الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

وزير الأوقاف: الجماعات المتطرفة تحاول تزييف الوعي بالمغالطات

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في الحلقة الرابعة عشرة من برنامج "رؤية" بعنوان: "الجاهلية والصحوة"، أن من أهم المفاهيم التي يجب أن تصحح مفهوم الجاهلية، ومفهوم الصحوة.

وقال وزير الأوقاف، أن الجماعات المتطرفة اتخذت من المغالطات، وتزييف الوعي، وتحميل بعض الألفاظ، والمصطلحات دلالات أيديولوجية خاصة بها، وألحت على ذلك إلحاحًا مقيتًا، وعملت بما وفرت من وسائل طباعة ونشر أن يصبح ذلك بمثابة الأفكار الراسخة، مما يتطلب تفنيدًا علميًا، ومنطقيًا، وتفكيكًا لمصطلحات هذه الجماعات المتطرفة حتى نحمي شبابنا ومجتمعنا من مخاطر التطرف، والمغالطة بالمصطلحات، واللعب بالمصطلحات، واللعب بالألفاظ،  وتزييف المصطلحات، وتزييف المعاني.

وتابع : أما مصطلح الجاهلية، فقد لجأت الجماعات المتطرفة إلى وصم المجتمع الإسلامي بأنه جاهلي، ليبدأ ينطلق من الجاهلية وتجهيل المجتمع إلى كل شيء بدعة، فسق، حرام، ثم انتقلوا من الجاهلية إلى تكفير المجتمع، وهذه الخطورة البالغة، أولًا : رمي مجتمعاتنا بالجاهلية مغالطة من الجماعات المتطرفة شكلًا ومضمونًا،  أما من حيث الشكل واللغة فالجاهلية التي أطلقت على الفترة التي سبقت بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) ليست من الجهل ضد العلم، ولا من الجهل ضد الإيمان، ولم يقل أحد أن الجهل هنا ضد الإيمان، إنما هي من الجهل ضد الحلم، من الجهل نقيض الحلم، وليس نقيض العلم، من ذلك قول عمرو  بن كلثوم :
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
لا يعتدي أحدٌ علينا فنعتدي فوق اعتداء المعتدين.

وتابع "جمعة" قائلًا، هنا الجهل بمعنى : أننا القوة، والطيش، ولا يعتدي، ولا يطيش، ولا يتطاول أحد علينا ، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) : "يا أبَا ذَرٍّ أعَيَّرْتَهُ بأُمِّهِ؟ إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ"، وكأنه يقول: من يعتدي، ويجور على العامل والأجير ويحمله ما لا يطيق ففي ذلك جاهلية واعتداء على الآخرين، إذًا فمن حيث الشكل، ليست من الجهل نقيض الإيمان، ولا من الجهل نقيض العلم، وأما من حيث المضمون، فمن يقول مثلًا عن مصر العلم والعلماء، مصر الأزهر، مصر المساجد، مصر المآذن، مصر القرآن التي يدرس بأزهرها الشريف نحو مليوني طالب وطالبة، ويستضيف أزهرها الشريف عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات الوافدين من مختلف دول العالم، والتي نبعث من وزارة الأوقاف.

وقال وزير الأوقاف، إن  أزهرنا الشريف يبعث مئات الموفدين يعلمون الناس علم الإسلام، حتى قال الشيخ محمد متولي الشعراوي (رحمه الله): "من يقول عن مصر التي صدَّرت علم الإسلام حتى إلى البلد الذي نزل فيه الإسلام وانتشر علماؤها في مختلف دول العالم يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، أنه بلد جاهلي، لا يقول ذلك الا جاهلٌ، أو حاقدٌ، أو حاسدٌ، أو مُستَغِلٌ، أو مُستَغَلٌ، أو عميلٌ، أو مأجورٌ لصالح أعداء الدين والوطن" وعلى حد قول الإمام البوصيري: 
قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ
ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماء منْ سَقَم
هذه نظرة الجماعات المتطرفة، أما الحقيقة فكما يقول المتنبي:
وهَبْني قُلتُ: هذا الصّبْحُ لَيْلٌ
أيَعْمَى العالمُونَ عَنِ الضّياءِ؟
 

مردفًا: من يعرف مصر، ومساجدها، ومآذنها، وأزهرها، وخدمتها لكتاب الله، وأوقافها، وإفتائها يدرك أنها تعمل على نشر صحيح دين الله ومحاربة الغلاة، والمتطرفين، والتفلت، والتسيب في آن واحد، باحثةً عن الوسطية لشرع الله.
 

وأوضح "جمعة"، أنه بالنسبة لقضية الصحوة فان هذه الجماعات أرادت أن تسوق الصحوة على أن صحوتها في عدد أفرادها، وفي سمتهم، ولباسهم، ومدى انتشارهم، وحرصهم على بعض المظاهر الشكلية أن تسود في المجتمع، حتى لو كان ذلك على حساب المضمون والجوهر، أرادوا أن يسوقوا الصحوة على أنها صحوتهم هم، وهم بعيدون كل البعد عن مفاهيم الصحوة الحقيقية، الصحوة الحقيقية ليست في أعضاء هذه التنظيمات التي تشكل خطورة على الدين والوطن، الصحوة الحقيقة: هي أن نمتلك أمرنا، وكلمتنا، وأن ننتج غذاءنا، ودواءنا، وكساءنا، وسلاحنا، وأن نرفع مستوى بلدنا ومواطنينا: علميًا، وثقافيًا، ومهنيًا، واقتصاديًا، ومعيشيًا، وأن نُعد جيشًا قويًا يدافع عن أمننا وأماننا، فاقتصاد قوي وجيش قوي يعني دولة ذات مكانة ومواطنًا ذا كرامة، وهو ما تسير عليه بفضل الله مصرنا العزيزة في جمهوريتنا الجديدة في عهدنا المبارك، عهد  الرئيس عبد الفتاح السيسي ، دولة تبني وتعمر في مختلف المجالات، تعنى بمواطنيها صحة، وتعليمًا، ومبادرات اجتماعية، هذا هو التطبيق العملي، والفهم الحقيقي لصحيح الدين، فهم صحيح الدين أن نبني دولة قوية، أن نبني اقتصادًا قويًا ، أن نبني جيشًا قويًا ، نعد نظامًا تعليميًا قويًا.

وأكد أنه لن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا، الصحوة الحقيقية لأمة تتقدم علميًا، واقتصاديًا، تتعلم، وتنتج، وتعمل، الصحوة الحقيقية في الجوهر وليس في مجرد الشكل، في المضمون، وليس في مجرد الأسماء والمسميات. 
جاء ذلك في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير، وإعادة قراءة النص في ضوء متطلبات وقضايا عصرنا الحاضر، وإسهامًا في بناء الوعي الرشيد.