يحتاج الجميع معرفة الوقت والشهور ومواقيت الصلاة، ورغم التقدم التكنولوجي ما زالت تحتفظ إمساكية رمضان بمكانتها بين المصريين، وكثير لا يعرف من أين قدمت فكرة إمساكية رمضان والتي يتعرف الصائم من خلالها على مواعيد السحور والإفطار.
يرجع أصل تسميتها بـ"إمساكية" نسبة للكلمة العربية إمساك، والتي تشمل إمساك الإفطار والصيام، كانت بداية الحكاية عام 1846 ميلاديا، في عهد والي مصر، محمد علي باشا، الذي شهد عصره ظهور أول إمساكية مطبوعة في مصر، وحملت اسم «إمساكية ولي النعم» ودُون فيها أوقات الصلاة والصيام والإفطار بالتاريخ الهجري، كما شملت على الأيام بالتقويم العربي، وشملت أيضاً في أعلاها وصفا لقدوم شهر رمضان «أول يوم رمضان الاثنين، ويري هلاله في الجنوب ظاهرا كثير النور قليل الأرتفاع، ومكثه خمس وثلاثون دقيقة» ووضعت في إمساكية رمضان صورة للوالي محمد علي، وبدأت الحكومة توزعها في مصر على الدواوين والشعب بالمجان.
وكغيرها تطورت الإمساكية بتطور الزمن وتدخل التكنولوجيا، واستخدمت في مجال الدعاية والإعلان، فكانت أول إمساكية يتم الإعلان من خلالها عام 1929 وحملت ختم مطبعة النهضة المصرية، وقامت المطبعة بالدعاية لنفسها من خلال الإمساكية وروجت على استعدادها لطباعة الكتب، ثم استخدمت في التجارة على يد رجل الأعمال اليهودي داود عدس، وأعلن من خلالها عن محلاته وما يقدم للزبائن، وقام بتوزيعها على المارة، وأضاف عليها أحكام الضيام والأدعية.
