الكوميديا نوع من أنواع التشخيص الجميل ذات طابع خاص، يجسد فيه الممثل شخوصا معينة فى صور وقوالب مرحة من صنع المفارقات، ينتج عنها عروض تُكتب بقصد التسلية فى فصول سهلة تنهض على المفارقة والإفيهات الخالدة لصنع حالة من البهجة والسعادة لدى الجمهور.
وتحت قبة المسرح تجتمع كافة أشكال الفنون، وخلال رحلته الطويلة وقف على خشبته مبكرا؛ مجموعة من الرائدات منذ مراحله الأولى وصولا اللحظة الحالية، قدمن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
وقد اختص المؤرخ المسرحى د. عمرو دوارة «البوابة نيوز» بفصول لم تنشر بعد من موسوعته الجديدة غير المسبوقة، التى تحمل عنوان «سيدات المسرح المصرى»، ولم يستقر على دار نشر لطباعتها حتى الآن، حيث تضم هذه الموسوعة السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن فى المساهمة بإبداعهن فى إثراء مسيرة المسرح المصرى. وخلال أيام الشهر المبارك نستكمل نشر 30 حلقة للسيرة الذاتية لرائدات برعن فى أداء الأدوار الكوميدية
تعد ابنة محافظة القاهرة الفنانة عطيات محمد البدرى المولودة فى ١٦ يناير ١٩٣٤ والمتوفاة في ١٢ يناير ٢٠١٧» الشهيرة بـ"كريمة مختار» رمزا من رموز الفن الأصيل، ونموذجا مثاليا للأم الطيبة الحنون، التى ارتبطت فى ذاكرتنا دائما بملامحها الطيبة وابتسامتها الرقيقة وبنبرات صوتها الدافئ الحنون، وبساطة أدائها الطبيعى دون افتعال أو تشنج.
تخرجت فى «المعهد العالى للفنون المسرحية» - قسم التمثيل، وبدأت علاقتها بالفن منذ طفولتها حيث عملت مع الإذاعى محمد محمود شعبان، فى برنامجه الشهير للأطفال «بابا شارو»، واستمرت فى العمل لسنوات فى اﻹذاعة، لكنها لم تستطع العمل فى المسرح أو السينما فى البداية بسبب رفض عائلتها لاحترافها الفن، لكن الفرصة الحقيقية للانطلاق جاءتها بعد زواجها من المخرج والممثل نور الدمرداش، والذى أنجبت منه أربعة أبناء وهم: «شريف» والذى يعمل فى مجال الهندسة، و«أحمد» يعمل مخرج، و«هبة»، وأشهرهم الإعلامى «معتز الدمرداش»، وشقيقتها الإعلامية عواطف البدرى، زوجة الفنان محمد توفيق.
اشتهرت «كريمة» بأداء دور الأم الحنون المعطاءة، التى امتلكت الشجاعة لتجسيد هذا الدور مبكرا، بل غامرت فى كثير من الأعمال بتجسيدها لشخصية الأم لبعض زميلاتها بالمعهد أو لمن هن أكبر منها عمرًا، هكذا أشار المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، والذى أوضح أنها كانت بحق امتدادا لمجموعة الأمهات اللاتى اشتهرن بطيبتهن بالسينما المصرية وفى مقدمتهن: «فردوس محمد، وثريا فخرى، ودولت أبيض، وأمينة رزق، وآمال زايد، وعزيزة حلمى، وعقيلة راتب، وهدى سلطان، وناهد سمير، وعلية عبد المنعم».
ويحسب لها مشاركاتها فيما يقرب من ٢٠٠ عملًا فنيًا، جسدت فى أغلبها دور «الأم» ببراعة، ومن بينها ١٥ مسرحية، لكن للأسف لا يتذكر لها الكثيرون سوى مشاركتها بمسرحية «العيال كبرت» مع حسن مصطفى، وسعيد صالح، ويونس شلبى، وأحمد زكى.
نجحت فى تكوين ثنائى فنى متميز مع الفنان فريد شوقى بجميع القنوات الفنية، فشاركته فى المسرح فى بطولة مسرحية: «بداية ونهاية»، وفى الدراما التليفزيونية بمسلسلات: «البخيل وأنا، والعرضحالجى، وصابر يا عم صابر»، وفى السينما بأفلام: «الشيطان يعظ، ويارب ولد، وتمضى الأيام، وأنقذوا هذه العائلة، ومضى قطار العمر، وكل شيء قبل أن ينتهى العمر، وبالوالدين إحسانا، والليلة الموعودة، وامرأة مطلقة، والجبابرة».
مسرح كريمة
بدأت «كريمة» حياتها الفنية بمجال المسرح بمجرد تخرجها فى معهد الفنون المسرحية، وشاركت بأكبر عدد من مسرحياتها خلال فترة الستينيات، فقدمت مع فرقة «المسرح الحديث» عرض «الأرض» عام ١٩٦٢؛ ومع فرقة «المسرح العالمي» مسرحية «مجنون ليلى» ١٩٦٣؛ ومع فرقة «المسرح القومي» عرض «قيس ولبنى» ١٩٦٣؛ ومع فرقة «مسرح الحكيم» عرض «نور الظلام» ١٩٧١؛ ومع فرقة «الطليعة» مسرحية «أيوب الجديد» ١٩٧٣.
أما «القطاع الخاص» فقدمت مع فرقة «أنصار التمثيل والسينما» عرض «كسبنا القضية» ١٩٦٠؛ ومع فرقة «المسرح الحر» عرض «ميرامار» ١٩٦٩؛ ومع فرقة «الفنانين المتحدين» مسرحية «العيال كبرت» ١٩٧٦؛ ومع جمعية «فنانى وإعلامى الجيزة» مسرحية «بداية ونهاية» ١٩٨٦؛ ومع فرقة «محمد فوزي» عرض «ملاعيب» ٢٠٠٠، إلى جانب بعض المسرحيات المصورة للعرض التليفزيونى منها: «صادوه، والدخان» لمسرح التليفزيون الجديد ١٩٩٠.
فى السينما
شاركت فى بطولة أكثر من ٣٠ فيلمًا، جسدت فى أغلبها دور «الأم الحنون» ومن بينها: «المستحيل، وثمن الحرية، ونحن لا نزرع الشوك، ومن عظماء الإسلام، والحفيد، وأميرة حبى أنا، ومضى قطار العمر، وبالوالدين إحسانا، ورجل فقد عقله، والشيطان يعظ، ويارب ولد، والليلة الموعودة، وآباء وأبناء، وسعد اليتيم، وإسماعيلية رايح جاى، ومبروك وبلبل، والفرح، وساعة ونصف».
الدراما
يحسب لها مشاركتها فى عدد كبير من المسلسلات والسهرات التليفزيونية التى يزيد عددها على ١٠٠ عمل، ومن أهمها: «نقطـة نظام، ويتربى فى عزو، والبخيل وأنا، وزهرة وأزواجها الخمسة، والحارة، ومسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة، والحاوى، وألف ليلة وليلة، والقاهرة والناس، وصابر يا عم صابر، ورحلة السيد أبو العلا البشرى، والقاهرة ٨٠، وفوازير المناسبات، وغيرها.
جوائز وتكريمات
نالت العديد من الجوائز والتكريمات منها: تكريمها بالدورة الثالثة لمهرجان المسرح العربى، الذى تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح عام ٢٠٠٤، وحصولها على درع التكريم من مهرجان «أوسكار السينما المصرية» عام ٢٠٠٨، ومن منظمة «اليونيسيف» عام ٢٠٠٨ لجهودها فى تقديم أفلام توعية بكيفية مقاومة مرض أنفلونزا الطيور، وكذلك تكريمها بالمهرجان القومى للمسرح المصرى بدورته الخامسة عام ٢٠١٠، وكان من الطبيعى أن تحصد عددا كبيرا من الجوائز منها على سبيل المثال لا الحصر: عدة جوائز من مهرجانات السينما، وجائزة أفضل ممثلة عن دورها فى مسلسل «يتربى فى عزو» من مهرجان القاهرة للإعلام العربى الثالث عشر عام ٢٠٠٧.