لم يكن يحتاج تاريخ مصر سوى عمل ثقيل يوثق باحتراف جرائم جماعة الإخوان الإرهابية إبان حكمهم لمصر، واعتلاء مكتب إرشاد الجماعة لكرسى الحكم عن طريق ممثلهم فى الرئاسة محمد مرسى، لذلك برزت أهمية الجزء الثالث من مسلسل الأختيار إكمالًا لسلسلة كشف الحقائق وتدوينها أمام العالم فى ذاكرة المصريين.
رسم الاختيار 3 بحلقاته الأولى ما عاشه المصريون واقعيا من عنف وإرهاب ودماء لجماعة الإخوان، كان التحدى الأكبر لواحد من أهم المسلسلات فى العصر الحديث هو الأقناع وتشكيل وعى المواطن بقضية مصير الوطن، وإنقاذ مصر من فئة لم يريدوا سوى تحويل البلاد إلى إمارة إخوانية تحت خدمة المرشد، عكفت جماعة إلاخوان الإرهابية على مدار السنوات الماضية بعد ان عزلها الشعب من الحكم بعد ما ثبتت فشلها وخيانتها، على تكريس فكرة المظلومية وتزييف الحقائق التى لم ولن ينساها التاريخ وتخريب وعى المواطن بالأكاذيب، وتنفيذ مخططات خبيثة للهيمنة على الدولة وتفخيخها بعناصرها بهدف أخونتها، الأ ان جهودهم فى هذا الأمر ذهبت هباءً منثورًا، حيث نجح مسلسل الاختيار 3 فى كشف ألاعيبهم ورغبتهم فى السيطرة على مصر، ووثقها بمقاطع الفيديو والصور، واعترافات قيادات الأخوان بالصوت والصورة على أنفسهم والتى كشفت نواياهم الخبيثة، وحجم المؤامرة التى كانت تقوم بها جماعة الإخوان الأرهابية والجماعات المتطرفة التى كانت تدعمها.
أن مسلسل الأختيار ملحمة وطنية جسدت معاناة الشعب المصرى والتحامه فى مواجهة جريمة اختطاف الدولة، ومحاولة طمس الهوية المصرية، والأصرار على التلاعب بعقله والروح الوطنية فى نفوس الشباب وأعطاهم الشعور بالأنتصار على الأخوان وهو حماية مرجعية لتراه الأجيال القادمة، كما نجح المسلسل فى التعامل مع فئة المراهقين لما يقدمه من حقائق فى سياق درامى تعمل على غرس قيم الأنتماء فى نفوس المواطنين لانه يتمتع بمصداقية وواقعية ويتناول أحداثًا عاصرها الجمهور فيحقق رسالة الفن الهادف، كما ساهمت دراما ( الأختيار ) بشكل غير مباشر فى تحصين عشرات الأجيال الحديثة من مخاطر الاستقطاب والاستغلال والوقوع فى شباك ( استراتيجية العقول البيضاء ) التى تعتمد عليها جماعة الإخوان فى محاولة إعادة تموضعها وخروجها من التعثر الفكرى، والتخبط التنظيمى، كونها تعتبر الفئات الشبابية بمثابة المخزون الاستراتيجى لضمان بقائها وتمددها تاريخيًا وسياسيًا.
أن التسجيلات بالصوت والصورة التى يتم عرضها فى نهاية كل حلقة يؤكد انها تبعث طمأنينة للشعب المصرى أن الدولة بها رجال تحميها، وعيون ساهرة للحفاظ على الدولة وثوابتها الدينية والسياسية، ووثقت الدور الوطنى للمؤسسة العسكرية ودورهم فى الحفاظ على سيادة الدولة المصرية ومقدراتها وحمايتها من الوقوع فى الحرب الأهلية والأقتتال الداخلى على أيدى الجماعات الأصولية المسلحة التى لا يعنيها سوى تحقيق مآربها على حساب الدولة ومؤسساتها، وتعزيز قيمة الانتماء فى نفوس الشباب، كما أكد على معنى الحرية الذى أصبح موجود من خلال تجسيد شخصية رئيس الجمهورية، وهذا أول مرة يحدث فى عمل درامى.
الرسالة الملقاة على عاتق الفن هى إيصال الحقيقة وكشفها للناس وهذا ما كشفه مسلسل (الاختيار 3) زيف وكذب الأخوان فهؤلاء ليس لديهم انتماء لمصر، كما أستطاع أن يصل بكل الحقائق والمعلومات والتسجيلات إلى ما فوق القمة، لكن القضية المهمة التى غابت عن جماعة الأخوان المسلمين هى أن مصر فى أيد أمينة بفضل شعبها الواعى وجيشها العظيم... مصر أرض المحبة والتسامح والترابط الوطنى.
آراء حرة
"الاختيار" والضربة القاضية للجماعة الإرهابية
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق