الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

من ذاكرة 20 رمضان| وفاة الشيخ حسنين محمد مخلوف.. المفتي الأسبق

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهد مثل هذا اليوم، 20 رمضان، من سنة 1410 هجرية (1990 ميلادية)، وفاة واحد من كبار علماء الأزهر الشريف عبر تاريخه، الشيخ حسنين محمد مخلوف، مفتي الديار المصرية الأسبق.

وُلد «الشيخ حسنين» سنة 1890، بباب الفتوح بالقاهرة. كان والده مديرًا للجامع الأزهر، وهو ما ساعد الابن في حفظ القرآن الكريم بصحن الأزهر قبل أن يكمل عمره الـ10 سنوات.

رحلته التعليمية بدأت من دراسة مختلف العلوم في الأزهر الشريف، إلى أن التحق بمدرسة القضاء الشرعي، التي كانت تصطفي النابغين من طلاب الأزهر للالتحاق بها، وتخرج فيها سنة 1914.

أما حياته العملية، فبدأت سنة 1916، حين عُين قاضيًا بالمحاكم الشرعية في قنا. ثم تنقل بين عدة محاكم، ديروط والقاهرة وطنطا، حتى عُين رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الشرعية سنة 1941، ثم رئيسًا للتفتيش الشرعي بوزارة العدل سنة 1942. وخلال سنوات عمله تلك، أسهم الشيخ «حسنين» في إصلاح قانون المحاكم الشرعية، وقانون المجالس الحسبية، ومحاكم الطوائف المحلية.

وفي يناير 1946، تولى الشيخ حسنين محمد مخلوف منصب الإفتاء، فعمل مفتيًا للديار المصرية، كما عُين عضوًا بجماعة كبار العلماء بالأزهر سنة 1948. ترك دار الإفتاء سنة 1950، وعاد إليها مجددًا سنة 1952، وأصدر خلال تلك الفترة ما يزيد على 8 آلاف و500 فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.

عمل بعدها «الشيخ حسنين» رئيسًا للجنة الفتوى بالأزهر الشريف مدة طويلة، كما اُختير عضوًا لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وتولى رئاسة جمعية البحوث الإسلامية بالأزهر، ورئاسة جمعية النهوض بالدعوة الإسلامية، وكان عضوًا مؤسسًا لرابطة العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية، وشارك في تأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، واُختير في مجلس القضاء الأعلى بالسعودية.

وبجانب الحياة العملية الحافلة بالمناصب، لم يغفل الشيخ «حسنين محمد مخلوف» عن إثراء المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات المهمة في القضاء والفتاوى، ومن أبرزها؛ حكم الإسلام في الرفق بالحيوان، وفتاوى شرعية وبحوث إسلامية، وحكم الشريعة الإسلامية في مأتم ليلة الأربعين وفيما يعمله الأحياء للأموات من الطاعات، وشرح البيقونية في مصطلح الحديث.

ولإسهاماته الكبيرة في الدعوة والقضاء والإفتاء، مُنح «الشيخ حسنين» كسوة التشريفة العلمية مرتين، الأولى حين كان رئيسًا لمحكمة طنطا، والأخرى وهو في منصب الإفتاء. كما نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة 1982، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. وامتد تكريمه إلى خارج البلاد، فنال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة 1983.

وبعد أن قضى حياة مديدة، تجاوزت الـ100 عام، استغل معظمها في خدمة الإسلام والمسلمين داخل مصر وخارجها، رحل الشيخ «حسنين محمد مخلوف» عن عالمنا في مثل هذا اليوم، 20 رمضان، من سنة 1410 هجرية (15 أبريل 1990 ميلادية).