الكوميديا نوع من أنواع التشخيص الجميل ذات طابع خاص، يجسد فيه الممثل شخوص معينة في صور وقوالب مرحه من صنع المفارقات، ينتج عنها عروضا تُكتب بقصد التسلية في فصول سهلة تنهض على المفارقة والافيهات الخالدة لصنع حالة من البهجة والسعادة للجمهور.
وتحت قبة المسرح تجتمع كافة أشكال الفنون، وخلال رحلته الطويلة وقف على خشبته مبكرا؛ مجموعة من الرائدات منذ مراحله الأولى وصولا اللحظة الحالية، قدمن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
اختص المؤرخ المسرحي د. عمرو دوارة "البوابة نيوز" بفصول لم تنشر بعد من موسوعته الجديدة "سيدات المسرح المصري"، التي تضم السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن في المساهمة بإبداعهن في إثراء مسيرة المسرح المصري.
وخلال أيام الشهر المبارك نستكمل نشر 30 حلقة للسيرة الذاتية لرائدات برعن في أداء الأدوار الكوميدية، بعدما قدمنا على مدار الأعوام الماضية عدد من السلاسل حول رائدات المسرح المصري بمختلف تصنيفاته.
بدأت الفنانة أمينة مصطفى جمال "13 فبراير 1941 - "، المشهورة بـ"ميمي جمال" والمولودة لأب مصري وأم يونانية، حياتها الفنية وهي طفلة صغيرة بفيلم "أقوى من الحب"، وبالرغم من عدم حصولها على دراسات أكاديمية إلا أنها استطاعت أن تصقل موهبتها وأن تكتسب كثير من الخبرات من خلال عملها مع كبار المخرجين السينمائيين والمسرحيين، خاصة بعدما أتاح لها كل من جمالها وحضورها الفني فرصة العمل بكبرى الفرق المسرحية والوقوف أمام كبار نجوم الكوميديا. تزوجت من الفنان الراحل حسن مصطفى، وأنجبت منه بنتين توأم.
ويستطيع المتتبع للمسيرتها الفنية أن يرصد مدى نضجها المستمر وتطور أدائها من عمل فني لآخر، وكذلك مدى قدراتها السريعة على اكتساب الخبرات اللازمة للتعامل مع طبيعة وتقنيات كل قناة فنية سواء مسرح او سينما أو تلفزيون أو إذاعة، وبما يتناسب مع طبيعة كل دور، هكذا أشار المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة إلى ذلك، موضحا أنه وبصفة عامة يتميز أداؤها بالبساطة والصدق والطبيعية، خاصة بعدما أمدتها خبراتها الطويلة بوعي وحساسية في تجسيد مختلف الشخصيات الاجتماعية الخفيفية التي تتسم بخفة الظل، وتقتضي الحقيقة أن أقرر أنها وخلال مشوارها الفني اهتمت كثيرا بالكم على حساب الكيف، حتى أنها حققت أرقامًا قياسية في عدد الأعمال التي شاركت فيها ويكفي أن نذكر مشاركاتها في أكثر من 130 مسرحية، و 150 فيلمًا، و 250 مسلسلا وسهرة تلفزيونية.
مسرح ميمي
شاركت بأداء أدوار البطولة وبعض الأدوار الثانوية بعدد كبير من المسرحيات المتميزة بكبرى الفرق المسرحية، فقد انضمت في بداية حياتها الفنية إلى فرقة "المسرح الحر"، وانتقلت بعد ذلك للعمل بفرق التلفزيون المسرحية واستمرت بالعمل بها لعدة سنوات، حتى تنقلت بعدة فرق خاصة، وإن كان المتتبع لمسارها المسرحي يمكنه رصد أن أكثر مشاركاتها المسرحية كانت من خلال فرقتي" أحمد ويسري الإبياري.
قدمت مع فرقة "المسرح الكوميدي" عروض: "أصل وصورة، وحادث قطار، ومقالب محروس" عام 1963، و"العبيط" في 1964، و"أخلص زوج في العالم" عام 1965، و"نمرة 2 يكسب، وجوزين وفرد، وعسكر وحرامية، وعطوة أفندي قطاع عام" في 1966، و"مين قتل مين؟" عام 1967، و"سفاح رغم أنفه" في 1970.
