سنوات أعتاد فيها المصريون على سماع جملة «مدفع الإفطار.. اضرب» عند حلول وقت أذان المغرب، وكان وقتها يُستخدم في منطقة القلعة لعدة عقود، لإخطار الصائم بالاستعداد للإفطار.
وتُعد القاهرة أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، ولحكاية المدفع قصص وروايات، بداية القصة الأولى عام 865 بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان الأمر بعيداً عن تنبيه بموعد الإفطار، حينما أراد السلطان المملوكي خوشقدم اختبار مدى كفاءة المدفع الجديد الذي حصلت عليه الدولة، فقرر أن يجربه وقت غروب الشمس في شهر رمضان، أهل مصر جميعهم في منازلهم يستعدون للإفطار، وقبل أذان المغرب أُطلقت طلقات المدفع، سمعها الشعب فظن أنه تنبيه للإفطار، فتوجهوا للسلطان لتقديم الشكر له، ومن بعدها نال الأمر إعجاب السلطان خوشقدم، وقرر أن يٌطلق دوي المدفع قبل الإفطار والتذكير بالسحور والإمساك.
الحكاية الثانية، ترجع إلى عهد محمد علي باشا، حين حصل على مدافع قادمة من ألمانيا، وتصادف وصولها وقت غروب الشمس في شهر رمضان، فأمر محمد علي باشا بتجربة أحد المدافع، الأمر الذي جعل المصريون يتنبهون لقرب أذان المغرب، فنالت الفكرة إعجاب «الباشا» وأمر أن يستمر هذا الأمر طوال شهر رمضان المبارك.
الرواية الثالثة، تعود لعهد الخديوي إسماعيل، عندما قام الجنود بتنظيف المدفع قبل أذان المغرب في شهر رمضان، ومع انطلاق صوت المؤذن دوى صوت المدفع في سماء القاهرة، ظن وقتها الشعب أن الحكومة اتبعت تقليداً جديداً في رمضان بإطلاق طلقات من المدافع احتفالاً بالشهر الكريم، وعندما علمت فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل هذا الأمر، أمرت بأن يتم إطلاق صوت المدفع طوال شهر رمضان، وليس هذا فحسب بل في كل مناسبة تخص المصريين، ومن وقتها سُمي بمدفع الحاجة فاطمة، وانتقل تقليد إطلاق المدفع من القاهرة لباقي العواصم العربية والإسلامية.