الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

هواها شعبى| «حفلات الزار فك المربوط وجلب المولود»

حفلة زار
حفلة زار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى سلسلة «هواها شعبى» التى تقدمها جريدة «البوابة نيوز» خلال شهر رمضان المبارك نحاول الإجابة عن سؤال الهوية المصرية، أو بالبلدى كدا «إحنا مين؟»، وهل نحن حقًا نحمل سمات الحضارة المصرية القديمة، بكل ما تحمله من موروث ثقافى امتد عبر الأزمنة المتعاقبة، ومازال ينبض حيًّا جسده المصرى القديم عبر جدران المعابد والمقابر الأثرية. 

فمازال المصرى يحتفل بأعياد دورة الحياة من ميلاد وزواج ووفاة، حتى احتفالات الحصاد وغيرها من الاحتفالات التى تعبر عن الهوية المصرية، وفى هذه السلسلة سنعبر خلال الأزمنة والأمكنة لنلقى الضوء على هويتنا المصرية والمجسدة فى تراثنا الشعبى «الفولكلور»..
 
تلجأ الجماعة الشعبية قديمًا لإقامة حفلات الزار من أجل علاج الملبوس أو المس الشيطانى، وكانت تُعد بمثابة علاج روحانى للحالات التى يعجز الأطباء عن علاجها، ومنها تأخر الإنجاب أو عدم دخول العريس على عروسة فى يوم الزفاف والتى كان يطلق عليها «الربط» أو «فك المشاهرة» والمشاهرة كانت وما زالت حتى الآن تترسخ فى المعتقد الشعبى والتى قد تحدث عند دخول الحائض على العروس أو دخول إحدى السيدات التى قامت بقص شعرها، أو أن تدخل عليها طفلة ختانها قبيل الزفاف، كل تلك الأشياء تؤدى إلى تأخر الحمل أو الإنجاب أو ربط العريس. 
فبعد أن تقوم الكودية بإطلاق بعض التعاويذ أو الكلمات الافتتاحية لحفل الزار «كان فى زمان ومكان، كانوا تلاته من التلاتين، جمع شين على زين الدين عملة، مأمرة على الباقين، أصل الشلو بيشبه للوة حتى حمار الزبالين، بعد ما شالوا حطو وغطوا ناموا وغطوا ومش خايفين، قامة قومة فى عز النومة لا خلى كاف، ولا شين ولا زين، توته توته دى الحدوته وادى التوته والسامعين».
ثم تضرب الكودية ومساعدوها من الرجال والنساء على الدفوف والطبول بنغمات وإيقاعات مختلفة، وترافق ذلك حركات الأجسام واهتزازها مع انتشار الأبخرة فى الأجواء المفعمة بالضجيج والحركة. وتستمر هذه الطقوس حتى تسقط المريضة على الأرض، وحالما تسقط تبدأ الكودية بممارسة طقوس إخراج الزار، إذ تقوم بالصراخ بصوت عالٍ على الجن والشياطين والعفاريت، وتطلب منها الخروج مقابل تنفيذ مطالبها التى كثيرًا ما تكون ديكًا أو خروفًا. علمًا أن طقوس الزار تختلف من منطقة إلى أخرى. وتُعد حفلات الزار أحد الطقوس الخرافية الشعبية التى ظهرت قديمًا وكان غايتها إخراج الجن والأرواح الشريرة من جسد الإنسان المسحور أو الممسوس بالجن، وذلك حسب الاعتقاد عن طريق استخدام الفنون الموسيقية والإيقاعية.
وكانت حفلات الزار تقام بأحد المنازل ويتم الاحتفال على إيقاعات الدفوف، وتصاحبها أغانى التى تؤدى وفق لحن مميز ورقصات خاصة، وكان الهدف الأساسى من إقامة تلك الحفلات هو الاعتقاد بأنها تفيد من علاج من أصيب بمس الجن حيث تقوم فرقة الزار بعقد حلقة دائرية حول الشخص الممسوس ومن ثم تبدأ بأداء مجموعة من الأغانى غير المفهومة كلماتها فى أغلب الأحيان بمصاحبة الإيقاعات التى ترتفع وتيرتها حتى يصل الحاضرون إلى مرحلة من الانفصال عن الواقع يتم بعدها خروج الجن من جسد الشخص المسحور أو المحسود كما كان يعتقد، ويقوم الشخص الممسوس بعمل حركات رقص هيستيرية حتى ينهكه التعب فيسقط على الأرض ويرش عليه الماء وقد يلطخ جسده بدماء ديك أسود، وهنا يتحقق الشفاء وخروج الجن من جسد المريض النفسى، وهذا حسب الاعتقاد الشعبى.