للصلاة علي النبي الكريم صلى الله عليه وسلام، فضل كبير، ويزداد فضلها في شهر رمضان المبارك، ويكفي أن الله بدأ بنفسه بقوله تعالى ((إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أيُّها الذينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسليمًا))، مما يعني أنها بلا شك أمر عظيم.
وعن أبي بن كعب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك"، رواه الترمذي.
ومن عجائب الصلاة على النبي أيضًا “امتثال لأمر الله بالصلاة عليه، موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه، موافقة الملائكة في الصلاة عليه، حصول عشر صلوات من الله تعالى، وأن يرفع له عشر درجات، ويكتب له عشر حسنات، ويمحى عنه عشر سيئات، وترجى إجابة دعوته، وسبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم، وسبب لغفران الذنوب وستر العيوب، وسبب لكفاية العبد ما أهمه، سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم، تقوم مقام الصدقة، وسبب لقضاء الحوائج".
وللصلاة على النبي سبب لصلاة الله وملائكته على العبد، وسبب زكاة المصلي والطهارة له، وسبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته، وسبب للنجاة من أهوال يوم القيامة.
كما أن الصلاة على النبي تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم، نجاته من دعائه عليه برغم أنفه إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم، تأتي بصاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها، تنجـي من المجلس الذي لا يذكر فيه اسم الله ورسوله صلى الله عليـه وسلم، سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والـصلاة على رسولـه صلى الله علـيه وسلم، سبب لفوز العبد بالجواز على الصراط، ويخرج العبد عن الجفاء بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
وهي سبب لإلقاء الله تعالى الثناء الحسن على المصلي عليه صلى الله عليه وسلم بين السماء والأرض، وسبب رحمة الله عز وجل، سبب البركة، وسبب لدوام محبته صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها، وسبب لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم للمصلي عليه صلى الله عليه وسلم، وسبب لهداية العبد وحياة قلبه، وسبب لعرض المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده صلى الله عليه وسلم، وسبب لتثبيت القدم على الصراط، متضمنة لذكر الله وشكره ومعرفة إحسانه، وهي من أعظم الثمرات وأجل الفوائد المكتسبات بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم انطباع صورته الكريمة في النفس.
وأفضل صيغة للصلاة على النبي هي الصيغة الابراهيمية: “اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.