رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، 19 رمضان، من سنة 1439 هجرية (2018 ميلادية) أيقونة الإذاعة المصرية.. الإذاعي الكبير «أحمد سعيد».
وُلد أحمد سعيد في أغسطس 1925. حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة سنة 1946، ليبدأ حياته العملية في بلاط صاحبة الجلالة، محررًا صحفيًا في مجلات آخر ساعة وروز اليوسف والكواكب.
أما علاقته بالإذاعة، فبدأت مُنذ مطلع الخمسينيات، حين التحق سكرتيرًا فنيًا لمدير الإذاعة المصرية، ثم مذيعًا لأول برنامج سياسي «تسقط معاهدة 1936»، ومذيعًا رئيسيًا لبرنامج «صوت العرب» عبر إذاعة صوت القاهرة. وعُرف في برامجه بأسلوبه الفريد في الأداء أمام الميكروفون، بشكل جعل منه نجمًا جماهيريًا في مصر والوطن العربي.
في سنة 1953، عُيّن أحمد سعيد مديرًا لإذاعة صوت العرب عند تأسيسها، واستمر في هذا المنصب لمدة 14 سنة حتى تقدم باستقالته في سبتمبر 1967 عقب نكسة يونيو. ومن أشهر برامجه في إذاعة صوت العرب «أكاذيب تكشف حقائق» و«هذا عدوك»، وهي البرامج التي اشتهر فيها باستخدام الفكاهة والسخرية في التعبير السياسي.
ويعتبر مشواره الإذاعي مليئا بالأحداث البارزة، فهو صاحب أول برنامج إذاعي تحتج عليه الحكومة البريطانية رسميًا، وهو برنامج تسقط معاهدة 1936، كما أنه شارك في عمليات الفدائيين ضد القوات البريطانية في «بور سعيد والإسماعيلية والسويس والتل الكبير» وسجل هذه العمليات الحربية وأذاعها في الراديو وكان لها أثر جماهيري كبير. وفي المقابل، ارتبط اسمه بإذاعة بيانات انتصارات الجيش المصري في يونيو 1967 التي ثبت لاحقًا كذبها.
يُحسب لـ«أحمد سعيد» أنه أول من فكر في تقديم المسلسلات الوطنية بالإذاعة مثل «في بيتنا رجل» ليكون أول مسلسل وطني تقدمه إذاعة عربية، بالإضافة لإدخاله الكثير من التجديدات على أساليب الكتابة الإذاعية، والخرائط البرامجية، وأساليب العمل الإذاعي. كما أنه دعا عددًا كبيرًا من الفنانين العرب إلى زيارة مصر لأول مرة وعلى رأسهم «فيروز والأخوان رحباني» لتسجيل ألحان عن فلسطين.
وبجانب عمله الإذاعي، ألف كتابًا بعنوان «القومية العربية» سنة 1959، ومسرحية بعنوان «الشبعانين» سنة 1966، واختاره مجلس الأمة المصرية سنة 1965 عضوًا في الوفد الذي يمثله في احتفالات بريطانيا بمناسبة ذكرى بدء الحياة الديمقراطية هناك.
وفي سنة 2015، احتفلت الإذاعة والتليفزيون بعيد ميلاده تكريمًا له، كما حصل على جائزة التميز الإعلامي من جامعة الدول العربية في يوم الإعلام العربي سنة 2017، قبل أن يرحل الإذاعي الكبير «أحمد سعيد» عن عالمنا في مثل هذا اليوم، 19 رمضان، سنة 1439 (4 يونيو 2018).