على مائدة «البوابةنيوز» الثقافية خلال شهر رمضان، مثقفون وأدباء يتحدثون عن البدايات وكيف تكونت شخصية المثقف، ومدى تأثرهم بالأدب العربى والعالمى، ذكريات وطقوس المثقفين خلال الشهر المبارك، الدراما ومسلسلات رمضان من وجهة نظر المثقفين، ونصائح للجيل الجديد والشباب.. حوارات يومية على مدار الشهر.
موعدنا اليوم مع حوار جديد من حوارات رمضان الثقافية مع الكاتبة سارة يس، وإليكم نص الحوار
■ ما ذكريات رمضان فى الصغر؟
- تفتحت مداركى منذ الصغر فى رمضان على صوت أحاديث الشيخ محمد متولى الشعراوى.. أتذكر الآن والدى وجدى لأبي رحمة الله عليه، وهما بجوار جهاز الراديو للاستماع إلى تلك الأحاديث الدينية القيمة جدا فى مركز مغاغة بمحافظة المنيا حيث قضيت خمس سنوات من طفولتى فى هذه المحافظة قبل سفرنا إلى السعودية نظرا لظروف عمل والدى.
ذكرياتى مع رمضان والطفولة مستمرة فى السعودية، وأنا أسترجعها الآن بكل حماسة وشغف إنسانى عميق، أتذكر ونحن فى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية ذكريات رمضان الجميلة فى تلك المدينة الدينية الجميلة العريقة، ما أجمل طعم السمبوسة وأنا أتذوقها مع أهلى من المطعم الشعبى السعودى بحى الملز فى مدينة الرياض، طعم تمور القصيم اللذيذ لا يزال عالقا فى فمى، رائحة البخور الذكية الأصيلة التى كنت أستنشق عبقها عند جيراننا السعوديين أو فى الأسواق لا أزال أستنشق عبقه الأصيل حتى الآن فى أروقة ذاكرتى.
■ هل تتابعين دراما رمضان والتليفزيون المصري؟
- قضيت فى الرياض سنوات طويلة سعيدة من فترتى الطفولة والمراهقة وتشكلت من خلالهما صورة مصر وتطور حال المجتمع فيها من خلال الإعلام المصرى، وتحديدا القناة الفضائية المصرية التى كانت تعكس لنا هذه الصورة من خلال البرامج والدراما الرمضانية، على سبيل المثال أذكر مسلسل «ألف ليلة وليلة»، حيث كنت وقتها وأنا طفلة معجبة جدا بأزياء بطلات هذا المسلسل وأحاول أن أقلدها بطرق بسيطة طفولية مرحة، أتذكر أيضا فترة زمنية أخرى فى السعودية وتحديدا عندما انتقلنا للحياة فى سكن الأطباء التابع لعمل والدى الطبيب، الدكتور محمد فتحى يس، كنت مع جارتى، والتى أعتبرها فى مكانة أختى الغالية جدا هى المهندسة بسمة جمال شريف نشاهد مسلسل «حديث الصباح والمساء» فى رمضان عام ٢٠٠٢، كنا وقتها فى المرحلة الإعدادية.. أتذكر الآن الحلقة الأخيرة من المسلسل ونحن نتابعها معا بكل حماس.
■ ما طقوسك فى رمضان؟
-طقوسى فى شهر رمضان حاليا طقوس يغلب عليها طابع العبادة الدينية حيث أننى أستيقظ فى الصباح على صوت القرآن الكريم وأحب مشاهدة قناة السعودية فى بث مباشر من الحرم المكى، حيث إن منظر الكعبة مريح جدا نفسيا بالنسبة لى، وبعد ذلك أذهب للمطبخ من أجل مساعدة والدتى فى إعداد طعام الإفطار وبعد الانتهاء من طهى الطعام أذهب لصلاة العصر وترديد الدعاء فى كل الأوقات، وأحب جدا مشاهدة برامج دينية فى التليفزيون ومشاهدة حلقات دينية لفضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمة الله عليه، وعندما يحين وقت أذان المغرب أذهب إلى المطبخ مع والدتى من أجل مساعدتها فى تحضير طعام الإفطار، وأحب جدا أن أفطر على تمر باللين وكركديه بارد، أهم مشروبات مفضلة بالنسبة لى، وأحب جدا صلاة التراويح فى المسجد، كما أننى أحب جدا عمل زيارات إنسانية لمستشفيات سرطان الأطفال، أشعر بالسعادة فى تقديم الدعم للمحتاجين جميعهم، والله هو الموفق والمستعان على كل الأمور.
