الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

ذاكرة 13 رمضان| وفاة صلاح سالم.. عضو مجلس قيادة ثورة يوليو

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مثل هذا اليوم، 13 رمضان 1381 هجرية (1962 ميلادية)، رحل عن عالمنا أحد أشهر  وجوه تنظيم الضباط الأحرار، ومجلس قيادة  ثورة 23 يوليو 1952.. إنه "صلاح سالم".

شهدت مدينة "سنكات" شرق السودان، في سبتمبر 1920، ميلاد "صلاح سالم"، ونشأته، وتعليمه في الكتاتيب، فقد كان والده يعمل موظفًا هناك. ثم عاد إلى القاهرة، لتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي.

وفي سنة 1940، تخرج "صلاح سالم" في الكلية الحربية. وأكمل دراسته العسكرية، حتى تخرج في كلية أركان حرب سنة 1948.. وهي نفس السنة التي شارك فيها "سالم" في حرب فلسطين، وتعرف فيها لأول مرة على "جمال عبد الناصر" أثناء حصاره في "الفالوجا"، فانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار، عضوًا في اللجنة التنفيذية.

شارك "صلاح سالم" في ثورة يوليو 1952، وكانت مهمته السيطرة مع أخيه "جمال سالم" على القوات المتمركزة في سيناء وشرق القنال وفلسطين، وتأمين دورها في الثورة. نجحت الثورة، وعاد "سالم" من العريش إلى القاهرة قُبيل خروج الملك فاروق من قصر رأس التين بالإسكندرية بساعات. وتم تكليفه بمهمة الإشراف على وحدة الجيش في السودان.. وهُناك بدأت صلة "سالم" تتجدد بسودان الطفولة، وارتباطه بالمسألة السودانية يتخذ شكلًا أكبر.

في السودان؛ عمل "صلاح سالم" على تحقيق المصالحة الوطنية بين الشماليين والجنوبيين قبيل انسحاب الإنجليز من مصر سنة 1954، وذلك بعد أن عُين وزيرًا لوزارة الدولة لشئون السودان. لكن الملف السوداني كان وقتها من أعقد الملفات التي تعترض استقلال مصر في مفاوضاتها مع بريطانيا، في الوقت نفسه الذي عَلت فيه أصوات السودانيين المطالبين بالاستقلال وعدم الوحدة مع مصر. 

وخلال حياته، تولى "صلاح سالم" العديد من المناصب، منها وزيرًا لوزارة الإرشاد القومي "الإعلام حاليًا"، ورئيسًا للهيئة العامة للاستعلام. كما اشتغل بالصحافة؛ مشرفًا على صحيفتي الشعب والجمهورية، ورئيسًا لتحرير جريدة الجمهورية، ورئيسًا لمجلس إدارة دار التحرير للطباعة والنشر.

وفي أواخر 1956، بدأ التباعد بين "صلاح سالم" و"جمال عبد الناصر" حين وقع العدوان الثلاثي على مصر، وانقسم وقتها رأي مجلس قيادة الثورة بين؛ الاستمرار في المقاومة والحرب، أو طلب إيقاف القتال والاستسلام. انحاز "سالم" للحل الأخير، منعًا لتدمير البلاد وتمزيق جيشها من وجهة نظره، إلا أن هذا الموقف تسبب في التباعد بين الزميلين، سالم وعبد الناصر، بعد انتهاء أزمة العدوان الثلاثي.

كان "صلاح سالم" أول الراحلين عن عالمنا من أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو 1952، وتوفي في مثل هذا اليوم 13 رمضان 1381 (18 فبراير 1962) وعمره 41 عامًا بمرض السرطان. وتصادفت وفاته مع افتتاح طريق الكورنيش والطريق الجديد الذي استقطع جزءًا من المقطم وامتد في أرض صحراوية أصبحت بعد ذلك مدينة نصر، فأُطلق اسم "صلاح سالم" على أشهر شوارع مصر.