قال الكاتب والمحلل السياسي هيثم بن عبدالله، إن عددا كبيرا من الفرنسيين المعتدلين ومن غير المنتمين سياسيا مرعوبون من نجاح اليمين المتطرف بقيادة المرشحة الحالية مارين لوبان في الوصول إلى كرسي الرئاسة.
وأضاف "هيثم" المقيم في باريس، وفق تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الفرنسيين المتخوفين خرجوا في احتجاجات في كثير من المدن الفرنسية، في محاولة لتشكيل جبهة قوية تمنع اليمين المتطرف من تغيير هيئة الدولة وفق تعبيرهم.
وكانت "لوبان" التي غضبت من هذه الاحتجاجات، ردت ووصفتها بـ"غير الديمقراطية" ودعت المحتجين مقابل ذلك للنزول إلى الانتخابات والتصويت بدلا من الاحتجاج.
وتابع المحلل السياسي، أن مثل هذه الاحتجاجات سيغذيها في الأيام المقبلة تداعيات التقرير الصادر عن المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال والذي يتّهم "لوبان" ومقربّين منها باختلاس ما يقارب 600 ألف يورو من الأموال العامّة الأوروبية خلال فترة ولايتهم في البرلمان الأوروبي.
وقال "هيثم": رغم أن محاميها استغرب من توقيت نشر هذا التقرير معتبرا أن القضية قديمة وتعود لسنة 2016 وأن موكلته لوبان أجابت عبر البريد عن كل تساؤلات الاتحاد الأوروبي إلا أن هذه التهمة ستعزّز من نفور الناخبين من مرشحة اليمين المتطرف.
واستعرض "هيثم" بعض التخوفات حول "لوبان" حيث أوضح أن الانزعاج تعدى الحدود الفرنسية من احتمالية صعود لوبان إلى الرئاسة، ووصل إلى الاتحاد الأوروبي الذي لن يمكنه التعامل مع هذه الشخصية التي أبدت كثيرا من العدائية لسياسته، وربّما ستجعل كرسي فرنسا فارغا لمدة 5 سنوات، على غرار أحداث عام 1965 عندما قاطع الرئيس الفرنسي آنذاك، شارل ديجول، المؤسسات الأوروبية بسبب مشاكل تتعلق بالميزانية.
واستكمل، أنه من المحتمل أن يؤدي تمرير برنامج المرشحة اليمينية إلى تشجيع الحكومات المحافظة في دول مثل المجر وبولندا، التي لطالما كانت تحت مظلة القانون الأوروبي، على إحداث معركة مع بروكسل، كما أن فوزها بالرئاسة سيزعزع أيضا أركان حلف الناتو، فقد أعلنت أن فرنسا ستتخلى عن القيادة المشتركة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" إذا فازت بالانتخابات، في إشارة إلى سعيها لإنشاء "تقارب استراتيجي" مع روسيا بمجرد انتهاء الحرب وتسويتها بموجب معاهدة سلام، وفي المحصّلة من المستحيل تقريبا أن تفوز ماري لوبان بكرسيّ الرئاسة ضد خصم ذكيّ يحظى بتأييد داخلي قوي وبدعم أوروبي وأمريكي أقوى، كما أن كل القوى في الداخل والخارج تحاول منع مرشحة اليمين المتطرّف من الفوز في هذه الانتخابات وستفعل المستحيل في قادم الأيام لمنع حدوث ذلك.
وفي النهاية لفت "هيثم" إلى أن المفاجآت الانتخابية واردة، والمزاج الانتخابي الشعبي قد يكون محدّدا ومتحدّيا لكل الظروف الموضوعية المعرقلة للوبان.