■ ما الكتب التى تحرصى على قراءتها خلال رمضان؟
- أستعد فى هذا الشهر لقراءة كتاب عن تفسير القرآن الكريم وكتب عن العبادات الدينية، وأرى أن الدراما التى تقدم هى فن يعكس واقع المجتمع بشكل واقعى يتضمن انعكاسا لإيجابيات وسلبيات المجتمع وأتمنى أن تعكس الدراما السلبيات من خلال المعالجة الدرامية العميقة لتقديم حلول قاطعة تساهم فى معالجة السلبيات بصورة فعالة فى هذا المجتمع. ونجوم دراما رمضان المفضلين بالنسبة لى أمينة خليل، مى عز الدين، يسرا، غادة عبد الرازق، وكتاب المسلسلات المفضلين، الكاتب يوسف معاطى، الكاتب مدحت العدل.
■ كيف كانت بداية الاهتمام بالكتابة والأدب؟
- بدأ اهتمامى بالكتابة والأدب منذ الطفولة عن طريق تنمية موهبتى الأدبية ذاتيا، حيث إننى كنت أحب تذوق الجوانب الجمالية فى اللغة العربية فى المراحل الدراسية المختلفة، كما كنت أحب قراءة قصص المغامرات فى أوقات الفراغ، والأهم من ذلك كله هو دور أمى العظيم فى تنمية الملكة الأدبية بداخلى، حيث إنها كانت تذاكر لى مادة اللغة العربية فى المراحل الدراسية المختلفة وكانت تعطينى دعما إيجابيا فى سبيل الرقى المستمر بمستوى اللغة العربية بالنسبة لى.
■ مَن الكتاب المؤثرين فى رحلتك؟ وما هى كتب مرحلة التكوين؟
- مِن أبرز الكتاب الذين أثروا فكريا على مستوى ذوقى الفنى هو الكاتب يوسف إدريس رائد القصة القصيرة، ومن أبرز الكتب التى شكلت وعيى فى مرحلة التكوين هو كتاب اللغة العربية فى المراحل الدراسية المختلفة، أحرص جدا على متابعة أعمال الكاتبة مريم نعوم، حيث إنها حريصة على التركيز على قضايا إنسانية تخص المرأة وهو نفس موضوع اهتماماتى، وأنصح الجمهور بضرورة التأنى وتوخى الحذر عند الإقدام على التجارب المختلفة وأنصحه أيضا بالتمسك بمبادئ الدين الحنيف قولا وفعلا فى الحياة.
■ هل مصطلح القراءة السريعة يروق لك؟
- أرى أن مصطلح القراءة السريعة يشبه «الأكلة التيك أوي»، القراءة السريعة فى العصر الراهن، عصر العولمة، قد تكون بلا وعى ورغبة حقيقية فى تكوين رؤية ثقافية عميقة، لذلك أنصح الجمهور بالقراءة المتأنية بعمق وتحليل فنى لمختلف فنون الثقافة وفروع الأدب المتنوعة من أجل تشجيعهم على إثراء فكرهم وتكوين وعيهم على أساس علمى ودينى صحيح.
■ ما تأثير الأدب الأجنبى على الأدب العربي؟
- أرى أن الأدب الأجنبى تغلغل فى الأدب العربى بدرجة معينة جعلت أسلوب الكتابة فى الأدب العربى يبتعد عن الأصالة والعراقة وينسلخ نوعا ما بالتدريج عن هويتنا الثقافية العربية الأصيلة، ونأمل أن نستعيد تراث هويتنا العربية النابعة من انتمائنا لقيمنا وعاداتنا الأصيلة.
■ ما أمنيتك الأدبية؟
- أتمنى أن أكتب مذكراتى التى أتمنى أن أقدم من خلالها للناس خبرات مكتسبة من تجارب عشتها فى حياتى أثناء فترات التنقل بين الأماكن المختلفة فى فترة الطفولة والمراهقة، أحب فى النهاية أقول لوالدى ووالدتى وأخى وجيرانى وأصدقائى، شكرا جدا على وجودكم فى حياتى يا أغلى الناس. دمتم أعظم نعمة فى حياتى.