بمناسبة الاحتفال بيوم التراث العالمي، والذي يوافق 18 أبريل من كل عام، وتزامنا مع ذكرى مرور عام على افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط و نقل المومياوات الملكية في موكب مهيب من المتحف المصري بالتحرير، نظمت وزارة السياحة والآثار مساء الاثنين فعالية على السحور بالساحة الخارجية للمتحف القومي للحضارة المصرية.
شارك في الاحتفال ١٠ وزراء هم الدكتور محمد معيط وزير المالية والدكتور السيد القصيبي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والطيار محمد منار وزير الطيران المدني، والأستاذ هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، والدكتورة غادة والي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة ومدير مقر المنظمة الدولية في فيينا، والدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق والدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار الأسبق والدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق والدكتور خالد فهمي وزير البيئة السابق والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة الأسبق، والدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم ووزير التنمية المحلية الأسبق، بالإضافة إلى ما يقرب من ٥٣ سفيرا وزوجاتهم من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة وعددا من رؤساء الهيئات الحكومية والقومية والمسئولين والسادة رؤساء الهيئات الأجنبية والسادة رؤساء لجان مجلس النواب ومجلس الشيوخ، والسادة الكتاب، ورؤساء تحرير الصحف المصرية والاتحاد المصري للغرف السياحية وأعضاء الغرف السياحية والشخصيات العامة وقيادات من وزارة السياحة والآثار.
كما شهدت فعاليات الإثنين، افتتاح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، لقاعة النسيج المصري بالمتحف القومي للحضارة المصرية، وذلك بعد الانتهاء من أعمال تجهيزها استعدادا لاستقبال الجمهور، لتعيد عرض مجموعة فريدة من المقتنيات الأثرية التي كانت موجودة بمتحف النسيج بشارع المعز، وإثراء سيناريو العرض بها بإضافة عدد من القطع الأثرية التي تم نقلها من عدد من المتاحف المصرية والمخازن لتحكي تاريخ النسيج المصري على مر العصور المختلفة.
وأكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه بافتتاح قاعة النسيج المصري اليوم، تكون هذه هي المحطة الجديدة لأحد أبرز المتاحف المتخصصة في مصر عن النسيج المصري، والذي تم نقل مقتنياته من مكان عرضها بمبنى سبيل محمد علي بشارع المعز بالقاهرة التاريخية، وذلك بعد اتخاذ قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية بغلق مبنى متحف النسيج ونقل مقتنياته إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، بسبب سوء الحالة الإنشائية للمبنى والبدء في أعمال ترميمه وإعادة تأهيله. وقد تمت عملية نقل جميع مقتنيات تحت إشراف أثري وفني من الوزارة، مع اتخاذ كافة التدابير اللازمة واستخدام الأساليب العلمية المتبعة في أعمال التغليف و النقل. كما تم نقل أكثر من 250 قطعة أثرية من متاحف كل من المتحف المصري بالتحرير ومتحف ألفن الإسلامي بباب الخلق وقصر محمد علي بالمنيل والمتحف الزراعي بالدقي ومخازن المتحف القومي للحضارة المصرية، لإثراء العرض المتحفي.
ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، أن قاعة النسيج المصري هي قاعة العرض المؤقت و التي كانت معرضا للحرف و الصناعات المصرية عبر العصور، وذلك من خلال عرض عدد من القطع الأثرية التي تحكي تطور الحرف المصرية على مر العصور التاريخية وحتى الآن.
وأضاف أنه في إطار استراتيجية وزارة السياحة للتنمية المستدامة 2030 للترويج للمقصد السياحي المصري وتشجيع المزيد من الزائرين من السائحين والمصريين على زيارة المتحف والتعرف على قاعته ومقتنياته الأثرية الفريدة، ستكون زيارة قاعة النسيج المصري بنفس سعر تذكرة زيارة المتحف.
وأشار الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية إلى أن قاعة النسيج المصري تعد واحد من القاعات الرئيسية بالمتحف حيث تبلغ مساحتها 1000م2، كما أنها تتفرد لعرض مجموعات فريدة من النسيج المصري، باستخدام أحدث أساليب تقنيات العرض الحديثة، وفتارين العرض المجهزة، و منظومة إضاءة ملائمة لطبيعة الأثر، كما تم الاستعانة بالتكنولوجيا المستحدثة داخل قاعة العرض من خلال وسائط الجرافيكي التي تهدف الى توضيح مقتنيات العرض المتحفي والبطاقات التعريفية لدى الزائر، بالإضافة إلى وجود شاشات لعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تحكي تاريخ النسيج المصري.
