قال الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن التسول أصبح ظاهرة، مضيفا “لكن في نفس الوقت ربما لا يُحسن الإنسان منا التمييز بين من يستحق ومن لا يستحق حينما يريد أن يصدق ويجد في الأمر حيره بين من يستحق ومن لا يستحق، ولكن مع هذا وقع في عهد النبي صلي الله عليه وسلم رجل تصدق علي زانية وتصدق غني وتصدق علي كذا وكذا وكذا ، ومع ذلك أُقر علي ما فعل وبَين له النبي بأن له أجر، الإشكالية هنا لا تقع علي المتصدق ولكنها تقع علي المتسول نفسه إذا كان يمتهن ذلك الأمر وهو ليس في حاجة له أو بحاجة له ويمكنه أن يقوم بعمل آخر فهو لا شك أنه في مشيئة الله سبحانه وتعالي إن شاء عاقبه وإن شاء عفي عنه”.
وتابع "عياد" خلال حواره لـ«البوابة نيوز»: علي المتصدق أن يتعامل تجاه مثل ذلك بالظاهر، فنحن في الشريعة الإسلامية أُمرنا أن نأخذ بظاهر الأعمال، ويجب أن يكون هذا العمل تبتغي به وجه الله سبحانه وتعالي، ولكن في نفس الوقت حتي لا نشجع علي هذا فينبغي بذل شيء من الجهد والتحري في إيصال هذه الصدقات إلي مستحقيها، لأن ذلك يؤدي بنا إلي التكاسل والربح السهل البسيط وهذا يتنافى مع تعاليم الشريعة الإسلامية وينافي مع الوجهة التي نقصدها وهو البناء والتعمير واستخلاف الله عز وجل في أرضه.
وأردف أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: لابد من مواجهة تلك الظاهرة حتي لا تتحول إلي جريمة، ويلزم سن قوانين وتشريعات وزيادة الوعي الثقافي وقيام الإعلام بدوره والمؤسسات الدينية والتربوية كلٌ في مجاله حتي نضمن عدم خروجها عن الإطار المشروع، ونحن بدولة بها الكثير من المؤسسات الخيرية مثل بيت الزكاة وبنك الطعام والمستشفيات والجمعيات والكثير من الجهات التي يمكننا أن نتصدق بها إذا اختلط علينا الأمر وخشينا ما نخشاه، ويختلف هذا الأمر نوعًا في الريف فهم يعرفون بعضهم بعضًا وعلي دراية بحالة بعضهم.
