عمل ضعيفة على غرار سائقي توصيل الطلبيات مؤكدة أن أولويتها هي تأمين تغطية كامل التراب الفرنسي بالشبكة الرقمية.
يطالب ماكرون بضرورة إنشاء سوق رقمية أوروبية مضيفا "من لا يحب أوروبا لا يساعد نمو (الاقتصاد)
المحور الأخير: المؤسسات والحوكمة
شدد ماكرون على أن انتخاب الرئيس من قبل الشعب لا يعني الحق في تغيير الدستور ودعا إلى استخدام عقلاني للاستفتاء. من جهتها تقول لوبان إنها تريد إحداث "نهضة ديمقراطية مضيفة أن احتجاجات السترات الصفراء أظهرت توق الفرنسيين لـ"مزيد من الديمقراطية".