مع كل سنة يهل فيها شهر رمضان الكريم تشتاق أرواحنا لأشياء كتيرة جوانا مرتبطة برمضان ولها مكانة كبيرة جوانا و«رمضان ما يبقاش رمضان من غير «منتهى الصراحة» للإذاعى الكبير الموهوب الراحل وجدى الحكيم.
ارتبط الناس فى شهر رمضان الكريم ببرنامجه وفى تمام الساعة ٢:٠٠ صباحًا كانوا ينتظرونه، وله مستمعوه، على شبكة صوت العرب فبرنامجه تحول إلى منصة لتجمع كل نجوم الغناء والسينما والأدب، وابتعد فيه عن الحوارات التقليدية، فكان أول تطبيق عملى لفكرة المناظرة ويجمع المتخاصمين من النجوم ويعرض آراءهم بكل حيادية، وأدب والحكم للمستمع فى النهاية.
وجدى الحكيم لم يكن مجرد إعلامى بل كان موسوعة فكرية وفنية نادرة التكرار من مواليد ٢٣ يونيو ١٩٣٤ فى مدينة ملوى فى محافظة المنيا ويعد أحد المهتمين بالموسيقى والغناء وأحد رعاتهما فى مصر، حيث اكتشف الفنانة شيرين وجدى وقدمها للإذاعة وأعطاها اسمه، ليصبح معترفًا بها رسميًا فى كل وسائل الإعلام المصرية وقد منحه محمد عبدالوهاب اسمه الشهير وجدى الحكيم، وقد أعاد للحياة حفلات أضواء المدينة من جديد بعد فترة توقف دامت لأكثر من خمسة وعشرين عامًا.
من أهم برامجه الإذاعية «منتهى الصراحة» و«ليالى الشرق وعجايب» ومن أهم المسلسلات الإذاعية التى أخرجها: «شنطة حمزة وخطير جدًا وتعبان جدًا وحب تحت الحراسة وشيء من الحب»، بالإضافة لهذا اقتبس من المخرج العالمى «أورسن ويلز» فكرة فيلمه عن نهاية العالم وقدم برنامجا فى صوت العرب اسمه «أبولمعة فى يوم القيامة»، ولكن الحكيم بدأ البرنامج بشكل جاد جدًا، وفاجأ المستمعين بخبر أن القيامة ستقوم خلال ساعات وأثار ذلك حالة من الانزعاج لدى الجمهور وقتها وصدقوا الخبر واعتقدوا أنه حقيقى فى نشرة الأخبار، واكتشفوا بعد ذلك أن الموضوع «فبركة» وتمثيلية فكاهية لأبولمعة الأصلى الفنان محمد أحمد المصرى، ولم يكشف الحكيم الستار عن المفاجأة سوى قرب نهاية الحلقة، ولكن بعدما انزعج المستمعون وقدموا شكاوى ضده للمسئولين.
تجدر الإشارة إلى أنه من أبرز ضيوف وجدى الحكيم عمالقة الزمن الجميل، منهم فريد شوقى وتوفيق الدقن وشادية وأنيس منصور ويوسف وهبى وعبدالحليم حافظ وشريفة فاضل ومن الدول العربية الأخوان رحبانى وفيروز.
يذكر أن بداية عمل الحكيم كانت فى إذاعة صوت العرب التى ظل بها وتدرج فى وظائفها إلى أن شغل منصب رئيس تخطيط الإنتاج المركزى، وتوفى فى ١٦ يونيو ٢٠١٤.