سيطر الشعر الأبيض على وجه لبيب صبحي البالغ من العمر 75 عامًا، لكنه لم يرفع راية الاستسلام حتى الآن، يكافح ويعمل ليجني قوت يومه، فرغم توقف عجلات السير في مهنته إلا أنه بحث عن العمل في شيء آخر ليستطيع العيش وسط تلك المعاناة، فهو يعمل صانع خيم وسجاد، ورغم ذلك يفترش الشارع بالفوانيس الرمضانية والأشكال الأخرى التي تباع في رمضان من مواكبة الأحداث والعصر الحالي الذي لم ينظر نحو المهن اليدوية الشاقة التي تخرج من فن فريد من نوعه.
خمسون عامًا ما تكل مغازله يعمل طوال الوقت في صناعة الخيم التي تصدر إلى الخليج والتي تستخدم في الصحراء، إلا أن رمضان جاء ليقلب أحوال الرجل تماما من صناعة الخيم إلى العمل في بيع الفوانيس والهلال والسريا الرمضانية التي تسيطر على الأسواق في هذه اللحظات.
وفي شهر رمضان يغير الرجل الستيني عمله تماما: "الفوانيس دي تصنع من الخشب وأيضا المعدن، وبالنسبة لرمضان يكون له موسم خاص، في رمضان نبيع الفوانيس والهلالات وأشكال أخرى بكار وغيره، وبنشتري البضاعة دي من المصانع".
ويقول لبيب إن أسعار الفوانيس تختلف من الواحدة تلو الآخرى، حيث تبدأ من 20 جنيها حتى 150 جنيها، وأيضًا هناك أشكال أخرى تصنعها الحرفيين بهذه المنطقة نشتريها منهم ونعرضها للبيع، وأن سوق رمضان يكون مختلف عن غيره من الأيام العادية، مضيفًا: "أن العمل في هذه الأشياء التابعة لشهر مضان مزي لأن الجميع يستقبلون رمضان بشراء هذا الأمر".
ويشير الرجل الستيني أن المظاهرات التي اندلعت في 2011 كانت سببا في تدهور العمل في الخيامية، حيث أنه لم يوجد سياح لشراء مثل هذه المنتجات، لذا بدأ البعض ترك مهنته والتوجه إلى عمل آخر.