وقال الأستاذ مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، أن قاعة النسيج المصري تضم ما يقرب من 650 قطعة أثرية، منها 250 قطعة تم نقلها من المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن الإسلامي بباب الخلق وقصر محمد علي بالمنيل والمتحف الزراعي بالدقي و مخازن المتحف القومي للحضارة المصرية، لإثراء العرض بمجموعة من القطع الأثرية التي تخدم سيناريو العرض حتي يستطيع الزائر من خلالها أخذ فكرة متكاملة عن مقتنيات النسيج المصري عبر العصور بدءاً من عصور ما قبل التاريخ ومروراً بالعصور الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية وصولاً للعصر الحديث والمعاصر. كما تعرض القاعة مجموعة من القطع التي توارثها المصريون من الملابس التقليدية التراثية أو ما يعرف بالموروث الشعبي المصري من البيئات والمحافظات المصرية المختلفة وخاصة للمرأة والفلاحة المصرية.
وأضاف الدكتور محمود مبروك مستشار وزير السياحة والآثار للعرض المتحفي، أن من أهم القطع المعروضة مجموعة من الأردية من الصوف ترجع الى عصر العمارنة والتي تعرض لأول مرة وتكون خير شاهد على استخدام المصري القديم للأصواف على عكس ما هو شائع، الى جانب أردية من الكتان ترجع للعصور القديمة المختلفة منها من العصر البطلمي من منطقة البجوات والعصر القبطي والإسلامي والحديث، ومجموعة من النسيج الوبري والحرير والأقطان والأقمشة المختلفة والخيامية التي اشتهرت بها مصر، ونماذج من القمصان والجلاليب التي ترجع الى العصر اليوناني الروماني، بالإضافة إلى اهم أدوات الغزل والنسج القديم، ونموذج لورشة نسيج من عصر الدولة الوسطى، وتمثال لرئيس النساجين بالدولة القديمة، بالإضافة الى مجموعة من التماثيل واللوحات التي تؤخر الأزياء في مصر القديمة وعبر العصور.
أما عن مسار الزيارة داخل القاعة، قال سيد أبو الفضل المشرف على الشئون الأثرية بالمتحف أنها تضم مستويين، يبدأ من الدور الأرضي بعرض مقتنيات النسيج المصري عبر العصور بداية من العصور المصرية القديمة، ثم العصور اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية بفتراته المختلفة من العصر الأموي، والعباسي، والطولوني، والفاطمي، والمملوكي، والعثماني. وقد تنوعت المعروضات فى هذا الطابق بين التعريف بالمادة الخام للنسيج كالكتان والأدوات التي تستخدمها الصانع فى صناعة النسيج على الأنوال المختلفة، والأصباغ بألوانها المختلفة والتي إستخدمت فى صباغة المنسوجات وكذلك مجموعة من التماثيل التي ترتدي نماذج مختلفة من الملابس وبعض الأسرة والسجاجيد والمناشف، بالإضافة إلى مجموعة من الحلي والتي كانت تتزين بها السيدات على الملابس المختلفة.
وأضاف أنه يتوسط الدور الأرضي بالقاعة منصة عرض يعرض عليها مجموعة من الملابس التراثية من البيئات والمحافظات المصرية المختلفة والتي تعتبر توثيق لأهم الملابس التراثية المصرية من الصعيد والدلتا وسيناء والواحات، بالإضافة إلى عرض كسوة للكعبة المشرفة والي ترجع إلى عهد الملك فاروق الأول ملك مصر آنذاك وهي تختلف عن كسوة الكعبة المعروضة بالقاعة المركزية في أنها وضعت بالفعل على جسم الكعبة.
أما بالدور العلوي: فقد خصص لعرض مقتنيات من العائلة المالكة أسرة محمد على ومنها بعض الفساتين والتي تخص الملكة ناريمان وبورتريه للملكة ناريمان والملك فاروق وبعض الحلي الخاص بالعائلة المالكة، بالإضافة إلى بعض الملابس والتي تمثل ملابس القمشجى، وهو الشخص الذي يهرول بجوار كل جواد أثناء الركبات الرسمية، وكانت وظيفته تنظيف العربات وحمايتها أثناء السير، وفتح الطريق وكان يمسك بعصا من الخيزران فى الصباح، وشعلة فى المساء لإنارة الطريق.وأخيراً عرض لبعض القطع والتي تمثل شغل الخيامية وكذلك عرض لسجادة كبيرة الحجم بالإضافة إلى عرض بعض الأفلام القصيرة والتي تتحدث عن النسيج بداية من المادة الخام وهو النبات مروراً بمراحله المختلفة حتى طريقة صناعته على الأنوال وخروجه كمنتج كامل.