الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

مشرف التوعية الأسرية والمجتمعية بالأزهر: تعدد الزوجات مقيد عكس ما يعتقد الناس..على الزوج أن يساعد زوجته فى بيتها كما كان يفعل النبى ..شهادات الاستثمار والتمويلات البنكية جائزة

محرر البوابة يحاور
محرر البوابة يحاور الشيخ عبدالله سلامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

علماء ربانيون.. خصهم الله بفهم واسع لكتابه وفقهه، ينتقلون من القرآن والسنة إلى الواقع .. فيصدرون لنا حقيقة الدين الإسلامي الوسطي السمح، منهم الشيخ عبدالله سلامة، مشرف عام برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الذي حاورته «البوابة نيوز»، خلال شهر رمضان المبارك، لم يخل حواره من فتاوى مهمة تخص المرأة وتخص التعاملات في البيوت المصرية، وقال إن ثواب المرأة المسلمة في رمضان عظيم، إذ توفق بين واجبين هامين، واجب العبادة وواجب أعباء الأسرة.

وحث الشيخ عبدالله سلامة، المرأة على إطعام الطعام في رمضان، والتوسط في العبادة حتى لا تصاب بالفتور، وألا تضيع أغلب وقتها في المطبخ، فالشهر الكريم شهر عبادة وليس شهر طعمة، لافتًا إلى أن فهم الكثير من المسلمين للتعدد فهم خاطئ لأنه حق مقيد، لما يفعله المسلمون من ظلم للمرأة والأبناء في كثير من الأحيان، فالتعدد مقيد على عكس ما يعتقد كثير من الناس قيده الناس بقوله تعالى: "وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"

وطالب المجتمع بالوقوف إلى جوار ضحايا الابتزاز الإلكتروني والتزيف العميق عبر الإنترنت، رافضًا فكرة انتحار المبتزة التي تتعرض لضغوط من مبتزيها ومن المجتمع لأن الروح ملك لله سبحانه وتعالى، وشدد على أن عمل المرأة لا تمنعه الشريعة الإسلامية والأصل فيه إنه مباح. 

نص الحوار: 

*كيف للمرأة أن توفق بين الواجبين واجب العبادة لله في الشهر الكريم وواجب القيام بأعباء الأسرة؟

بداية.. يجب على كل أم وزوجة أن تجدد نيتها، وأن تحتسب الأجر من الله عز وجل بكل ما تصنعه وتقوم به من شئون بيتها ورعايتها لأسرتها وأهل بيتها، قال صلى الله عليه وسلم من فطّر صائمًا كان له مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجره شيئًا". وننصحها كذلك بكثرة الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء، وكذلك الاستماع إلى القرآن أو المحاضرات من خلال الأجهزة الحديثة وليكن يقينها أنه لا يتعارض وقوفها فى تأديتها لأمور بيتها مع تأدية عبادتها وتقوية علاقتها بربها.. وليكن لسانها رطباً بذكر الله عز وجل قال تعالى "أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".

 * ما وصيتك للنساء خاصة الشابات حيث ارتباطهن بالتلفاز في هذا الشهر الكريم؟

لابد وأن نعلم أن انشغال النفس بغير المقصود هو إعراض عن المقصود، بمعنى أن مشاهدة التليفزيون بقدر كبير بحيث يترتب عليها ألا يقرأ المسلم القرآن، يكون بذلك قد انشغل عن المقصود، أو أن ينام في اليوم عشرين ساعة، فهو يصحو ليأكل وينام، فكل هذه الأمور مباحات، لكن رغم ذلك الأهم أن يقرأ قرآنا ويذكر الله سبحانه وتعالى ويعين المحتاج، ويؤدي واجبه وعباداته أيضًا، "فالحسنة مضاعفة في رمضان ليست في الأمور المباحة ولكن في الأمور التي بها طاعة، فمن انشغل بشيء عنها فكأنما أعرض عنها"، أي أنه فوت على نفسه الثواب الكبير. فيجب الالتزام بالواجبات كالفرائض الخمسة وصلة الرحم والحج وما شابه ذلك.

