ضمن مقتنيات دار الكتب والوثائق القومية هناك وثيقة عن طلب القاضى الشرعى ببورسعيد إطلاق المدافع فى شهر رمضان، تم نشرها فى إطار مبادرة وزارة الثقافة «خليك فى البيت.. الثقافة بين ايديك».
يستعرض الوثيقة الدكتور راضى محمد جودة، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، حول طلب القاضى الشرعى ببورسعيد إطلاق المدافع فى شهر رمضان، قائلا إن عدم انطلاق المدافع الخاصة بالإفطار ببورسعيد تسبب فى مشاكل، وأدى إلى طلب القاضى الشرعى من الخديوى لحل المشكلة وإطلاق المدافع فى شهر رمضان.
نص الوثيقة:
«سعادتلو أفندم سر تشريفاتى خديوى بمصر، احترام الأديان أمر واجب، وقد حل رمضان ولم تطلق المدافع كالجارى بسير المدن الإسلامية، وأصبح المسلمون بين جميع الأمم فى قلق عظيم فى ذلك فإن كان السبب عدم وجود طوبجية بوليس الثغر من يحسن طلقها، فبالأصالة عن نفسى وبالنيابة عن عموم المسلمين هنا، نرجو بفروغ الصبر العرض للأعتاب الكريمة بالتماس صدور الأمر بطلقها فى الأوقات المقررة محافظةً على نظام الشعائر واحتراماً لهذا الشهر المبارك، فى ظل أمير البلاد والعباد أيد الله دولته، وأيد صولته أمين القاضى الشرعى ببور سعيد.
الصيام هو أهم الفرائض وأكثر قدسية فى الإسلام، ويُعنى التوقف عن الطعام والشراب وكل الشهوات التى تجذب النفس، وفُرض على المسلمين فى السنة الثانية من الهجرة، فى شهر شعبان، وكلمة رمضان مشتقة من كلمة المرض، وتُعنى الحجارة شديدة الحر، بسبب حرارة الشمس، وسُمى بؤمضان لأنه أتى فى وقت شديد الحر حيث تُسمى الشهور القمرية على حسب الوقت الذى وقعت فيه، والصيام فرض على المسلمين مثلما فُرض على الأديان الإبراهيمية اليهودية والمسيحية، حسب الآية الكريمة:» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.
ويُعتبر أبو البشرية آدم –عليه السلام- هو أول من صام فى التاريخ، ومن بعده نوح عليه السلام، مثلما ذُكر فى كتاب «الوسائل إلى معرفة الأوائل» للإمام السيوطى، وصام آدم –عليه السلام- ثلاثة أيام من كل شهر، كما ذكر ابن عساكر عن ابن مسعود:»
الصوم الأول صامه نوح فمن دونه حتى صامه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكان صومه فى كل شهر ثلاثة أيام إلى العشاء وهكذا صامه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه».
وكان صيام أبو البشر بعد نزوله إلى الأرض وبعد دعائه لله وقبول الله توبته، فتقرب عليه السلام إلى الله بالصيام كوسيلة شكر إلى الله، وذُكر أنه صام الأيام الثلاثة من كل شهر قمرى بداية من الليلة الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة، واتبعه بعد ذلك فى الصيام نوح عليه السلام بعدما نجاه الله من الطوفان فشكر الله واتبع آدم عليه السلام فى صيامه الثلاثة أيام البيض من كل شهر عربى.
