الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المطران سني إبراهيم عازار: عيد القيامة يعيد إحياء الأمل فينا

المطران سني ابراهيم
المطران سني ابراهيم عازار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تنشر “البوابة نيوز” رسالة القيامة التي ألقاها المطران سني إبراهيم عازار، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية  في الأردن والأراضي المقدسة، اليوم الأحد، باحتفالية عيد القيامة.

وجاء نص الرسالة كالآتي: 

يأتي الحجاج من حول العالم في مثل هذه الأوقات بالذات لكي يزوروا الأراضي المقدسة لاسيما مكان ولادة مخلصنا يسوع المسيح، وأماكن التي تواجد بها، ومكان الصلب والقيامة، ولكن في عيد القيامة نتذكر بأن المسيح قد قام من بين الاموات وهو دائما معنا في كنائسنا والتي تتعدى كونها حجارة ومباني وانما كنائس حية في أنفسنا... فنحن الكنيسة الحية المتمثلة بجسد ربنا يسوع المسيح.

وتعتبر الكنيسة الانجيلية اللوثرية في الاردن والاراضي المقدسة جزء من الكنيسة الحية المتجذرة في المجتمع الفلسطيني وجزء متأصل من مسيحي الشرق الاوسط الذين يمثلون الشهادة الحية للوجود المسيحي العربي اليوم. وقد ولدت الكنيسة الانجيلية اللوثرية من الاراضي المقدسة التي خرجت منها رسالة القيامة إلى كافة ارجاء المعمورة.

وكجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الصامد فإننا كمسيحيين فلسطينيين نعيش حياة ملئُها الصعوبات والتحديات والتي أدت إلى هجرة العديد من شبابنا للبحث عن مستقبل أفضل بعد أن فقدوا الامل لاسيما في اجواء يسودها انعدام الامن، والسلام، والعدل، والكرامة لهم ولأبنائهم في المستقبل. وعليه فإن الكنيسة تعاني وتبذل كافة الجهود لمساعدة الشباب، ولكن إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه فإن الحجارة الحية ستأخذ في التناقص ولن تكون كافية لبناء الكنيسة الحية في الاراضي المقدسة وبدون الوجود المسيحي والشهادة المسيحية للمسيحين الفلسطينيين فإن كنائسنا ستصبح عبارة عن متاحف للزائرين والسياح. وهذا خطر حقيقي قد يصبح واقعا قريبا وعليه من الصعب الابقاء على شعلة الامل مضاءة. وكاستجابة لهذه المخاطر، فقد حذر البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس من المخاطر التي يتعرض اليها الوجود المسيحي في الاراضي المقدسة من خلال بيان تم اصداره يلخص الوضع الحالي للمسيحيين الفلسطينيين والهجمات المتعددة التي يتعرض لها رجال الدين وغيرهم من المسيحيين سواء كانت اعتداءات جسدية أو لفظية اضافة إلى الاعتداءات المتكررة على الكنائس والتخويف والارهاب الذي يتعرض له ابنائنا.  

ولكن عيد القيامة يعيد احياء الامل فينا ويذكرنا بحقيقة بأن مخلصنا يسوع المسيح قد تعذب وتألم ومات ولكنه في النهاية قد هزم الموت وقام من بين الأموات ونحن أيضا نعاني ونتألم ولكن نحن على يقين بأن مخلصنا والهانا يبث حياة جديدة فينا ويمنحنا الامل من خلال الكنيسة المحلية ومن خلال أولادنا الذين يتلقون العلم في مدارسنا، وشبابنا الذين نعزز بهم مهارات القيادة وصنع السلام،  ويمنحنا حياة وامل جديدين من خلال عمل نسائنا وشباتنا اللواتي يعملن معنا لتحقيق الانصاف والعدالة بين الجنسيين ومن خلال العمل المجتمعي الكنسي الذي نقوم به لمساعدة أبناء مجتمعنا، ويمنحنا حياة وامل جديدين من خلال مؤسساتنا الصحية التي تعطي الامل للمرضى وتخفف من معاناتهم واوجاعهم، ويمنحنا حياة وامل جديدين من خلال شهدتنا الحية كحجارة حية تبني الكنيسة لتكون منارة للأمل والمحبة والسلام والعدل ليس خدمة لنا وانما خدمة لأولادنا وجيراننا ومجتمعنا من كافة الخلفيات الدينية والمجتمعية.

وبنعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس فإن الكنيسة ستبقى كنيسة حية تمنح هذا الامل لأبناء مجتمعنا ولأصدقائنا وشركائنا من حول العالم وسنتذكر دائما بأن المسيح القائم قد قال لنا: "لا تخافوا" لأني قد جئت لأمنحكم حياه وحياة أفضل.

لقد قام المسيح إلى حياة جديدة وكذلك نحن. لهذا السبب، يمكننا المضي قدمًا دون خوف، واثقين أن يسوع يسير أمامنا. لا نعرف ما هو آت، لكننا واثقون من أن المسيح القائم من بين الأموات سوف يسير مع كل واحد منا وستواصل كنائسنا ومدارسنا ومؤسساتنارسلتنا بنشر إنجيل المحبة في أرض القيامة، ممتلئين بالروح القدس، ومؤمنين ان هناك ثمة رجاءً حياً، وهذا الرجاء هو بالمسيح القائم من بين الاموات. فلنتمسك بهذا الرجاء عالمين أن عدالة الصليب ابتدأت في القدس وقوة القيامة حدثت في القدس. وستبقى قدس القيامة تجدد فينا يومياً هذا الرجاء الحي في كل مرة نحيي بعضنا بعضاً بتحية قدس القيامة: المسيح قام حقا قام

ليكن سلام المسيح الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وعقولكم في المسيح يسوع. آمين. وكل عام وأنتم وعائلاتكم بألف خير.