ما حدث في باكستان لعمران خان رئيس الوزراء المنتخب لا يجب أن يصدم أحد لان نفس السيناريو القديم مع أسلافه الذين حاولوا الخروج من بيت الطاعة الأمريكي يتم تنفيذه لنفس من أسسوا طالبان والقاعدة.
وداعش بعد تدمير العالم العربي ولكن هذه المره تبدو آسيا هي المستهدفة ولم يسبق لأي رئيس وزراء في باكستان أن أكمل مدة ولايته،البالغة خمس سنوات، لكن السيد عمران خان هو أول رئيس حكومة يعزل بحجب الثقة في البرلمان، بينما خرج أسلافه من السلطة بفعل انقلابات عسكرية، أو بأوامر من المحكمة، أو بالاستقالة، أو الاغتيال.والغريب أن تكتمل المؤامرة بأيدي الإسلاميين كعادتهم رأس حربة الأوطان فقد قفز شهباز شريف زعيم الرابطة الإسلامية الباكستانية وزعيم المعارضة لرئاسة الوزارة خلفا لعمران خان وكان شهباز قد واجه تهما بالفساد والمحسوبية وغسيل الأموال، عام 2017.
ومن المتوقع أن يواجه تحديات كبيرة، أبرزها تباطؤ نمو الاقتصاد، وارتفاع التضخم، وتدني سعر صرف العملة المحلية، التي فقدت قدرا كبيرا من قيمتها منذ اندلاع الأزمة السياسية الحالية.
والحكاية أن عمران خان حاول ان يخرج من التبعية الأمريكية.. فقرر زرع اكله وشجع التصنيع والتصدير.. واهتم بالتعليم.واوقف اية قروض دولية.. كما فرض ضرائب على كبار المستثمرين ورفع الضرائب نهائيا عن الطبقة الوسطى.. وقف مع المضطهدين فى كشمير وبورما.علما بأن.
باكستان هي الدولة المسلمة الوحيدة النووية.. وعدد سكانها كبير ومكانها استراتيجى جدا لامريكا لانها تجاور ايران والصين وأفغانستان فكانت دوما تابعة لأمريكا.
والأخطر أنه تحدى سطوة الجنرالات وطالب بمحاكمتهم والتحقيق فى ثرواتهم المهولة وعلي عكس إرادة الأمة خرج قائد الجيش الباكستاني بعمل لقاء كامل يهاجم روسيا انها غزت اوكرانيا فى مغازلة صريحة لامريكا وقال "علاقات الجيش الباكستانى بأمريكا علاقات استراتيجية وممتازة ونسعى لتطويرها" فى حين اعلن عمران خان حياد بلاده فى قضية أوكرانيا حتى لا يخسر روسيا والصين ثم قرر عمران خان وحزبه الانضمام للمحور الروسي الصيني بعد أن كانت باكستان تاريخيا حليفة أمريكا والغرب وفجأة ظهر خان في الكرملين يصافح بوتين وفي الأسبوع ذاته زار مسؤول هندي موسكو، فأخذت الدول الغربية موقفي الهند وباكستان من الحرب على أنه تأييد مبطن لسياسة بوتين العدوانية وهناك اعتقاد أن بوتين نجح باستدراج الهند، مثلما نجحت الصين ـ الصديق الأزلي لباكستان ـ باستدراج عمران خان للتحالف الجديد الهادف لإسقاط القطب الأمريكي الأوحد وإقامة أقطاب متعددة، كما يهوى بوتين. وهنا يبدو تفسير زيارة خان والمسؤول الهندي لبوتين في يوم الغزو، ممكنًا ومفهومًا.
وعندما تبني خان إنشاء ميناء صيني في جوادر ضمن طريق الحرير الجديد الصيني مع احتمال انشاء قاعدة عسكرية صينية وقع الخلاف مع أمريكا وكان من المنطقي ان تكون امريكا ضد الراجل ولكن مشكلتها ان له شعبية جارفة لانه اصلا لاعب كريكيت دولي.. وكان عضو برلمان ٢٠ سنة بما يعني فهمه للسياسة. ثم ان الحزب الذي أسسه سنة ١٩٩٦ (حركة الإنصاف) تضم حاليا ١٠ مليون باكستاني واكتسحت آخر انتخابات برلمانية سنة ٢٠١٨ فبقى هو رئيس الوزراء فى انتخابات حرة نزيهة.. وانهى سيطرة اكبر حزبين بالبلاد.إضافة لكل ذلك ان معظم قادة طالبان مستقرين الآن في باكستان بدعم ومباركة واضحة من وكالة الاستخبارات الباكستانية.وكون طالبان لا تزال موجودة كجماعة معارضة تفاوضت معها إدارة الرئيس دونالد ترامب على اتفاق بشأن الانسحاب العام الماضي، يرجع إلى حد كبير إلى الدعم الباكستاني.ثم إن الامريكان يعتقدون ان الفشل الأكبر في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر هو الإخفاق في ضمان دعم طويل الأمد من دول خط المواجهة المحيطة بأفغانستان وهي إيران، والصين، وروسيا، و"ستانات" آسيا الوسطى الخمس (أوزباكستان، تركمانستان، كازاخستان، كيرجيستان، طاجيكيستان)، والهند، وباكستان بصورة خاصة.
