لوحة "انتصار الموت" الفنان الهولندي بيتر بروجيل، تعد واحدة من أكثر أعماله شهرة، وتصور انتصار الموت الذي يعد نهاية حتمية لكل البشرية، استوحاها بروجيل من فريسكو "نقش جداري" سُمي بالاسم ذاته لفنان مجهول داخل قصر سكلافاني في باليرمو صقلية.
وتعد هذه اللوحة تصوير بروجيل لجائحة الطاعون الذي اجتاح أوروبا بين عامي، وقد سُمي حينها "بالموت الأسود" ، كما استفاد بروجيل من تعبير رقصة الموت الذي كان مُنتشراً في إيطاليا.
انتشر الطاعون بين عامي (1347 و1351) في جميع أنحاء أوروبا وتسبب بموت حوالي 25 مليون شخص، حيث استغرق عودة مستويات النمو السكاني في أوروبا أكثر من 200 عام بعد تفشي هذا الوباء، ويُعتقد أنه تسبب بموت أعداداً كبيرة في آسيا وخاصة في الصين.
رسم بروجيل هذه اللوحة في عام 1562 أي قبل ثماني سنوات من رحيله، وهي تمثل صورة مألوفة للصراع بين الموت والحياة، وهي نوعية من الأعمال الفنية عُرفت في تاريخ الفن الغربي خلال العصور الوسطى وما بعدها ويطلق عليها "رقصة الموت" وهو مفهوم مجازي كان له انعكاس كذلك على الأدب والموسيقى في تلك الفترة.
تتواجد اللوحة في متحف برادو الوطني (إسبانيا) يحظى بشعبية كبيرة بين نقاد الفن وخبراء الفن ، ولكن على الرغم من ذلك ، نادرًا ما يتم تقديمه للعرض في متاحف أخرى حول العالم، آخر مرة تم تقديمها إلى متحف فيينا لتاريخ الفن للمشاركة في المعرض ، الذي تم تخصيصه للذكرى 450 لوفاة بيتر بروجيل.
أما عن الفنان الهولندي ولد بيتر بروجيل سنة 1525 وهو ينتمي إلى عائلة فنية عاشت في هولندا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، اتسمت أعمال بروجيل بروح إنسانية متدفقة، كما أبدع في خلق موضوعات جديدة غير مألوفة لدى المصورين في تلك الفترة.
صور بروجيل المناظر الطبيعية وعالج العديد من الموضوعات الدينية والشعبية والمشاهد الريفية بأسلوبه الذي اتسم باتساع المنظور مع الاهتمام بأدق التفاصيل والثراء بالمفردات والعناصر الكثيرة، والتي كان يمزجها أحياناً بحس ساخر.