الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكايات الولاد والأرض.. المقاتل إسلام أحمد.. أول شهيد في معسكر القصيمة بوسط سيناء

والد الشهيد: قبل الاستشهاد بدقيقة سأله زميله تبتسم ليه.. قال: منتظر الشهادة

المقاتل إسلام أحمد
المقاتل إسلام أحمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصر على الاستمرار فى الاشتراك فى المداهمات لتطهير سيناء من الإرهابيين.. كان يبتسم وينظر للسماء قبل استشهاده.. كان يأمل فى الشهادة فى سبيل الله والوطن.. فنالها.. إنه الشهيد المقاتل إسلام أحمد، أول شهيد فى معسكر القصيمة بوسط سيناء.

يقول والد الشهيد: ولد «إسلام» فى ٦ فبراير ١٩٩٢ فى مدينة الصلب الجديدة بالتبين محافظة القاهرة، لأبوين من سوهاج من قرية نقنق مركز دار السلام محافظة سوهاج، مع توأمه محمود بعد أربع سنوات من زواجى، واحتاجا للرعاية صحية منذ ولادتهما حيث كانا ناقصى الوزن، وكدنا نفقدهما فى زلزال عام ١٩٩٢، فقد سقط الحائط على سريرهما بعد أن خطفتهما أمهما وجرت بهما للخارج، وتعرض توأم إسلام للغرق وعمره ثلاثة أعوام، وكدنا نموت جميعا تحت حريق منزلنا ولكن الجيران كسرت الأبواب وأنقذتنا وحرق المنزل.
والتحق التوأم بالتجنيد معا، وفى الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الأربعاء ٢ مارس ٢٠١٦ نال إسلام شرف الاستشهاد على أرض سيناء التى أتم فيها دراسته الجامعية برأس سدر.
ويبدأ الوالد حكيه منذ مراحل التعليم :« حصل الشهيد هو وتوأمه محمود على الابتدائية من مدرسة الصلب الابتدائية القديمة، وحصلا على الإعدادية من مدرسة الصلب الاعدادية، والتحقا بالدارسة الثانوية فى مدرسة حلوان الثانوية السياحية المتقدمة نظام الخمس سنوات، تخرجا فيها عام ٢٠١١، ثم التحقا بكلية السياحة والفنادق برأس سدر فى سيناء وحصلا منها على البكالوريوس عام ٢٠١٤، وكانا الشهيد وتوأمه إلى جانب الدراسة كانا يعملان بأحد المصانع كى يعتمدا على نفسيهما ويحققا طموحاتهما، وشارك الشهيد وتوأمه فى تأمين المنطقة التى يسكنان بها أثناء أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وحموا المنطقة من حرق وسرقة المستشفى والسنترال وغيرهم من الأماكن الحيوية وتمكنا وزميل ثالث لهما من الإمساك بسيارة للمساجين الفارين من السجون وقتها وقاما بمساعدة أهالى المنطقة بتسليمها للجيش وكان من المؤدين لثورة ٣٠ من يونيو، والداعمين لتفويض القوات المسلحة يوم ٢٦ يونيو لتكافح الإرهاب المحتمل، وشارك الشهيد فى كافة الاستحقاقات الانتخابية بعد ٢٥ يناير٢٠١١ وشارك فى الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٤ ولم يشارك فى الانتخابات البرلمانية عام ٢٠١٥ لأنه كان مجندا بالقوات المسلحة، وقتها وتأثر شقيقه الصغير يوسف المصاب ببتر فى أصابع يده اليسرى والتلميذ بالصف الخامس الابتدائى وكان ومازال وسيظل محبا للقوات المسلحة يحب التصوير مع ضباطها وجنودها وتصور معهم أمام اللجان الانتخابية فى ٢٠١٤ و٢٠١٥ وبعد استشهاد شقيقه كتب كلمات شعرية ألقاها فى طابور الصباح يوم ١٠ نوفمبر٢٠١٦».
وعن الحياة العسكرية يحكى والد الشهيد :« التحق الشهيد بالتجنيد فى صفوف القوات المسلحة لمدة عام هو وشقيقه التوأم فى إبريل من عام ٢٠١٥ فى الجيش الثالث، وكان تخصصه رامى ار بى جيه، بينما التحق شقيقه بسلاح المدفعية، ومكث الشهيد عشرة شهور فى سيناء فى الحسنة قبل أن يستشهد على يد الإرهاب الغاشم يوم الاربعاء ٢ مارس ٢٠١٦ فى منطقة القصيمة /الكانتلا، وكان موعد انهاء تجنيده فى الأول من يونيو ٢٠١٦، وشارك فى عمليات حق الشهيد الأولى والثانية، وقام هو وزملاؤه بتصفية العديد من العناصر التكفيرية والإرهابية إلى أن نال شرف الاستشهاد فى سبيل الله وفى سبيل رفعة الوطن ودفاعا عن الأرض والعرض، نتيجة لغم أرضى انفجر بالمدرعة أثناء عمليات التمشيط والبحث عن الإرهابيين وتبادل لإطلاق النار بعد الانفجار مع العناصر التكفيرية.
ويوم استشهاده قال لى المقدم أحمد سامى، قائد الشهيد، أنهم كانوا فى مداهمات منذ صلاة الفجر وكان معهم «إسلام» ورجعوا للوحدة وكان من المفروض أن إسلام يستريح، لكنه رفض وأصر أنه يستكمل فى المداهمات، قال لى القائد : أنه رأى فى وجهه نور، وضحك معه إسلام وركب المدرعة، ومن عادة القائد أنه حازم مع الجميع لكنه فى هذا الوقت ضحك لـ «إسلام» وسمح له بالاشتراك فى المداهمات، وبعدها بنصف ساعة أثناء التمشيط حدث الانفجار فى المدرعة وقبلها كان واقفا على المدفع وزميله قالو له لا تظهر يا إسلام لحسن تستشهد، قالهم ما أنا أتمناها وبدل مع زميله وجلس وكان جلوسه فى مركز الانفجار، ونظر للسماء وضحك، قال له زميله: تضحك ليه قالهم مافيش حاجة، ولحظتها وقع الانفجار ونال الشهادة فى لحظتها.