فى سلسلة «هواها شعبى» التى تقدمها جريدة «البوابة نيوز» خلال شهر رمضان المبارك نحاول الإجابة عن سؤال الهوية المصرية، أو بالبلدى كدا «إحنا مين؟»، وهل نحن حقًا نحمل سمات الحضارة المصرية القديمة، بكل ما تحمله من موروث ثقافى امتد عبر الأزمنة المتعاقبة، ومازال ينبض حيًّا جسده المصرى القديم عبر جدران المعابد والمقابر الأثرية. فمازال المصرى يحتفل بأعياد دورة الحياة من ميلاد وزواج ووفاة، حتى احتفالات الحصاد وغيرها من الاحتفالات التى تعبر عن الهوية المصرية، وفى هذه السلسلة سنعبر خلال الأزمنة والأمكنة لنلقى الضوء على هويتنا المصرية والمجسدة فى تراثنا الشعبى «الفولكلور»..
تحظى الممارسات العلاجية بالقرآن بأهمية كبيرة لدى أفراد الجماعة الشعبية، لكونها ممارسات اعتقادية، تنطلق من إطار دينى، وهذا وحده يعد أمرًا كافيًا للاستمرارية، ومع انتشار الطب الحديث، وأساليبه، إلا أن الحاجة والضرورة دعت للرجوع إلى أساليب العلاج التى عرفت فى الماضى، نظرًا لوجود أعراض مرضية مجهولة الأسباب، أو ترجعها العقلية الشعبية إلى تأثيرات الكائنات فوق الطبيعية، أو أعراض مرضية مزمنة أو نفسية تستعصى على العلاج من خلال مؤسسات الطب الرسمى.
وتعتمد هذه الطريقة على الاتصال بعالم الجن من خلال قراءة بعض آيات قرآنية أو اسم من أسماء الله، وتعلم سر الاتصال يتم من خلال انتماء الممارس لإحدى الطرق الصوفية، والتى تأسست كل منها على يد قطب يعلم أسرارها، ولكل قطب عدد من الخلفاء أو المشايخ تتلمذوا على يديه وتعلموا منه أسرار الطريقة، ولكل طريقة أتباع يطلق عليهم المريدون يتعلمون أسرارها على يد الشيخ، ويتطلب دخولهم الطريقة ما يسمى بالعهد أو الميثاق، ولكل طريقة قوانين وتعاليم تنظم سلوك أعضائها وعلاقتهم.
استخراج السحر وإبطاله
وتمثل مرحلة استخراج السحر وإبطاله من أهم مراحل العلاج التى يقدمها الممارسون المعالجون بالقرآن للمرضى المصابين بالأمراض الروحية أو العضوية وغيرها من الأمراض. ويتكون السحر من عقد ورقى وتمائم، ومنه حجب وأبخرة وأدخنة، ومنها ما يوضع فى مفارق الطرق أو يلقى فى البحار أو يدفن فى القبور أو يدفن بالبيوت الخربة، ويقوم المعالج باستخدام القرآن.
العقد
ويصنفها بعض المعالجين بالقرآن إلى عدة أنواع ومنها العقد ما يكون حبلًا أو شعرًا معقودًا أو خيوطًا رفيعة معقودة كخيوط مكررة بالخياطة، وطريقة فكها هى قيام المعالج بقراءة سور المعوذتين وينفث عند فك كل عقدة، والعقد قد تكون ثلاث عقد أو سبعًا أو إحدى عشر عقدة، أما إذا كانت دقيقة كالشعر أو سلك مكررة فإنها تقطع عند العقد بالموس، مع النفث والقراءة ثم تجمع جميعًا بعد الفك ويقرأ عليها آيات السحر وآية الكرسى، ثم يقوم المعالج بحرقها.
الأبخرة والأدخنة
حيث يقوم السحرة بالتبخير فى أعمالهم السحرية التى تكتب على البيض مثلًا ويقوم المعالج بغسل البيضة بماء قرأ عليه سورتى المعوذتين «الفلق والناس» ثم تفرك البيضة برفق لإزالة الكتابة التى عليها وأثناء ذلك يكرر عليها قراءة سورة الفلق والناس بالنفث على البيضة، وفى حال كسر البيضة يتم دق قشرتها مع تلاوة المعوذتين عليها مع النفث بهدف إبطال العمل السحرى. وتمثل الرقية الشرعية أحد أساليب العلاج بالقرآن والتى تحتوى على بعض التعوذات والدعوات والرقى التى يعالج بها من السحر ومس الجان وجميع الأمراض، ويقوم المعالج بالقرآن بعمل الرقية الشرعية.
