أكد الكاتب الأمريكي ديفيد إجانتيوس أن الولايات المتحدة الأمريكية وشركاءها من الدول الغربية تسابق الزمن فى محاولة لإمداد أوكرانيا بكل ما يلزمها من سلاح وعتاد عسكري لمواجهة الموجة الثانية من العملية العسكرية الروسية على الأراضى الأوكرانية والتى بدأت أمس الثلاثاء فى المنطقة الشرقية من البلاد.
وأضاف إجانتيوس في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن القادة العسكريين فى أمريكا يرون أن الأسابيع القليلة القادة ستكون حاسمة فيما يخص المعارك الدائرة حاليًا بين الطرفين الأوكرانى والروسى.
ويستشهد الكاتب برأى أحد الخبراء العسكريين حيث يقول أنه يجب على الغرب العمل على استمرار تدفق الأسلحة والعتاد لأوكرانيا لتعزيز قدرتها على الصمود أمام القوات الروسية.
ويستطرد الكاتب قائلًا إن الجانب الروسى يتمتع بجميع المزايا التى تمكنه من الانتصار فى هذه الحرب ولكن ينقصه عنصرًا غاية فى الأهمية وهو أنه يحارب على أرض خارج أراضيه بينما أظهرت المقاومة الأوكرانية مقاومة باسلة منذ بداية الحرب فى مواجهة جيش قوى مثل الجيش الروسى.
ويرى القادة العسكريون الأمريكيون، كما يقول الكاتب، أن روسيا قامت بتجميع ما بين 70 إلى 80 كتيبة مقاتلة فى الجبهة الشرقية فى محاولة لتطويق المقاومة الأوكرانية بالكامل وهو نفس الأسلوب الذى اتبعوه فى معركة ستالينجراد التى وقعت فى نوفمبر عام 1942 وتمكنوا خلالها من اختراق صفوف الجيش الألمانى من جهة الشمال والشرق وهو الأسلوب الذى أثبت فاعليته وحسم المعركة لصالح الجانب الروسى.
ويوضح الكاتب أن أمريكا قامت الأسبوع الماضى بإرسال مساعدات عسكرية متطورة لأوكرانيا بلغت قيمتها 800 مليون دولار وبذلك تصل قيمة إجمالى المساعدات الأمريكية لأوكرانيا منذ بداية الحرب هناك إلى 2.5 مليار دولار بينما تعكف وزارة الدفاع الأمريكية حاليًا على تحديد الدفعات القادمة من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا والتى قد تشمل مدافع وصواريخ وطائرات مسيرة.
ويرى الكاتب أنه على الرغم من تدفق المساعدات العسكرية من جانب أمريكا ودول حلف شمال الأطلسى لأوكرانيا إلا أنه من الواضح أن أمريكا وحلفاءها مازال لديهم خطوط حمراء تجاه المساعدات المقدمة لأوكرانيا لتجنب أي تصعيد من جانب روسيا، ولهذا فإن الدول الغربية مازالت مترددة حتى الآن فى إمداد أوكرانيا بأسلحة هجومية مثل صواريخ باليستية بعيدة المدى، على سبيل المثال، لكى تتمكن المقاومة الأوكرانية من شن هجوم صاروخى على موسكو.
ويضيف الكاتب أن موسكو قامت الأسبوع الماضى بتوجيه إنذار لواشنطن بطريقة دبلوماسية محذرة أنه فى حالة إرسال أسلحة متطورة ودقيقة لأوكرانيا فسوف تكون عواقب هذا الإجراء وخيمة بحيث لا يمكن التنبوء بها.
ويبدو أنه على الرغم من الضغوط التى يمارسها الكونجرس من أجل تعزيز قدرات المقاومة الأوكرانية إلا أنه من الواضح أن إدارة الرئيس جو بايدن قررت تجنب أى مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا خشية لجوئها إلى استخدام السلاح النووى.
ويرى الكاتب أنه فى ظل كل هذه المخاوف والاعتبارات فإنه من العسير التنبؤ بنتيجة المعارك الدائرة حاليًا فى أوكرانيا، موضحًا أنه من المؤكد أن نتيجة تلك الحرب سوف تحدد ليس فقط مصير أوكرانيا فى المستقبل ولكن أيضًا سوف تحدد ميزان القوى فى أوروبا على مدار العقود القادمة.