مصر القديمة أعظم أمة وجدت على الأرض وهي البلد الوحيد في التاريخ الذي ساد فيه العدل ولم يفرق بين شخص وآخر إلا بعمله، فكان لا فرق بين صحيح ومعاق إلا بعمله وعلمه وهذه الحكمة مصرية صارت بعد ذلك لسنوات طويلة وتحققت مع “القزم سنب” قاضي القضاة وكبير الكهنة وهو الرجل النبيل في عهد خوفو بالأسرة الرابعة، وزوجته الأميرة "سنيتيتس" التي كانت تحمل ألقاب كاهنة حتحور ونيت، من مقبرته في سقارة واولاده.
وقصة سنب تعد أول تسجيل في التاريخ لشخص معاق يصل إلى مركز مهم في الدولة فلم ير المصريون أن المعاق منبوذا من المجتمع أبدا فمصر هي مجتمع التكافل والرحمة والعدل للمعاق وله الحق في كل ما للشخص السليم كالتعليم، الوظيفة، الزواج، والحياة الكريمة، وهذه هي مصر القديمة العظيمة.
ويوجد تمثال لـ “سنب” متربع قدماه القصيرتان وجنبه سنيتيتس زوجته وهى ليست من الأقزام وتلف يدها حوله وكأنها تحتويه وتفخر لكونه زوجها رغم قصر طوله فى صورة غاية الجمال والتعبير، و"سنب" بشعره الأسود يرتدى النقبة البيضاء وزوجته ترتدى جلباب او عبائة طويلة ويظهر منها لونها الفاتح على عكس لون سنب القاتم دليل على خروجه للعمل مما يكسب جلده اللون الداكن، وفى تصوير غاية فى الإبداع نجد النحات المصرى ينحت تمثال لإبن وإبنة سنب وهم طفلين تحت المسطبة او المحفة التى يجلس عليها سنب وهو مايوحى لمن يرى التمثال من بعيد بأنهم هم أرجل سنب وهو المطلوب من التمثال.