 *عند حلول وقت رخصة المرأة الشرعية قد تفتر بعض النساء عن العبادات، ما السبيل لتفادي آفة الفتور وجبر سقوط عبادة الصلاة والصيام عنها؟

عندما ينتابك الفتور والتكاسل عن العبادات والطاعات هنا نصحنا علماؤنا بضرورة أداء العبادة أو الطاعة بدون مبالغة حتى لا تمل أو تكل من كثرتها، فلنلتزم بعدم إجهاد النفس أو تحميلها فوق طاقتها وهذا من السنة النبوية، وكذلك الاجتهاد في المواظبة على الاستغفار والصلاة على النبي والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، مع الإكثار من السجود والدعاء بقول " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "، اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك.

 

 *ما أثر هذا الشهر على علاقة المؤمنة بعائلتها الصغيرة والكبيرة وجيرانها وكل من تتعامل معه؟ وكيف السبيل لتجديد وتنمية هذه العلاقة؟

يكفي أن يعلم المسلم أثر الصيام في تزكية النفس وتطهيرها، وكونه سبيلا لتأهيل المسلم لطاعة الله، وآثار الصيام في حياة المسلم كثيرة جدا، مثل الصبر، وتذكر أحوال الفقراء والمحتاجين، فعندما يمس الجوع والعطش الصائم، يدفعه ذلك إلى مساعدة أولئك المحتاجين....لكن تلك الآثار مهما كثرت وتعددت ترجع إلى أصل واحد من آثار الصيام، وهو تقوى الله التي يثمرها الصيام في نفس الصائم، فإذا تحقق له هذا الأصل، تحققت له جميع الآثار المتفرعة عنه.

 *الصدقة قربة حث عليها شرعنا الحنيف، وقد خص قدوتنا الكريم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، المرأة بالحث على هذا الفضل، فكيف تستثمر المؤمنة هذا الشهر للتمكين لهذه الخصلة في سلوكها اليومي؟

لا بد وأن تعلم المرأة أن أفضل الصدقات هي الصدقة في رمضان، تننفقها ونبذلها تأسياً بسيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. فكما قال ابن عباس رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان.".

ومن المعلوم أن الإسلام خصّ الصدقة بعناية خاصة، حيث توسع في مفهومها ليشمل العتق من النار، ومصدر الرزق، وسبيلاً لولوج الجنة، ووسيلة لإطفاء غضب الله، كما أنها سبب سعة الصدر والراحة النفسية بما تدخله على قلوبنا من سعادة من خلال شعورنا بالتخفيف من أوجاع الآخرين ومشاركتهم في رزق الله.

 *كيف تتعامل المرأة مع فضيلة إطعام الطعام في هذا الشهر العظيم؟

إطعام الطعام من صفات الأبرار حيث يقول الله سبحانه وتعالى: «إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا؛ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا؛ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا؛ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا".

وفى السنة أيضا أن إطعام الطعام من أسباب دخول الجنة: عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ وكذلك أنه من أسباب النجاة من النار: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة».

فمن الشقاء والحرمان أن يتعب المرء ويكدح في جمع المال، ثم لا يستفيد منه لآخرته، بل يتركه بعد ذلك لورثته لهم غُنمه وعليه غُرمه وحسابه. وإن العاقل ليدرك أن من خير وجوه الاستثمار لما أنعم الله به من الخير أن يغتنم ماله أن يغتنم ما جمع من مال في دنياه أن يغتنم في عمارة آخرته والتزود لرحلته للدار الآخرة. فليأتين يوم يفرح فيه المنفق بإنفاقه، والمطعم بإطعامه، ويندم الشحيح على شحّه، والبخيل على بخله، ولكن لا ينفع الندم فقد فات وقت العمل ولم يبقَ إلا الحساب.

