مع كل سنة يهل فيها شهر رمضان الكريم نلاقى روحنا نحن ونشتاق ونفتكر حاجات كتير جوانا مرتبطة برمضان وليها مكانة كبيرة جوانا و«رمضان ما يبقاش رمضان من غير الأغانى للأصفهانى الذى كان يرويها حسن البارودى».
الأغانى للأصفهانى برنامج إذاعى قيم وتراثى كان ينتظره العديد من الناس، وأصبح من أهم برامج رمضان على شبكة البرنامج العام وكان يذاع ١٢:١٥ بعد منتصف الليل ومدة حلقات البرنامج ربع ساعة، كتبها العبقرى عبدالفتاح مصطفى، وأخرجها العملاق محمد محمود شعبان، وبطولة الفنان القدير الراحل حسن البارودى، الذى كان يرويها بصوته، ويجسد دور أبوالفرج الأصفهانى.
كان الجمهور يستمع وبشغف إلى التراث الغنائى العربى القديم من خلال كتاب الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى مترجما إلى دراما يومية يحكى خلالها «البارودى» يوميات الجوارى والقيان وليالى القصور وكواليس دسائس الحكام والحاشية وأشهر مغنيات ومطربى العصرين الأموى والعباسى.
وقد نجح عبدالفتاح مصطفى فى تقدم كتاب الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى فى شكل بسيط، حيث إن الكتاب يضم خمسة وعشرين جزءا، جمعه الأصفهانى فى خمسين سنة، ويوضح تاريخ فن الغناء العربى القديم، ويدرس كتاب الأغانى فى كثير من الدول العربية كمصدر من مصادر التراث.
يذكر أن عبدالفتاح مصطفى الغمراوى شاعر غنائى معروف، ولد فى حى الجمالية بالقاهرة فى ٢٣ يناير عام ١٩٢٤، تخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرة، ونال دبلومة فى الشريعة الإسلامية، بدأ مشواره فى كتابة الأغانى، وغنى له موسيقار مصر محمد عبدالوهاب، وفى الخمسينيات صار من كتاب المسلسلات والبرامج الإذاعية.
غنت له أم كلثوم لسه فاكر، التوبة، لا يا حبيبى، أقولك إيه عن الشوق، طوف بجنة ربنا، وإنا فدائيون، ومن أشهر أعماله لعبدالحليم حافظ يا رب سبحانك، الأدعية التى كانت تذاع فى شهر رمضان على التليفزيون المصرى، كما كتب العديد من الابتهالات لكبار المنشدين أمثال الشيخ سيد النقشبندى.
وحصل عبد الفتاح مصطفى على جائزة أحسن سيناريو وحوار وأغان عن مسلسل محمد رسول الله، إخراج أحمد توفيق ونال جائزة نجيب محفوظ للأدب فى ١٥-١١-٢٠٠٨، كما قدم سيناريو وحوار وأغانى فيلم الشيماء، والذى غنته سعاد محمد، كما قدم العديد من الأعمال الإذاعية، منها «عوف الأصيل، مرزوق، الشاطر حسن، شمس الأصيل، عذراء الربيع، والبيرق النبوى»، وتوفى فى ١٣ يوليو عام ١٩٨٤.