الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رؤية ومعركة بناء الوعي || وزير الأوقاف يناقش قضية استرداد ذاكرة الأمة

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تُعد سلسلة «رؤية» من أهم المشروعات الثقافية التى تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب ووزارة الأوقاف المصرية، وتستهدف شرح صحيح الدين فى كتيبات صغيرة يسهل حملها.. وخلال شهر رمضان المبارك نستعرض أهم أجزاء هذه السلسلة، والتى تتضمن شتى مناحى الحياة، والتى تبدأ ببناء الشخصية الوطنية وخطورة الفتاوى والأفكار الظلامية وكيفية مواجهة الإرهاب والتطرف، وحماية دور العبادة.. وغيرها من الموضوعات التى تقدم بطريقة مبسطة.
تحت عنوان «بناء الوعى» يقدم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رؤية حول قضية الوعى خاصة فيما يتعلق بوعى المجتمعات وتشكيلها وهو الذى وصفها بأنه أمر ليس بالهين أو السهل، حيث قال: «إن تشكيل وعى أمة أو بناء ذاكرتها ليس أمرًا سهلا ولا يسيرًا، ولا يتم بين لحظة أو أخرى أو بين عشية وضحاها، إنما هو عملية شاقة ومركبة، وأصعب منه هو إعادة بناء هذه الذاكرة أو ردها إلى ما عسى أن تكون قد فقدته من مرتكزاتها، فما بالنا لو كانت هذه الذاكرة قد تعرضت للتشويه أو محاولات الطمس أو المحو أو الاختطاف، ولاسيما لو كان ذلك قد استمر لعقود أو قرون؟!»
مستكملًا:» فقد تعرضت ذاكرة الأمة عبر تاريخها الطويل لمحاولات عديدة من المحو أو الشطب أو التغيير، ناهيك عن محاولات الاختطاف وحالات الخمول والجمود، وأصبحنا فى حاجة ماسة على استرداد هذه الذاكرة من خلال إعادة تنشيطها وتخليصها مما علق بها من شوائب فى مراح الاختطاف والتشويه جراء محاولات المحو أو شطب أو التغييب التى قام بها أعداء الأمة ومن وظفوه لخدمتهم من جماعات التطرف والإرهاب».
وإن عملية بناء الوعى تتطلب الإلمام بحجم التحديات التى تواجهنا لأننا دون إدراك هذه التحديدات ودون الوعى بها لا يمكن أن تضع حلولا ناجحة أو ناجعة لها، فإن معالجته أو مواجهة ما يرتبط به من تحديات لا يمكن أن تتم دون سبر أغوار وأعماق هذا التصور. 
ويعد التغيير ليس بالأمر الهين ولا اليسير والتغير إرادة، وعزيمة، التغير ثقافة التغير أمر لا غنى عنه للأمم التى تسعى إلى تحقيق التقدم والرقى إذ لا يمكن لأحد أن يحدث نهضة أو نقلة بنفس الأدوات التى أدت إلى التخلف أو التدهور أو الجمود أو الفساد أو الإفساد، ويجب أن تصبح إرادة التغير ثقافة مجتمع فى جميع مجالاته سواء الفكر أو فى التربية وفى شتى مناحى الحياة، فيجب أن نغير سلوكنا، ويصبح الأصل العمل لا الكسل، والإتقان لا غيره، ويجب أن تصبح إرادة التغيير ثقافة وطنن وأن ندرك أننا قادرون وأننا نستطيع وألا يستضعف أنفسنا، أو نستهين بقدراتنا وإمكانياتنا، فنحن بنو شعب عريق الحضارة، متجذر بها فى أعماق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام. 
إن إرادة التغيير تتطلب أن نثق فى أنفسنا وفى أننا قادرون على أم نحدث تغييرًا، وأن نحقق فارقا، وأن نعتمد على ذاتنا وعلى قدراتنا، وعلى مواردنا، ونرشد استهلاكنا، ونعظم إنتاجنا ونعمد على إضافة بينة جديدة تحمل بصمتنا وأن نحفر أسماءنا فى ذاكرة التاريخ الإنسانى وسجل حضارتنا المصرية العريقة.