أما القطاع الخاص فقدمت مع فرقة "المسرح الحر" عرضين: "مراتي نمرة 11" عام 1959، و"بين القصرين" في 1960؛ ومع فرقة "الريحاني": "الستات ما يعرفوش يكدبوا" عام 1963، و"في بيتنا طفل" في 1972؛ ومع فرقة "الكوميدي المصرية" عرضين: "كلام رجالة" عام 1971، و"حب ورشوة ودلع" في 1975؛ ومع فرقة "المتحدين": "وكالة نحن معك" عام 1972، و"مدرسة المشاغبين" في 1973؛ ومع فرقة "الهنيدي": "أنا آه أنا لأ، وعشرين فرخة وديك" عام 1977؛ ومع فرقة "يسري الإبياري" مسرحيات: "عش المجانين" عام 1979، و"وراك وراك، وزكي على نار" في 1984، و"الدبابير" عام 1992، و"المشاكس" في 1995، و"زوزو تروح وشوشو تيجي" عام 1996؛ ومع فرقة "نجم" عروض: "طار فوق عش المجرمين" في 1981، و"أصل وخمسة" عام 1987، و"المشاكس" في 1995؛ ومع فرقة "أحمد الإبياري" مسرحيات: "القشاش" عام 1985، و"خد الفلوس وإجري" في 1987، و"فيما يبدو سرقوا عبده" عام 1997، و"دو ري مي فاصوليا" في 2001؛ ومع فرقة "نجوم الكوميديا" مسرحية "طباخ بالعافية" عام 1970؛ ومع فرقة "مينوش" عرض "الصعايدة وصلوا" في 1988؛ ومع فرقة "أوسكار" مسرحية "حمري جمري" عام 1990؛ ومع فرقة "النهار" عرض "سوق الحلاوة" في 1993؛ ومع فرقة "عصام الحوت" مسرحية "العين الحمرا" في 1994، "دربكة همبكة" عام 1998؛ ومع فرقة "مينوش" مسرحية "الواد ضبش عامل لبش" عام 1999.
ومن بين المسرحيات المصورة التي شاركت في تمثيلها: "كوبري المزلقان، واحنا إللي أخدنا الجايزة، وسباكين آخر زمن، وحكاية من كل بيت، والمرحوم رجع في كلامه، ومجانين فوق العادة، والزوجة آخر من يعلم، واحترس من زوجتي، وتلامذة آخر زمن، ودكتور مزيف، وغريب في الدار، وعائلة عصرية جدا، وتزوير في أوراق عاطفية، والبيه السباك، والملاحيس، وأنا عايزة مليونير، وثلاثين يوم في السجن، وراجل فوق النخلة، وحرامي واتنين لصوص، وليلة جواز الشغالة، وفندق المجانين، والطلاينة وصلوا، وقارئة الفنجان، وجعلوني مطربا، ومين جوز مين، وإحترس من البلدوزر" وغيرها.
تعاونت "جمال" من خلال مسرحياتها السابقة مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل من بينهم: "فتوح نشاطي، والسيد بدير، ومحمد توفيق، وكمال يس، وسعد أردش، وكرم مطاوع، وجلال الشرقاوي، وحسن عبد السلام، والسيد راضي، وعبد المنعم مدبولي، ومحمود السباع، وأحمد حلمي، وسعيد مدبولي، وعبد الغني زكي، وعادل هاشم، وأحمد توفيق، وبدر الدين جمجوم، ونبيل خيري، وعادل صادق، وفهمي الخولي، ومحمد أبو داود، وسيد خاطر، وأسامة رؤوف".
في السينما
بدأت حياتها الفنية أثناء مرحلة الطفولة بالعمل في السينما فقدمت أفلام: "أقوى من الحب" عام 1953، و"انتصار الحب" في 1954، و"ما ليش غيرك" عام 1958، واستمرت في العمل خلال فترة المراهقة والشباب فشاركت في أفلام: "بين الأطلال، والمرأة المجهولة" عام 1959، و"بنات بحري، والفانوس السحري، وزوج بالإيجار، والخطايا، وآخر شقاوة، ولصوص لكن ظرفاء، والحب سنة 70، وفتاة الاستعراض، ونحن لا نزرع الشوك، وعالم عيال عيال، والبعض يذهب للمأذون مرتين، ورجب فوق صفيح ساخن، وخلي بالك من جيرانك، وبنات حارتنا، وأبو كرتونة، وبوابة إبليس، وكروانة، وقدارة، والرجل الأبيض المتوسط، ومحترم إلا ربع" وغيرها، وكان آخرها "لف ودوران" عام 2016.
دراما
استطاعت الدراما التلفزيونية الاستفادة من موهبتها وخبرتها، فشاركت بأداء الأدوار الرئيسة والبطولات الجماعية بعدد كبير من المسلسلات منها: "بعد الضياع، والشك، وأحلام الفتى الطائر، وأهلا أهلا بالسكان، وألف ليلة وليلة، فوازير المناسبات، وبوجي وطمطم، وبوابة الحلواني (ج 1، ج2، ج3، ج4)، وساكن قصادي (ج1، ج2)، وجمهورية زفتى، وأوراق مصرية (ج1، ج2)، وعائلة الحاج متولي، والعطار والسبع بنات، والبحار مندي، وبنت من شبرا، والسيرة العاشورية (الحرافيش ج2)، وحدائق الشيطان، وسوق الخضار، وقمر 14، وقانون المراغي، والباطنية، وحدف بحر، واللص والكتاب، وشيخ العرب همام، وقضية صفية، وشارع عبد العزيز (ج1،ج2)، والأخوة الأعداء، والزوجة الرابعة، وكيد النسا، وزي القمر، وورا كل باب، وقانون العمل، وآخر دور".
كما ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية بكثير من برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار ما يقرب من 50 عامًا، بل يصعب حصرها منها مسلسلات: "هذه زوجتي، وصلاح الخير، وبرازيل يا هوا، وزكي لاكي، وفرقة سيكا".
