طوال السنوات الماضية، لعبت جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية بعواطف ومشاعر الشعوب العربية مستفيدين من "القضية الفلسطينية"، حيث تنشط الجماعات في تحريض الشعوب ضد السلطة السياسية، واستقطاب الشباب من أجل الجهاد، ومن ثم يسهل توظيفهم من أجل أهدافهم السياسية.
ودائما ما يشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في المناسبات المختلفة، على ضرورة تسوية القضية الفلسطينية، وتقديم ضمانات دولية تبث الأمل في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني من خلال إقامة دولتهم المستقلة، ومؤكدا في الوقت نفسه، أن تسوية القضية سيقضي على أحد أهم الأسباب والذرائع التي يعتمد عليها الإرهابيون لاِستقطاب البعض للانضمام لهم.
كانت الحلقة الـ12 من مسلسل "الاختيار3" عرضت تسجيلا جديدا لقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، فيه يتحدث الإخواني خيرت الشاطر عن علاقة الجماعة بإسرائيل، حيث كشف التسجيل عن اعتراف الجماعة بعدم رضاها عن تعرض مصالح إسرائيل للخطر، كما كشف تلاعب الجماعة بالحشود التي يجمعونها من أجل تحرير فلسطين بينما يطلبون سرا من خالد مشعل القيادي بحركة حماس إصدار بيان يطالب فيه المصريين بعدم الذهاب إلى الحدود.
وقال "الشاطر": "لو حصلت ثورة جياع، ستكون خطرا على مصالحكم، وعلى مشروع إسرائيل، اليوم حين وقف الشعب وقال نريد الذهاب إلى الحدود مع إسرائيل؛ جميعنا وقفنا وقلنا لا، وإتصلنا بخالد مشعل، وقلنا طلع بيان للإعلام وللنت، وقل نحن لا نريد من المصريين أن يذهبوا، فإذن اليوم لا نريد إنهيارا في البلد، لا نريد فوضى، لا نرغب في التخريب ولا حتى ضد مصالحهم. لسنا في حرب مع أحد".
وأكد الكاتب سامح فايز، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية الجهادية، أن مسلسل "الاختيار3" حطم أسطورة جماعة الإخوان حول القضية الفلسطينية، فدائما ما كانت الجماعة تحشد أتباعها للقيام بمظاهرات من أجل فلسطين، وللهتاف بـ"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود"، حيث كشف المسلسل حقيقة هذا الشحن الذي تواصله الجماعة باستمرار، فهي مثل أغلب الساسة متلونة تستخدم القضية الفلسطينية وقت الحاجة ثم تتجاهلها وقت تحقيق أهدافها.
وقال "فايز" في تصريحات لـ"البوابة نيوز": إن تسجيل الشاطر ينفي كل الأوهام المتعلقة بمقاومة الصهيونية وإسرائيل، فالهدف الذي تريده الجماعة هو الوصول لحكم مصر فقط، والتي تقودهم لتحقيق حلم أستاذهم الأول حسن البنا، حكم العالم!
وأضاف "فايز"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حمل عبء عدم دخول البلد في حرب أهلية كانت الجماعة تجهز لتوريط البلد فيها، مشيدا في الوقت نفسه بمعركة الوعي التي يخوضها الرئيس السيسي الذي حذر في أكثر من مناسبة من خطورة الفصيل الذي استمر ينخر في ثقافة وعقل المجتمع لأكثر من تسعين سنة ماضية.