صخرة بلاي أو مغارة دونغا الموجودة في شمال الأندلس بمنطقة أستورياس، هي المنطقة الوحيدة التي لم يفتحها المسلمون في الأندلس، بعد أن أمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك موسى بن نصير وطارق بن زياد بالتوقف عن التقدم في الفتوحات والعودة إلى دمشق عاصمة الخلافة، ومن هنا نشأت النواة الأولى لممالك النصارى التي ستأتي على أخضر الأندلس ويابسه، فحول هذه المنطقة دارت العديد من الأساطير و الروايات.
فالرواية الرسمية الغربية تؤكد أن في هذه المنطقة دارت حرب شرسة في سنة 722م بين المسلمين وسكان هذه المنطقة بقيادة الملك بيلايو وقد تمكن النصارى من الإنتصار على الجيش الإسلامي بقيادة عقبة بن الحجاج السلولي وبذلك كان أول انتصار للنصارى على المسلمين وكانت بمثابة أولى الخطوات نحو ما يعرف بحروب الاسترداد، وهناك من الروايات من ربطت هذا الحدث بسلسلة الثورات التي كان سكان أستورياس يقومون بها ضد الحكم القوطي من قبل.
لكن في المقابل ذهب أستاذ تاريخ العصور الوسطى في جامعة سرقسطة خوسي لويس كورال إلى أن هذه المعركة لا أساس لها من الصحة ولم تقع بتاتا وأن هذه القصة اختلقها الملك الفونسو الثالث بعد مرور حوالي 150 سنة عن هذه المعركة المزعومة لمواجهة الثورات الداخلية التي اشتعل سعيرها في بلاده فحاول بهذه القصة ان يوحد الشعب من حوله ويذكرهم بانتصارات الأجداد على المسلمين من أجل تحفيزهم على الوحدة ومواجهة العدو، كما أكد خوسي لويس كورال أنه لم توجد أي وثائق تعود إلى القرن الثامن تتحدث عن هذه المعركة سواء عند المؤرخين المسلمين أو المسيحيين.