هناك الكثير من العلماء العرب الذين اشتهروا في العالم من خلال تقديم معلومات واختراعات وأفكار للبشرية في الكثير من المجالات غيرت في المستقبل البشري، ومن أبرز هؤلاء العلماء العرب “ابن الهيثم عالم الرياضيات والبصريات والفلكي والفيزيائي العربي.
وتبرز ”البوابة نيوز" أبرز ما قدمه للبشرية ومعلومات عنه:
هو أبو العلي الحسن بن الحسن بن الهيثم، هو عالم عربي مسلم واسع المعرفة في علوم متعددة، كالرياضيات والطب، والفلك والفلسفة والفيزياء، كما أنه كتب في المنطق والأخلاق والسياسة والشعر والموسيقى وعلم الكلام، بالإضافة إلى ملخصات لكتب أرسطو وجالينيوس، أما أكبر مساهماته المشهودة حتى الوقت الحالي فهي في علم البصريات.
ولد أبي علي الحسن بن الهيثم في البصرة عام (354هـ - 965م) وبها نشأ وتعلم، ولا يعرف شيء عن نشأته الأولى سوى أنه عاش في فترة مزدهرة، ظهر فيها أساطين العلم في الفلسفة والطب والكيمياء والرياضيات والفلك، فجذبته هذه العلوم فأقبل عليها بهمة لا تعرف الكلل، فقرأ ما وقع تحت يديه من كتب المتقدمين والمتأخرين، ولم يكتفي بالاطلاع عليها والقراءة فيها، واتخذ قرارًا بتكريس نفسه تمامًا لدراسة تلك العلوم وتكريس بقية حياته وكل طاقاته للرياضيات والفيزياء والبصريات والعلوم الأخرى.
ذاعت شهرة الحسن بن الهيثم في العالم الإسلامي باعتباره عالمًا في الهندسة له فيها آراء واجتهادات، وسمع به الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، فتاقت نفسه إلى الاستعانة به، وزاد من رغبته ما نمي إليه ما يقوله ابن الهيثم: "لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملا يحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص"، وكان ابن الهيثم في هذه الفترة قد تجاوز الستين من عمره.
يصل ابن الهيثم إلى مصر وكانت تحت خلافة الحاكم بأمر الله، وعلى الرغم من كون الحاكم بأمر الله حاكمًا قاسيًا، وغريب الأطوار، لكنه كان يعتني بالعلم والعلوم ونبغ في خلافته الكثير من العلماء، ويذكر أنه أنشأ مكتبة كانت ذات أهمية لبيت الحكمة لمدة جاوزت ال 150 سنة.
يطلب الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله من ابن الهيثم أن ينفذ فكرته، التى كانت تقضى ببناء سد بنفس موقع سد أسوان الحالي، ولكن الإمكانات المتاحة فى ذلك العصر لم تمكن ابن الهيثم من تنفيذ رؤيته، فاعتذر للخليفة، فتظاهر الحاكم بأمر الله بقبول عذره، وطلب الخليفة من رجاله إيجاد منصب له في ديوان من الدواوين، وكان ابن الهيثم يريد الاعتذار عن قبول المنصب، لكنه خاف من بطش الخليفة به، فادعى ابن الهيثم الجنون، فوضعه الخليفة قيد الإقامة الجبرية لمدة عشر سنوات من 1011 حتى 1021 حتى توفى الحاكم بأمر الله.
استغل ابن الهيثم فترة الإقامة الجبرية فى تأليف أشهر كتاب له، وهو كتاب "المناظر" وبقى فى مصر حتى عام 1038، وكتب العديد من النظريات فى الرياضيات والفيزياء والفلك ثم غادر إلى بلاد الأندلس، حيث تأثر العالم بن رشد بنظريات بن الهيثم الذى كانت له إسهامات كبيرة فى علم البصريات.
هذا وبعد وفاة الخليفة إستدعت شقيقة الخليفة "ست الملك" ابن الهيثم وعرضت عليه راتبًا شهريًا وضمته إلى مجلس العلماء بدار العلم، لكنه اعتذر منها وعاد إلى نسخ الكتب وكسب عيشه منها، ويذكر أنه أتى أحد طلاب العلم ويدعى (مبشر ابن فاتك القائد)، وطلب من ابن الهيثم أن يدرس على يديه، فوافق ابن الهيثم وبعدها بمدة، أتى إليه ابن أمير من أمراء الشام وطلب من ابن الهيثم أن يضُمَّهُ إلى طلابه فطلب منه ابن الهيثم 75 دينار في كل شهر مقابل تعليمه لمدة ثلاث سنوات، وبعد إنقضاء ثلاث سنوات كان هذا الأمير الصغير قد وعى الكثير وحفظ الكثير الكثير على يد ابن الهيثم وفوجئ الأمير عندما رأى أن ابن الهيثم قد جمع كل المال الذي كان يعطيه إياه الأمير وأرجعه إليه وقال له: "هذه دنانيرك احتفظت لك بها خذها يا بني فلا أجرة في العلم وما طلبتها منك إلا إختبارا لمدى رغبتك في العلم".
انشغل إبن الهيثم في بقية سنين عمره بدراسة ظواهر علم الضوء والبصريات، ويعتبر ابن الهيثم المؤسس الأول لعلم المناظر ومن رواد المنهج العلمي، وهو أيضًا من أوائل الفيزيائيين التجريبيين الذين تعاملوا مع نتائج الرصد والتجارب فقط في محاولة تفسيرها رياضيًا دون اللجوء لتجارب أخرى، وقد صحح ابن الهيثم بعض المفاهيم السائدة في ذلك الوقت اعتمادًا على نظريات أرسطو وبطليموس وإقليدس.
أثبت ابن الهيثم حقيقة أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، وليس العكس كما ساد الاعتقاد آنذاك، ودرس تشريح العين وأعطى لأجزائها مسميات ما زالت باقية حتى الآن، وهو أول من درس التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار، كما أورد كتابه المناظر معادلة من الدرجة الرابعة حول انعكاس الضوء على المرايا الكروية، ما زالت تعرف باسم "مسألة ابن الهيثم"، هذا وإليه تنسب أيضا مبادئ اكتشاف الكاميرا.
وعن مؤلفات ابن الهيثم، فقد دونَ ابن الهيثم الكثير من الأعمال والمؤلفات التي خدمت العلوم البشرية مثل: الفيزياء، البصريات، علم الفلك، الرياضيات، الهندسة، الفلسفة، هذا وقد تم تكريم ابن الهيثم في الكثير من الدول على هذه الأعمال، ففي جامعة آغاخان سمي كرسي طب العيون باسمه، وتم تسمية أحد الكويكبات التي تمّ العثور عليه بإسمه عام 1999، وتوفى الحسن ابن الهيثم فى مصر في 6 مارس عام 1040.