الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

طالبان أفغانستان وباكستان تتصارعان على تورتة النفوذ في شرق آسيا.. وخبراء: البيئة مواتية لاستعادة الجماعات الإرهابية لقوتها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على الرغم من مرور شهور على إعلان إقامة نظام الحكم الطالباني في أفغانسان، على خلفية انسحاب الجيش الأمريكي من الأراضي الأفغانية، فإن الصراعات بين أجنحة الجماعات الإسلامية بمنطقة شرق آسيا، تبدو غير قابلة للحسم قريبا، لا سيما في ظل أطماع طالبان باكستان في زيادة مساحة نفوذها، وتحقيق نجاح مستمد من نجاح الحركة في أفغانستان، رغم ما بينهما من خلافات وفروق شاسعة. 
خطورة داهمة
الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق، ألقى الضوء على هذا الطرح، موضحا أن حركة طالبان باكستان، ما زالت تمثل تهديدا خطيرا للأمن في منطقة شرق آسيا، لا سيما بعد الدفعة التي أخذتها نتيجة ما حققته طالبان الأخرى في أفغانستان من مكاسب.
وقال: "على الرغم من الخلاف بين الجانبين، لكن يبقى اتفاق الفكر، والعقيدة، سببا كفايا لشعر طالبان باكستان، بأنها يمكن أن تحقق نجاحا شبيها بما حققه طالبان أفغانستان، على الرغم من قوة الدولة الباكستانية، خاصة على الصعيد الاستخباري".
وأشار الدياسطي، إلى أن الخطورة الداهمة لطالبان باكستان، تبدو واضحة في قدرتها المتزايدة، خلال الفترة الأخيرة على تنفيذ هجمات قوية داخل باكستان. 
وأضاف: "جهود الحكومة الباكستانية لعقد اتفاق سلام مع جناح طالبان الموجود على أراضيها، يؤكد أيضا أنها قادرة على إيلام الباكستانيين، وفرض وجودها بينهم".
وكشف الدياسطي، عن أن الحكومة الباكستانية تسعى حاليا إلى إقناع طالبان الأفغانية ـ بعد أن تحولت إلى نظام حكم ـ بالتعاون ضد الجناح الباكستاني"، مستبعدا في الوقت ذاته أن يجد هذا الطلب صدى لدى نظام الحكم الوليد في أنفغانستا، الذي يرفض بالقطع فتح باب العدوات عليه خلال المرحلة الحالية".
وحذر الدياسطي من أن البيئة في هذه المنطقة مواتية لاستعادة الجماعات الإرهابية لقوتها، بما يمثل تهديدا حقيقيا وداهما للأمن ربما بقارة آسيا كاملة، مضيفا: "وليس من قبيل المصادفة تكثيف حركة طالبان الباكستانية، لهجماتها ضد أهداف داخلية في باكستان، بالتزامن مع إعلان سيطرة طالبان الأخرى على أفغانستان.
وتابع: "هذه الهجمات رسالة متعددة الأهداف، تؤكد لطالبان الأفغانية أن لديها جار يمكنه أن يقوض الأمن على مرمى حجر منه، وتؤكد للسلطات الباكتسانية أنها لا علاقة لها بنجاح طالبان في أفغانستان، وأن معركتها لن تنتهي إلا بتحقيق أهداف خاصة بالجناح الباكستاني، كما أن هذه الهجمات تمثل رسالة وجود موجهة إلى العالم، ومفادها أن هناك حركة أخرى تنتظر للحصول على ما تريد، وأنها لن تسمح للمنطقة بأن تنعم بالأمن، قبل أن تحصل هي الأخرى على جزء من كعكة النفوذ في شرق آسيا.
صراع مرشح للتصاعد
من جهته أكد الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الاستراتيجي، بجامعة الزقازيق، أن الصراع على النفوذ في شرق آسيا، مرشح للتصاعد، في ظل الأهداف الجديدة لجميع الأطراف هناك. 
وقال: "في ظل وجود نظام طالبان بأفغانستان، يشعر الجناح الباكستاني بالأمل في إقناع العالم بقبول وجوده كنظام حاكم أيضا في باكستان، كما قبل طالبان الأفغانية".
وأضاف: "العامل الأكثر خطورة في هذه المعادلة، هو أن باكستان دولة نووية، ولن تسمح القوى العالمية، بأن يسيطر على الحكم فيها يوما ما، قريبا كان أو بعيدا، نظام ذو أصول متشددة، لأن هذا قد يؤدي إلى كارثة تطول جميع أرجاء الكرة الأرضية. 
ولفت العفيفي، إلى أن حركة طالبان الباكستانية، ربما تكون قد استطاعت، عن طريق التهريب، الحصول على أسلحة متقدمة، من تلك التي تركتها أمريكا وراءها في أفغانستان، وهو ما يعني منحها شعورا زائدا بالقوة، يدفعها لتشديد هجماتها على القوات الباكستانية، وهو ما يتضح من الهجمات التي باتت تشنها حركة طالبان ضد الجيش الباكستاني ليلا، في سابقة لم تكن تحدث من قبل.