الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

شخصيات روائية || بطل رواية «السقوط من ثقب غيمة» يتحرك في مسرح الأحداث «دون اسم»

السقوط من ثقب غيمة
السقوط من ثقب غيمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى روايته «السقوط من ثقب غيمة» يواجه بطل رواية محمود تهامى العديد من الخسارات والمتاعب اليومية، بداية من محاولات الإفلات من السلطة الأبوية القاسية التى مسخت تحركات البطل وخلقت بداخله عددا من المشكلات النفسية التى تذهب بالبطل إلى حالة أكثر مرضية. لا يحمل بطل الرواية أى اسم، وكل شخصيات الرواية تتحرك وتجرى الإشارة إليها وفق الصفات أو الوظائف التى تؤديها، بينما يتوه البطل وسط صحراء يتم فيها محو الأماكن والأسماء والعلامات المميزة لخلق حالة من التجهيل والخوف من المتاهة.
تسيطر على الرواية حالة من التيه والانكسار وعدم الجدوى، كل ذلك فى مغامرة تتعدى حدود الواقع، ويتأرجح السرد خلالها بين الحُلم والهذيان، ليسقط القارئ فى بؤرة من الأسئلة الوجودية التى لا قرار لها. 
تتداخل الأشكال الفنية والأنواع الأدبية فى البناء الروائى ليتضافر النص بمشاهد مسرحية من مسرح المونودراما والمسرح الملحمى ليُشّكل المزيج خطًا موازيًا مع أحداث الرواية، فتصنع تكاملا ضمنيا مع الأحداث الأساسية للشخصيات.
تبدأ حكاية شخصية الرواية من إعادته للتفكير مرارا، ومقارنته بين البقاء كعامل وسط مدينة صناعية وبين التوجه إلى هجرة غير شرعية إلى السواحل الأوروبية عن طريق بلد عربية يسهل الانطلاق من سواحلها مع مجموعات أفريقية ترغب فى الهجرة أيضا، لكنه ومنذ اللحظة الأولى تتشتت مجموعته ويفقد بوصلته ويتوه مع آخرين وسط صحراء ولا يدرك إلى أين يتوجه، وبعد أيام من المعاناة يقع فى يد الشرطة ويتم احتجازه لأسبوع قبل أن تتسلمه بلاده ضمن مجموعات هجرة غير شرعية، ما يجعله يقيم فى منزله متخفيا عن الأصدقاء والأقارب تعيسًا ووحيدا..
إحدى الشخصيات الإيجابية التى يتعرف إليها البطل هى شخصية «الممثلة الفراشة» وهى واحدة ضمن مجموعة من الممثلين الهواة فى المسرح، هذه الممثلة التى تؤمن بعدد من الأفكار المنفتحة تجاه مجتمعها وتجاه الآخرين، وتسعى فى طريق ترسمه من الطموحات والصعود، يجمعها ببطل الرواية الخروج من سلطة أبوية قاهرة، لكن البطل يصاب بحالة مرضية مؤذية، بينما الممثلة تمتلك شخصية إيجابية طموحة تحاول الإفلات من ماضيها المؤلم.
يتعلق بطل رواية «السقوط» بصديقته الممثلة التى عرفها مؤخرا، يحدث بينهما الصدام أكثر من مرة، ويفشل فى إخبارها بحبه ويفاجئ بعلاقتها مع غيره، الأمر الذى يصيبه بالصدمة..
من المشاهد المؤثرة، تخيل البطل لعدد من الأشخاص وقفوا فى طريقه وأثروا فى تحولات حياته إلى اختيارات سيئة، يتخيلهم يصعدون إليه فيلقونه من شرفة المنزل، ويتصور أنهم يختبئون له فى الشوارع المظلمة بالمدينة التى يعيش فيها، ويهرب منهم إلى جسر مرتفع فوق نهر فيحاصرونه ويجتمعون ضده ويلقون به فى النهر..
وبحسب «تهامي» مؤلف الرواية، فإن الأحداث التى يكتبها تصوغ أحداثها من أزمات ومآزق إنسان اليوم التى تجعله مشتتًا ومتناثرًا، رافضًا للوحدة والانسجام، مهتما بالذاتية والاختلاف.