شهد مثل هذا اليوم، 17 رمضان، من سنة 1350 هجرية (1932 ميلادية)، ميلاد الكاتب والمخرج المسرحي «فايز حلاوة»، الذي تمكن من خلال فرقة تحية كاريوكا أن يقدم، بأسلوب هزلي انتقادي ساخر، عروضا مسرحية كثيرة انتقد فيها الأوضاع الاجتماعية والسياسية في مصر، فيما سُميّ بـ«الكباريه السياسي».
انتقل فايز حلاوة إلى القاهرة، من محل ميلاده في مركز قويسنا بمحافظة المنوفية، ليدرس الحقوق في جامعة عين شمس، التي تخرج فيها سنة 1954، لكنه تخلى عن حلم أسرته بأنه يكون رجل قضاء حين قرر الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج فيه سنة 1958، لتبدأ بذلك مسيرة فنان شامل ومتنوع.
في سنة 1962، أسس فايز حلاوة مع «تحية كاريوكا» فرقة تحمل اسمها، بعدما أصبح الزوج رقم 13 في حياة أشهر وأهم راقصة مصرية وقتها. ومن خلال الفرقة، استطاع أن يقدم أكثر من 18 مسرحية اجتماعية وسياسية، شارك في أغلبها كممثل ومؤلف ومخرج، وشارك في بطولتهم نخبة من نجوم المسرح والسينما وقتها مثل؛ محسن سرحان، عماد حمدي، فريد شوقي، شكري سرحان، صلاح ذو الفقار، وسعيد صالح.
الانطلاقة الفنية الحقيقة جاءت في نفس سنة تكوين فرقة تحية كاريوكا، حين ظهر فايز حلاوة في مسرحية « بلاغ كاذب»، كمؤلف ومخرج وممثل، وتوالت المسرحيات التي كان أبرز كتابها؛ أمين يوسف غراب، ونجيب محفوظ.
انتقد فايز حلاوة مظاهر الفساد في الحياة الثقافة في مسرحية «روبابيكيا» سنة 1967، وانتقد مظاهر الروتين والبيروقراطية في مسرحية «البغل في الإبريق»، وتناول محاولات السوفيت للسيطرة على القرار السياسي المصري من خلال المساعدات في مسرحية «يحيا الوفد». كما قدم مسرحية «ياسين ولدي» سنة 1971، والتي كانت عبارة عن دراما غنائية تجسد صراح الشعب المصري من أجل الحرية واسترداد سيناء المحتلة بمحاربة الفساد وتحويل الشعارات إلى واقع، فيما انتقد التوغل الرأسمالي أيضًا في مسرحية «شقلباظ».
في السينما، شارك فايز حلاوة كممثل في أفلام حمام الملاطيلي، سنة 1973، في دور المعلم بدوي صاحب الحمام، و«الأحضان الدافئة» سنة 1974، والكداب، ومين يقدر على عزيزة سنة 1975، وفي السنة نفسها شارك في فيلم الكرنك.
أما في الإذاعة، فقدم فايز حلاوة البرنامج الشهير «حكاية كل يوم» مع تحية كاريوكا، والذي عُرف بأسلوبه الساخر في انتقاد الأوضاع الاجتماعية والسياسية في المجتمع المصري، حتى توقف.
وبعد زواج استمر 18 سنة بين فايز حلاة وتحية كاريوكا، انتهت العلاقة بينهم بقضايا في المحاكم استمرت أكتر من 15 سنة، وخصوصًا بعد زواج «فايز» من المذيعة فريال صالح التي أنجب منها ابنته «آية».
وبعد رحلة طويلة في المسرح السياسي والاجتماعي، رحل «فايز حلاوة» عن عالمنا، في أغسطس 2002، عن عمر ناهز الـ70 عاما.