 

*اعتادت بعض النساء على الاجتماع مع بعضهن، كيف تجعل المرأة هذه المجالس واللقاءات قربة لله؟

ينبغي أن تكون العبادة في هذا الشهر وشكر النعمة فيه أعلى بكثير من الأشهر الماضية، فإن من العبودية في هذا الشهر أن تعلم المرأة أنها تأتمر بأوامر الله ورسوله في الصوم والإفطار، فإذا قال الله لها صومي فتصوم، وإذا قال الله لها أفطري فتفطر، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، فمن أوجه عبادة المرأة المسلمة في رمضان: ما يحدث من صلاة التراويح والقيام التي تحضر المرأة فيها إلى المسجد للصلاة، وعليها أن تكثر أيضا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل العبادات وأجل القربات، فقد أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين، فقال تعالى:إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. إن إطعام الطعام من شعائر الإسلام، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام.

وعليه نقول: إطعام الطعام شيء طيب، ولكننا في نفس الوقت نقول أولاً: لا يصلح أن تمكث المرأة في المطبخ طيلة الوقت لكي تعد أنواع الطعام والشراب في رمضان، وكأن رمضان هو شهر لاستعراض المهارات المتعلقة بالطبخ.

*للمسجد مكانة خاصة في قلوب المؤمنات فهل تحبذ للأم صاحبة الأطفال الصغار أن تصطحب أطفالها معها للمسجد؟

الإسلام اعتنى بالأطفال، وآمر الآباء والأولياء بأن يأمروا أبناءهم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين يندب كذلك تدريبهم على الأعمال الجماعية لتقوية روح الاجتماع فى نفوسهم، ومن ذلك شهودهم لصلاة الجمع والجماعات فى المساجد، وتحدث الفقهاء عن ترتيب صفوف الجماعة فقالوا: يكون الرجال فى الصفوف الأولى ثم يليهم الصبيان ثم يليهم النساء. ولقد كان الأطفال يحضرون إلى المسجد في عهد الرسول، وكان عليه الصلاة والسلام يخفف الصلاة ويقصرها عندما يسمع بكاء طفل في المسجد، بل إنه - عليه الصلاة والسلام – قطع خطبته وحمل الحسن والحسين، لما دخلا المسجد فرآهما يعثران في ملابسهما فحملهما.

 

 * كيف تحافظ المرأة على ما تزودت به من أعمال قلبية وجوارحية في هذا الشهر الفضيل مكسبا دائما لا تفرط فيه؟

ينبغي على المرأة أن تستثمر أوقات هذا الشهر العظيم فيما يجلب لها الفوز والسعادة يوم القيامة، وأن تغتنم أيامه ولياليه فيما يقربها من الجنة ويباعدها عن النار، وذلك بطاعة الله تعالى والبعد عن معاصيه وعليها الاستمرار والمداومة على الطاعة والمواظبة عليها. " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل " خصائص عباد الله المؤمنين " {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } فالمحافظة على الطاعات من صفات عباد الله المؤمنين إحداهن تقول: كفاية صمنا رمضان كمان نصوم الست, لا تغتري بالعمل مهما فعلنا فالله عز وجل يستحق منا أكثر من ذلك اتصالك بالله عز وجل زيادة في التقوى والإيمان وقلبك مطمئن ومرتاح بالطاعة وهذا يؤدي إلى قوة الإيمان الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

*ما حكم ضرب المرأة في الإسلام؟ 

الرفق هو مجمع المحامد، وخلق العقلاء الراشدين، قال سيدنا رسول الله: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» [أخرجه مسلم]، وهو من صفات الله عز وجل؛ فقد قال: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ». [أخرجه البخاري]، لذا أمر الإسلام به، وقرر أن أكثر البيوت بركة هي المتحلية بالرفق في المعاملة؛  فقال سيدنا رسول الله : «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ كما حرم الاسلام  كل سلوك عدواني يضاد الرفق أو يؤذي العلاقات والمشاعر؛ سيما بين الأزواج، وضد النساء؛ فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثم جعل  معيار القوة والحزم الحقيقي هو الرفق؛ نافيًا أن يكون ردّ الإساءة بالإساءة قوة أو شجاعة؛ فقال: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ»

 *متى يحق للرجل الزواج من أخرى.. أهو حق دون شرط أم أن التعدد له شروط وأسباب؟

 تعدد الزوجات في الدين الإسلامي يحمل "ظلما للمرأة وللأبناء في كثير من الأحيان، وهو من الأمور التي شهدت تشويها للفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية"، و"من يقولون إن الأصل في الزواج هو التعدد مخطئون، فالأصل في القرآن هو قوله تعالى: {فإن خِفتُم ألا تعدلوا فواحدة".

لذا علينا أن نقرأ الآية التي وردت فيها مسألة تعدد الزوجات بشكل كامل، فالبعض يقرأ مثنى وثلاث ورباع، وهذا جزء من الآية وليس الآية كاملة، فهناك ما قبلها وما بعدها". فالتعدد حق مقيد، ويمكن أن نقول إنه رخصة، والرخصة لا بد لها من سبب... التعدد مشروط بالعدل وإذا لم يوجد العدل فالتعدد محرم بل إن الظلم أو الضرر يحرم التعدد".

 

 *لغط حول عمل المرأة وراتبها من حقها أو ينفق في بيتها والبعض غالى في الأمر قال أن من حق الزوجة خادمة.. فما رأيك؟

عمل المرأة لا تمنعه الشريعة الإسلامية، والأصل فيه أنه مباح ما دام موضوعه مباحًا، ومتناسبًا مع طبيعة المرأة، وليس له تأثير سلبي على حياتها العائلية، وذلك مع تحقق التزامها الديني والأخلاقي وأمنها على نفسها وعرضها ودينها حال قيامها به؛ فالعمل حق من حقوق الأفراد، ولكل واحد الحق في ممارسة ما شاء من أنواع الأعمال المشروعة ليُحَصِّل نفقتَه وينفع مجتمعه ويمكنه العيش بكرامة.

 * الحماة حماة ولو كانت ملاك.. كيف يوازن الزوج بين أمه وزوجته دون عقوق ودون انتقاص للزوجة لو كان بينهما خلاف؟

على الزوج أن يفرق بين حبه لزوجته وبين بر والدته ولا يتسنى له ذلك إلا بلين الكلام والمعاملة الطيبة.

* لدينا سؤال من أحد الأشخاص شقيقه مات وأمه تحرمه إذا لم يتزوج أرملة شقيقه فماذا يفعل؟ 

ننصحه بأن يطيع أمه قدر المستطاع، ولكن عند الاختيار في الزواج يكون له الاختيار فقط دون التدخل من أهله ولا يعتبر اختياره من العقوق الذي حرمه ربنا سبحانه وتعالى ، وعليه أن يوازن بين المصالح والمفاسد في أمره هذا.

 * وآخر أمه تود أن يتزوج بكر وهو يحب مطلقة.. فكيف لا يكون عاق ويصاحب أمه في الدنيا معروفا؟

ننصحه بأن يطيع أمه قدر المستطاع، ولكن عند الاختيار في الزواج يكون له الاختيار فقط دون التدخل من أهله ولا يعتبر اختياره من العقوق الذي حرمه ربنا سبحانه وتعالى، وعليه أن يوازن بين المصالح والمفاسد في أمره هذا.

