شَهِدنا هذا العام، عرض مُسلسلين في غاية الأهمية، لم يكن أحد يتوقع تلك الأحداث التي شاهدناها بأعيننا، فالوضع كان هذه المرة جد خطير، ومصر حماها الله، فبعد أحداث مسلسل «الاختيار٣» الذي يُعرَض حاليًّا كشف عن ألاعيب كثيرة من الإخوان تجاه الدولة، وأزاح اللثام عن الكثير من المتعاونين معهم من خلال فيديوهات حقيقية، مثل عمر عفيفي الذي كان دائم توصيل المعلومات للأمريكان، وأيمن نور الذي كان يتحايل على الرئيس المعزول محمد مرسي لإسقاط حُكم قضائي عليه، وتعاون إبراهيم المعلم معهم، وجاء نص التسريب الذي جمع القيادي بالإخوان حينها المعزول محمد مرسي بحضور مرشد الجماعة الإرهابية محمد بديع، وهو يتحدث عن أيمن نور رئيس حزب الغد حينها.
في التسريب يقول مرسي: "شوف أيمن نور ده بيتحايل عليا إن أنا أقول لإخواننا يعفو عنه وبتاع ومش عارف.. الحكم بتاعه.. يجتمع في بيته تلات أربع خمس مرات يجيب 50 60 70 واحد.. ويقعد يرتب معاهم ليوم 25.. حاجة مش ممكن بني آدم عجيب الشكل".
ويضيف: "مبيتعظش أبدا حصل إيه يوم 25؟ مشهد في العالم كله بيقولوا أحسن من يوم 25 الأولاني".
مرشد الإرهابية: "مجهزين نفسهم.. لما شوية عيال يعملوا حاجة صغيرة كده يروح مكبرها".
مرسي: "عمر عفيفي اتصل من أمريكا وقال خطة الهجوم على الميدان.. إيه الكلام ده.. هو بيستعبط.. والتاني والتالت 4،5،6،7، معروفين".
وفي التسريب يقول مرسي: «أنا مش فاهم إبراهيم المعلم بيعمل إيه.. أنا إبراهيم المعلم ده محيرني بصراحة.. يقعد يتصل بيا ويقولي أنتوا بابا وأنتوا ماما وأنتوا أنور وجدي.. وبعدين تبص تلاقي النهاردة الكاريكاتير في غاية السوء، مهيج».
مَن كان يُصدِّق الكثير يعلم صدق الجيش المصري مع هذا الشعب الأبيِّ الذي يمر بلحظات حرِجة، ولكنه دائم التَّخطي لكل الصِّعاب، فانظر ما كانت تقوم به الأجهزة الأمنية في هذه الفترة العصيبة آنذاك؛ لم يتركوا رجال الأمن الوطني الذين كانوا يعلمون عنهم تاريخهم الأسود وملفات الجماعة الإرهابية التى تكشفت للعالم من خلال فكرة المسلسل، ومع ذلك كان هناك إصرار من رجال الأمن الوطني المخلصين لبلدهم المؤمنين بقضيتهم أن يكملوا مشوارهم رغم ما يتعرضون له من مضايقات، أما في جهاز المخابرات العامة والمخابرات الحربية فلم يتركا صغيرة أو كبيرة تخص هؤلاء الإرهابيين الذين لا يعلمون عن الدين الإسلامي الحنيف أي شيء، ولم يرحموا من قال لا إله إلا الله، إنهم ليسوا سوى مرتزقة ومأجورين.
قامت الأجهزة بمحاصرتهم على جميع الأصعدة، وصفوا منهم الكثير، وقبضوا على آخرين؛ ليعلموا مَن وراءهم، لقد كانت حقًّا ملحمة كبيرة، خاضتها جميع الأجهزة الأمنية في مصر؛ لحماية بلدهم مصر، وحماية الشعب من الانجراف وراء خونة.
أما مسلسل العائدون فهو يروي أيضًا حقائق عن داعش، الذي هدَّد العالم، ومن يديره، وكيفية إدارته، وكيفية تجنيد الناس به، وقد نجحت المخابرات المصرية في اختراقه، بحسب ماعرض فى المسلسل، وزرع أفراد تابعة لها داخل هذا الكيان المشبوه المأجور الذي لا يعرف سوى الدم والقتل؛ فالإسلام بريء من أمثال هؤلاء ومَن عاونهم ومَن على شاكلتهم؛ فالدين الإسلامى دين السماحة، دين العفو والصفح.
في النهاية لا بُدَّ أن يَعلم القاصي والدانى أنَّ مصر بها رجال مِن خيرة رجال العالم، وبها أجهزة تستطيع إيقاف كل مَن يحاول أو تُسوِّل له نفسه أن يقف أمام إرادة شعبها أو يحاول المساس بأمنها، فرجال الأجهزة الأمنية المصرية سواء المخابرات الحربية أوالعامة أو الأمن الوطنى لهم بطولات خلال فترة الأزمة منذ ٢٠١١ حتى عام ٢٠١٣ وما بعدها لا تكفيها كتب ومكتبات ومجلدات وقدموا من الجهد والشهداء والأبطال والتضحيات ما لم ولن يستوعبه أحد وكل ما كانوا يسعوا اليه فقط هو إنقاذ مصر ومهما كتبنا وشرحنا وجسدنا من أعمال درامية لن توفى حق الأبطال.
فالكتير لايعرف معنى القسم والولاء والانتماء فهؤلاء الأبطال تعيش به وتموت من أجله فالجميع يعلم مَن هى مصر، ومَن هم أولادها؟ وماذا يقدرون على فعله؟