انقضى الموعد النهائي للإنذار الروسي الذي يطالب باستسلام القوات الأوكرانية في ماريوبول دون أي مؤشر على امتثال القوات.
يأتي إنذار موسكو في الوقت الذي حذر فيه قائد من الجيش الأوكراني من أن قواته يمكن أن تصمد "لأيام أو ساعات" فقط، لكن كييف تقول إن هناك صفقة مبدئية لإخراج بعض المدنيين من المدينة.
وحسبما أبرزت بي بي سي، كتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك، على فيس بوك، أنه سيُسمح للنساء والأطفال وكبار السن بمغادرة ماريوبول بموجب الاتفاق.
وقال رئيس بلدية المدينة، فاديم بويتشينكو، للتليفزيون الوطني إن أوكرانيا تأمل في إرسال 90 حافلة لإجلاء نحو 6000 شخص يوم الأربعاء.
وأضاف أن نحو 100 ألف شخص ما زالوا محاصرين في ماريوبول، وأصبح مصنع آزوفستال للحديد والصلب - وهو مصنع ضخم تبلغ مساحته أربعة أميال مربعة (10 كيلومترات مربعة) في جنوب شرق المدينة - آخر مركز للمقاومة الأوكرانية في ماريوبول.
مع تقدم القوات الروسية ببطء في قلب ماريوبول، أصبح المجمع المترامي الأطراف موطنًا لآلاف الجنود الأوكرانيين، بما في ذلك مقاتلون من كتيبة آزوف - وهي وحدة حرس وطني مثيرة للجدل لها صلات باليمين المتطرف.
وقال يان جاجين، المسئول في جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية، لشبكة الأخبار الحكومية الروسية ريا نوفوستي خلال عطلة نهاية الأسبوع أن هناك "بشكل أساسي مدينة أخرى" تحت المصنع.
كانت روسيا تقصف المصنع بالمدفعية والغارات الجوية، وأصدرت موسكو مطلبين للقوات بالاستسلام.
وقال أحد مستشاري الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن روسيا تستهدف المدافعين بأسلحة خارقة للتحصينات، وهي قنابل ضخمة مصممة لاختراق دروع كثيفة وقتل أهداف تحت الأرض.
وهذا هو ثاني إنذار تواجهه القوات الأوكرانية في المصنع هذا الأسبوع، وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنه لم يستسلم جنديا واحدا عندما انقضى إنذار مماثل يوم الاثنين.
ولم يتضح عدد القوات الأوكرانية المتبقية في المدينة، لكن في رسالة بالفيديو أرسلت إلى بي بي سي، قال قائد البحرية المحلية الميجر سيرهي فولينا، إن نحو 500 جريح من القوات يتلقون الرعاية في مصنع الصلب.
وقال الرائد فولينا، الذي يقود الكتيبة 36 من مشاة البحرية، إن الإمدادات على مستوى جنوده على وشك النفاد وأن الفيديو يمثل "آخر خطاب للعالم، وقد يكون آخر خطاب لنا على الإطلاق".
وقال إن القوات الروسية فاق عددها "عشرات المرات"، وأنه في حين أن الروح المعنوية الأوكرانية لا تزال مرتفعة، فإن القوات الروسية "تنتصر في الجو والمدفعية والقوات البرية والآليات والدبابات".
وأعلن مسئول أوروبي أنّ ما بين "10 إلى 20 ألف" رجل بين قوات فاجنر شبه العسكرية الروسية ومقاتلين من سوريا وليبيا يحاربون حاليًا إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا.
وقال المسئول في تصريحات للصحفيين دون الكشف عن اسمه إن هؤلاء المرتزقة ليس لديهم مركبات أو أسلحة ثقيلة وقد استقدمتهم روسيا لإسناد قواتها في الحرب في أوكرانيا.
ولفت المسئول الأوروبي إلى صعوبة تحديد كم من هؤلاء الرجال البالغ عددهم "بين 10 و20 ألفًا" هم من مجموعة فاجنر الخاصة، وكم منهم هم مقاتلون ليبيون أو سوريون.