 * ورد إلينا أحد الأسئلة.. هل يجوز أخذ عقاقير منع الحمل لتأخير الدورة الشهرية؟، وما حكم استخدام المراهم ومستلزمات التجميل للنساء في رمضان؟

أخذ  الحبوب من قبل المرأة لمنع الحيض حتى تتعبد مع أهل بيتها في شهر رمضان يجوز، بشرط  ألا يقع عليه ضرر بناء على نصيحة الطبيب الثقة. عن مشاورة للطبيب، وموافقة من زوجها، حتى لا تضر نفسها، وحتى لا تعصي زوجها. واستخدام المراهم ومستلزمات التجميل أمر لاحرج فيه بشروط أن يكون هذا التزين لزوجها وداخل بيتها فقط.

 

 * ما حكم الطلاق في شهر رمضان .. هل هو مكروه أم يعامل معاملة كل الشهور؟

الطلاق في رمضان كالطلاق في غيره من ناحية الوقوع وعدمه، ويجب على الزوج أن يتحلى بالصبر وكذا الزوجة كما قال صلى الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى".

 

*يكثر الشجار بين الأزواج خلال ساعات الصيام.. كيف يتجنب الأزواج حدوث أي أزمات خلال فترة الصيام؟

على الزوج أن يتحلى بمكارم الأخلاق لا سيما اذا كان في بيته ومع أهله كما قال صلى الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى"، كما أن الصيام جنه أى حفظ من كل  ما يعكر صفو الحياة الأسري وعلى الزوج أن يساعد زوجته في بيتها كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

 * ما الحالات التي تستوجب إفطارا ولا يكون هناك فدية؟

 من يرخص لهم فى الفطر ويجب عليهم القضاء كل من أفطر لعذر يزول كالمسافر والمريض مرضًا يُرجى زواله والحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو على ولديهما فإن كلًا من هؤلاء يتحتم عليه القضاء بأن يصوم من أيام أخر بعدد الأيام التي أفطرها. 

 *  هناك التباس وتداخل وعدم فهم لقضية فوائد البنوك والقروض.. ما تعليقك؟ 

شهادات الاستثمار والتمويلات البنكية من الأمور المستحدثة وما عليه الفتوى أنها جائزة.

 * ماذا تقول للفتيات اللاتي حاولن الانتحار بسبب الابتزاز الإلكتروني؟

يجب على المجتمع والأسرة آباءً وأمّهات وإخوة الوقوف إلى جانب ضحايا الابتزاز الإلكتروني ومن يتعرض لخسة المُجرمين ممن يقومون بتزييف وفبركة الصور ومقاطع الفيديو، كما أدعو إلى عدم تضييع حقوق الضحايا وذويهم بتوجيه اللوم والتّسرع في إصدار الأحكام على الأبرياء، وأطالب الفتيات اللائي يتعرضن للابتزاز بسرعة توجّههنّ لرب الأسرة أو من يقوم مقامه وإعلامه بما يمارس ضدّهنّ؛ لينال المُجرم جزاءه، ويتخلص المُجتمع من شر هذه الشرذمة الفاسدة.

ومن المحرَّم شرعًا والمجرَّم قانونًا استخدام البرامج والتقنيات الحديثة؛ سيّما تقنية «التزييف العميق  Deep Fake»، في فبركة مقاطع مَرْئية أو مسموعة أو صور لأشخاص، بغرض ابتزازهم ماديًّا أو الطعن بها في أعراضهم وشرفهم، أو دفعهم لارتكاب أفعال محرمة؛ لأن هذه الأفعال من الإيذاء والبهتان الذي ذم الله صاحبه؛ فقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا.

طلب الراحة في الانتحار وهمٌ؛ لكونه كبيرة من كبائر الذنوب، ولا راحة في الموت لصاحب كبيرة، وليس بعد الموت توبة أو مُستعتَب؛ مُشددًا على أن التّخلّص من الحياة بإزهاق الرّوح، التي هي ملكٌ لله سبحانه معصية لا مبرّر لها على الإطلاق، وليست حلًّا ولا مهربًا؛ بل هي اعتداءٌ على خلق الله، واستعجال ما قَدّر؛ قال سبحانه: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا * إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمً.