أصدرت الدار العربية للعلوم ناشرون كتاب السيرة الذاتية بعنوان "هـ الضمير المتصل" للدكتور هاني سليمان.
ويقول الناشر في تقديم الكتاب:"تحيل إليه من معنى هي الشيء الحقيقي الذي لا يزال يتمسك به صاحب هذه السيرة؛ بينما ابتعد عنها كثيرون من أصحاب السيّر إما طوعاً وإما كرهاً؛ ونحن نحسب أن الدكتور هاني سليمان الأستاذ الجامعي ورجل القانون من الفريق الأول، وتاريخه النضالي ومواقفه الوطنيّة والقوميّة خير شاهد على تلك الهاء التي يحتفظ بها صاحب هذه "السيرة الذاتية"، كما يحلو له تصنيفها من بين الأجناس الأدبية قبل شروعه في فعل الكتابة. إذ يقول: "لا أدري كيف فرضت هذه الرواية عنواناً لها: ما إن تمسكتم بـ هـا. ذلك الضمير له رسالة الأديان، أم القيم والمبادئ، أم هو تلك البندقية المحكيُّ عنها في متن هذه الرواية. أم هو العروبة والهوية، في زمن النكران والتخلّي والتزييف؟ لم أجد تبريراً لهذا الاختيار – أو الفرض -، مما سبّب لي حالة من الضيق، والغرق في شِبر ماء".
قدّم للكتاب بقراءة نقدية الدكتور هشام نشابه وما جاء فيها: "... يستعصي هذا الكتاب على التصنيف تحت أي باب من أبواب الأدب، لأنه مزيج من كل ذلك، صيغ بأسلوب عفوي سلس، فالعفوية سمة الميزة غير أن هذه العفوية السلسة والمحببة لها ثمن، إذ تجعل النص أحياناً غير مترابط الحلقات، إذ ينتقل الدكتور هاني من حديث الاجتماع إلى التاريخ إلى الذكريات ثم يستدرك فيقول إنه ابتعد عن الموضوع الذي بدأ عرضه فساقته عفويته إلى موضوع آخر ولا ينزعج القارئ من ذلك التنقل العفوي لأن المؤلف يغمس قلمه بقلبه ويكتب سواء في الاجتماع أو التاريخ أو في الحياة الشخصية (...)".
تصوّر "هـ الضمير المتصل" محطات في حياة الكاتب هاني سليمان العائلية والدراسية والنضالية، فيحضر بين وريقاتها كراوٍ عليم وشاهدٍ على العصر، ويشهد معه صنّاع قصته أيضاً "وفيهم أخوة ورفاق ناضلوا وقدّموا دون حساب". كما تحضُر في هذه السيرة؛ مواقف وأدوار بعض قادة الدول وعرّابي السياسة في لبنان وسورية ومصر وفلسطين والعراق والجزائر وغيرها. وكذلك يبرز دور الإعلاميين والأكاديميين والحزبيين ورجال الدين وكل المقاومين الشرفاء. والأهم من ذلك يحضر "أسطول الحرية" وعلى متنه كل أصحاب الضمير المتصل الذين غامروا بأرواحهم من أجل رفض العدوان على غزة ومن أجل نصرة القضية الفلسطينية.